الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مُسافِرٌ قَلبي - يحيى الحمادي
الساعة 11:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


مُسافِرٌ قَلبي.. وجسمِي مُقِيمْ
ولَيسَ لِي مني صَدِيقٌ حَمِيمْ
.

 

تَسَاقَطَت أَورَاقٌ عُمري, كَمَا
تَسَاقَطَت أَحجارُ بَيتٍ قَديمْ
.

 

ولَم أَزَل أَرنُو بَعِيدًا.. عَسَى
يُغَادِرُ المِيقاتَ مُوسَى الكَلِيمْ
.

 

تَقُولُ لِي صَنعاءُ: أَقلَقتَنِي
إِلى مَتى في غَيرِ وَادٍ تَهِيمْ!
.

 

ولا تَرَى أَنّي مُصابٌ بها
وأَنَّ لِي في كُلِّ سَطرٍ يَتِيمْ
.

 

أَنا هُنا مِن أَلفِ عامٍ بلا
قِيامَةٍ, أَشقَى بهذا النَّعيمْ
.

 

وبَين أَفكارِي وصَمتِي فَمٌ
يَصِيحُ بي ما بين سِينٍ وجِيمْ
.

 

وكائِناتٌ ما عِدَائِيَّةٌ
تُطِلُّ مِن بَطنِ الحِوارِ العَقِيمْ
.

 

وغارَةٌ عَمياءُ تَعوِي, ومِن
وَرَائِها تَعدُو كِلابُ الجَحِيمْ
.
.
.
.

 

أَنا هُنا.. لكنَّ قلبي على
سَفِينةٍ أُخرَى, شَريدٌ, هَشِيمْ
.

 

تَلَاطَمَت لَيلًا على حَسرَةٍ
دِماؤُهُ.. حتى غَدَت كالصَّريمْ
.

 

فَقُلتُ: يا صَحْبي.. أَلَم تَشعُرُوا
بنَسمَةٍ هاجَت كَصَبرِ الحَلِيمْ؟!
.

 

وقُمتُ مَذعُورًا.. كأَني مَعِي,
أَعُوذُ باللهِ السَّمِيعِ العَلِيمْ!
.

 

إِليكِ يا دُنيا.. أَنا شاعرٌ
بلادُهُ قافٌ ولامٌ ومِيمْ
.

 

فَحَاوِلِي قَتلِي بشَيءٍ لَهُ
حَصَافَةٌ, لا باحتِيالٍ لَئيمْ
.

 

دَعِي شَيَاطِينِي بأَقدَامِها
وصَفِّدِي قَلبي, فقلبي الرَّجيمْ
.


إِذا الرَّشَادُ اعْوَجَّ في أَهلِهِ
فَكَيفَ لِلمَجنُونِ أَن يَستَقِيمْ؟!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص