الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
طفلة مزعجة - إيمان خالد
الساعة 20:05 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

لو أنَّ اللَّه، عندَ ولادتي، خَيرني بينَ الخروجَ لهذا العالم أو الذهاب إليه.. لكنتُ الآن عصفورة من عصافير الجنة. 
لا أخفي عنكم.. أنا لم يصبني ذرة فضول أو ذرةُ شجاعة لأخوضَ تجربة وأخرج لهذا العالم البائس!
كان لابد لي أن أكرهه من فرط شكوى أمي وأنا في بطنها..
أمي كانت تمسح على بطنها كلما سمعت قذيفة وهي تقول: تنازلي عن المجيء إلى هنا ياصغيرتي تنازلي! 
لم تكن تخفي عني شيء..
كانت تتجرعُ حزنَ الحرب والالم وتزرعهُ بي 
أمي حبست دموعها تسعة أشهر لأجيء أنا وأذرفها دفعةً واحدة!

حين داهمت أمي الآم الولادة لم تكن أمي حتى تعرف ماذا تدعي!
صعبٌ عليّ أن أفسر ماذا يعني أن تعاني المرأة من ألمِ الحرب وألمِ الولادة في الوقتِ نفسه..لتفسير هذا موهبة الكتابة وحدها لاتكفي!!
إنني سمعت شكوى أمي وأنينها وصراخها سمعتُ خطاها مسرعةً وهي تهربُ من تلك الضربات حيث أنني كنتُ أعيقُ حركتها أحيانًا..سمعتها تقول أشياء لم يسمعها أحد سوى أنا والربّ لم تكن لها القدرة على تحملها!
أنا لم أخرج بسهولة حاولت أن أبقى وقتًا أطول في أحشاءِ جنتي لكن مشيئةُ الله أقوى من ارادتي..
بيدَ أنني حين شعرتُ أن الآم الولادة زاحت عن أمي شعرتُ بالارتياح
لكنني بكيتُ كثيرًا حتى قيل عني (طفلةٌ مزعجة)
لالا لم أبكي كبقيةِ الأطفال بكاءً عاديًا أنا بكيتُ بدموع أمي وتسآءلت كيف لي الآن أن أشعر بالأمان في هذا العالم وأنا لستُ بإحشائها  كيف؟
أنا من تلكَ اللحظة لم أشعر بالأمانِ قط!
أنا متُ في هذاك اليوم لم يكن ذاكَ اليوم يومُ ولادتي البتة إنها كذبة!
بعد أن حضنتني أمي قلت وصيتي: خذيني..
خذيني لحضنكِ دائماً ياأمي!

هذا فقط ماأريده!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص