- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- رسمياً.. المصري خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
قد يدفع اليأس أديباً ما إلى اقتراف جريمة الانتحار بحقّ نفسه، في ظنّ منه أنّه يعاقب الآخرين على تهميشهم له وإهمالهم نتاجاته، ويكون مدفوعاً بفكرة عدم ردّ الدين المتمثّل في المطالبة بالاعتبار والتقدير.
هل يُقعد اليأس المرء عن إكمال مشروعه الحياتيّ والأدبيّ ويبقيه نزيل مراراته وخيباته؟ ألا يمكن تحويل اليأس إلى طاقة للخلق والإبداع؟
ربّما يستوطن اليأس نفوس بعض الأدباء الذين يعدّون أنفسهم جديرين بالتقدير والاحتفاء، ولا ينفكّون يطالبون غيرهم بتكريمهم بطريقة أو بأخرى، وأنّهم لم ينالوا حقّهم أو لم يحظوا بفرصتهم، منطلقين من فكرة أنّ الآخرين جميعهم مدينون لهم. وتكون فكرة تقديمهم تضحيات أو إبداعات أو نتاجات أدبيّة أو فنّيّة باعثة لديهم على الإشعار بأنّهم يفضّلون على الآخرين بأعمالهم، وينبغي على أولئك الآخرين ردّ الجميل؛ الدين، لهم، والتعامل معهم على أساس تقدير تفوّقهم والاحتفاء بإنجازاتهم.
لا يخفى أنّ أيّ أديب أو فنّان حين ينجز عملاً ويحرّره ويطلقه للنشر، فإنّه لا يعطي مِنّة أو هبة لأحد، ولا يكون القارئ أو المتلقّي مديناً له بشيء، وحين يقبل على اقتناء العمل وقراءته فإنّه يقوم بتقدير كاتبه من دون أن يشعر أنّه مدين له بشيء، سوى بالمتعة والفائدة اللتين قد يجنيهما من قراءته أو قد لا يحصّلهما ويحصّل بدلا منهما الملل والتكرار، أمّا أن يرغب عن العمل من القرّاء، ولا يقتنيه، فهذا حقّ من حقوقه، ولا يجوز للكاتب التفكير في التصرّف على أنّه عدم تقدير له، أو أن ينغمس في بحر اليأس جرّاء رغبة القرّاء عنه وعن أعماله.
مساءلة الذات هي أهمّ ما ينبغي على أيّ كاتب التحلّي به وممارسته بين العمل والآخر، كي لا يقع فريسة يأس مدمّر قد يودي به إلى صحارى قاحلة، ثمّ يجد نفسه مديناً للقرّاء لأنّه يخرج لهم أعمالاً ذات سويّة متدنّية، ويفترض منهم تقديراً مبالغاً أو احتفاء عجائبيّاً على ذلك البؤس.
قد يخرج اليأس أديباً ما عن طوره حين يتلبّسه، فيبدأ بانتقاد جميع من حوله من الساعين في دروب الإبداع والكتابة والنجاح، وقد يعتقد أنّ سعي هؤلاء هو تعتيم على نتاجه وشخصيّته، فينبغي عليه تجريمهم ونسف مجهودهم والبحث عن سبل لتقزيمهم كي يبقي على وجوده في بحيرة راكدة من الاجترار والقنوط واستعداء الآخرين.
وقد يدفع اليأس أديباً ما إلى اقتراف جريمة الانتحار بحقّ نفسه، في ظنّ منه أنّه يعاقب الآخرين على تهميشهم له وإهمالهم نتاجاته، ويكون مدفوعاً بفكرة عدم ردّ الدين المتمثّل في المطالبة بالاعتبار والتقدير، والمطالبة بمنحه الجوائز والتكريمات، وكأنّ نهر الإبداع سيجفّ بتوقّفه عن الكتابة، أو أنّ القرّاء سيخرجون في تظاهرات مطالبين بضرورة عودته إلى ميدان إبداعه المفترض، غير دارٍ أنّه ليس إلّا نقطة صغيرة جدّاً في محيط هائل، وأنّ النسيان يتربّص به ليغلّفه.
يجتاح اليأس نفوس الأدباء والمبدعين في فترات معيّنة من حياتهم، لكنّهم يتغلّبون عليه بالعمل والأمل. هناك مَن يغيّرون قوّته الهادرة لصالح إنتاج أعمال مميّزة، يكون التحدّي دافعهم لذلك، وهناك مَن يركنون لسطلته العمياء فيضيعون في عتمته ويبقون نزلاء سجونه التي تزداد قهراً عليهم، وتخرجهم عن طورهم، وتظهرهم مثيرين للشفقة والرثاء.
كاتب سوري
منقولة من صحيفة العرب ...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


