الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لَيْلَةُ القَدْرِ - عبدالله كمال
الساعة 13:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


منذُ بدءِ المآسي
سمعتُ الحكاياتِ عنكِ
سمعتُ أناساً يقولون
إنكِ أمُّ الخوارقِ
كانوا يقولون:
في ليلة القدر
تمسي السماء عروساً،
وينبثق النور عند التجلي
من صدرها

 

فتنتثر الرحمات
على العالمين
تقيم لهم مهرجان الأماني
على الأرض،
يأخذ كل امرئ ما تمنى..
وها أنا ذا
بعد عشرين وعداً،
أردد أمنيتي،
وأصيح بملء احتراقي
يا ليلة القدر:
هل جئتِ حتى تعيدي إلى الأرض
روح السماء؟

 

هل جئت ِ بالخبز للفقراء؟
هل جئتِ للبائسين
بما منعتهم يد الأرض إياه؟
هل تمسحين على رأس كل يتيم؟
وهل ترسلين لهم رجل الثلج
ينفحهم بالهدايا
إذا العيد جاءْ؟
والحزانى..
ومن للحزانى!!
فهل جئتِ
كي تسقطي راية الحزن..
كي تزرعي الابتسامات 
في كل عينْ.

 

لا أزال أردد:
يا ليلة القدر:
ظالمة هذه الأرض
غادرة..
تتعهدنا بالمتاعب..
تفجؤنا بالرزايا تباعاً
وتفجعنا بالأحبة
بالذكريات العتيقة
كالأمهات.

 

فردِّي إلي دثار السماء..
وردِّي عليَّ دثاراً
يقيني من الأرض..
ما عدت أعجبها
هذه المستريبة..
ما عاد يعجبها شكل وجهي،
ولا لونه..
لم تعد تستسيغ كلامي لها
لم تعد تتقبل مني القرابين..
لم تعد تتذكر من سحنتي
أيما ملمحٍ..

 

بات صوتي
الذي عطلته الصلاة لها منكراً،
أنكرت كل تعويذة
رددتها عروقي
وعافتْ.. بل استقذرت عَرَقي
وهي استنزفته
ولكنه لم يجفّ.

 

ما أزال أردد:
يا ليلة القدر:
لماذا إذا جئت
ترتبك الأرضُ،
تبدو كوجه دعيٍّ
بحضرة فَاضِحِهِ!
هل تجيئين يوماً بجند و....
يجوسون أمناً
خلال الديار..
يجوسون عدلاً
خلال القصور.

 

سيأتون يوماً
إذا شئتِ
يستنبتون المحبة..
والخير..
والأمن
في كل قلب،
يعيدون للأرض زينتها..
ثوبها الأخضر الليلكي
الذي خلعته عليها السماءْ. 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص