الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
مصباح النبوّة - عبدالحكيم أحمد المُعَلِّمِي
الساعة 16:57 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


 

صلّتْ ببابِ بهائِهِ أسـْفـَاري
وتعبّدتْ في غارِها أفكاري


وتدثَّرتْ لُحُفَ العفافِ، وشوقُها
شجـنٌ تغــنَّــى مثلَ سِــرْبِ هــزارِ

.
رَكــَعَ الفــؤادُ ونبْضــهُ سَـجـّادةٌ
سجدتْ حواسي تَسْتَلِذُّ فِراري



إني فَررتُ إليكَ، روحي مسجدٌ
مـحـرابهُ مـن هــَدْأةِ الأســْحَــارِ


وطَرَقْتُ بابكَ، بوحُ قلبي قُبَّةٌ
وبياضـُها يرسو على الأبْصَارِ


أسرجتُ محرابَ الصلاّةِ مُلبِّيا
ورشفتُ مــاءَ خشوعِها المـوّارِ


وسَمَوْتُ ثمَّ عَلَوْتُ فوقَ مآذنٍ
صَدَحَتْ بكلِّ سَلاسةٍ وفخــَارِ


ورششتُ أروقةً تناوشها اللـَظَـى
وصَبَبْت ُمن فَوقِ الغيوم ِوقاري

######
 

 

أجريتُ حُبِّي في قــَرَارَة ِحُبِّهِ
حتى استدارَ دمي وقـرَّ قراري


ومشيتُ فوقَ صِراطِ نفسي راجياً
وإذا الــصــِراطُ كـخــنـْجــرٍ بــتــّارِ


فعصرتُ في مُقَلِ الهُدَى زيتونةً
وأضــأتُ مشـكـاةً لـحـفـظِ عـِثَارِي


ببصائرِ الرؤيا توضــَّأتِ الرُّبى
حتى استفاضَ الماءُ في الآبارِ


فـغـسـلـتُ أدراني بـمـزْنِِ مَـتـَابَةٍ
وخرجتُ من حزني ومن أوزاري


وسنابلُ الإيمانِ، فاكهةُ اللِّقا
فيها تَدَلَّــى الشــوق ُبالأزهــَارِ

######
 

 

هَزْهَزْت من جذع النخيل قصائداً
وحــروفــهــنَّ خــريــــرَ ضــوء ٍجــارِ


لمّا تخالطَ مزنــهــا بسُلافِــها
اِنداح غصنُ الشِّعرِ بالأقمارِ


وتدفّقَ العمرُ الخفوقُ جداولاً
يربو كوجهِ الأرضِ بالأمطارِ


يروي حُشَاشَةَ ناسكٍ مُتَبَتِّلٍ
أيَّامُـهُ تـروي ظَـمـَا الأسْـفـارِ


فنـمـا الـرحــيـقُ مـُعـلـَّقـاً بنسيمِهِ
غَزَلتْ خيوطُ العطرِ عُشَّ كَنَاري 


فمحمدٌ أسُّ القلوبِ، ونبضُــها
وسبيلُ من يرْقَى مـــع الأذكارًِ


ومـحـمـدٌ مــاءٌ تـسـربـلَ بالـنـَّدى
لمّا استحمَّ الرملُ قَيْضَ صحاري

.
ومــحـمـدٌ قــمــر إذا أضـواؤهُ
تُهْدِي النجومَ أَهِلَّةَ الأسرارِ


ومحمدٌ كالصُّبحِ في مُقَلِ الشَّذَا
ضــوءٌ تـمـشـَّى فــي خــدودِ نهـار ِ


ومـحـمـدٌ بــوحُ الـمآذنِ والهُدى
وهدايةُ الوحي الذي في الغارِ


ومحمدٌ علمٌ على هام ِالمَدى
هــو دالّــة ُالــرؤيا ولـمْـعُ فـنارِ


ومـحـمدٌ نبعُ العَفَافِ وطُهْرُهُ
وبــهــاؤُهُ فَــيـضٌ عـظيمٌ سَارِ

#######
 

 

جاءَ البسيطة َوالبساطُ مُخَضَّبٌ
بالدّمِّ، يحــجبُهُ النزيفُ الجَاري


الظلُّ في نزقٍ يُعَرِّي جذرَهُ
ويـقُـدُّ مـن قُبُلٍ ترابَ العَارِ


ظلمٌ وأصنــامٌ وقتلٌ فادحٌ
والجهلُ يُلْبِسُها سَوَادَ شَنَارِ


فأدارَ مـصـبـاح الـنـبـوَّةِ صابراً
وضــيـاءُ طُهْرٍ عَمَّ في الأمصارِ


قد صاغَ بالصَّحبِ الكرامِ مبادئاً
وجـمـيـعـهـم مـن خِـيـْرَةِ الأخيارِ


فمضوا بنورِ اللّهِ في جنباتِها
ومـضـوا بـنـورِ الـلّــهِ كـالـتـيـَّارِ

######
 

 

بـمـديـنـةِ الأنصـارِ شـَعَّ لقاؤهُ
كي يدخلوا في ضَفَّةِ الأنوارِ


فَتَهَاوَتِ الأوثانُ تـحـتَ لـوائـِهِ
وتزلزلَ الشَّرُ المكينُ الضَاري


وأضاءَ بالبُشْرى قصورَ تبابعٍ
وقــيــاصــرٍ وأكــاســر ٍأشْـــرارِ


إيوانُ كسرى، تاجهُ، نيرانهُ
قد أُطفِئتْ برسالةِ المختارِ


أجرى سفائِنَ هـَدْيهِ مُسْترَسِلاً
أرْسَى التُّقَى بخصَاصَةِ الإيثارِ


وبنى جُسُوراً للمَحَبَّةِ والنَّقَا
وأواصراً تَرْعَى حُقوق َالجـارِ


أوصى بحقِّ ذبيحةٍ كي لا ترى
حـدّ المُدى في لحظةِ الإحضارِ


أوصى بحقِّ الأُمِّ طاعتها رِضَىً
للّــهِ ذاكَ الــمــُنْــعــِمِ الــجــبــّار ِ


أقدامُ أمي ـ تحتَها ـ ليَ جَنَّةٌ
تــجــري بــهــا دفــّاقَةُ الأنهارِ 


فتفتّقتْ أنسامــُهــا وعــبـيـرُها
واخْضَوْضَرَتْ بمشَاتلِ الأبرار ِ

######
 

 

الناسُ صَاروا كالمِشَاطِ تَمَاثُلاً
وجميعُهمْ فــي رُتْبَةِ الأحــْرَارِ


لا فرقَ بينَ اثنينِ إلا بالتُقَى
و حـقـيـقةُ الإيمانِ بالأقــدارِ


جاءتْ تعاليمْ " الحبيب ِ" لتنتهي
أمــواجُ بــُؤْسٍ فـــوقَ جـــُرفٍ هـــَارِ


لـتـرفـرفَ الأخـــلاقُ ملءَ دمائنا
ليَعُمَّ في المـلـكـوتِ سـِتـْرُ الباري


وأنا هـنا صلّت جميع جوارحي
وتَعَبَّدتْ في غارها أفكاري


.................. 
 

2/6/2017م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص