الجمعة 27 سبتمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 26 سبتمبر 2024
يا صاحب اليُمنى - عبدالقادر البنا
الساعة 16:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

مرثاة شهيد الحضرة النبوية الشريفة الشاعر العملاق خليل المهنا رحمه الله

 

أخليل عمري توأمي وأُخيّهْ ** إنّ الحروف على أخيك عَصيّةْ
 

جمهورك استعصى يطالبني متى ** أرثي شهيد الحضرة النبويةْ
 

أنا بعدُ ما لملمت أشتاتي أنا ** متبلد الإحساس دون هويّةْ
 

أخليل والجمهور يرهقني ولا ** أحدٌ يُقدّر حالتي النفسيةْ
 

أنا بعدُ ماصدقت فقدك سيدي ** حتى تفيض بخافقي المرثيّةْ
 

أنا لا أزال أراك حولي باسماً ** في كل شيءٍ بُكرةً وعَشيّةْ
 

فأراك في الطرقات في المرآة في ** قلمي وبين دفاتري المدميّةْ
 

فوق المنابر في المنصات التي ** أشعلت فيها روحك الوطنيةْ
 

بمجالسٍ أحييتها وملأتها ** بقصيدةٍ .. بطرائفٍ .. بقضيةْ
 

بجبين كهلٍ بابتسامة مُوجَعٍ ** في ثغر طفلٍ في عيون صَبِيّةْ
 

بوجوه أبنائي بضِحْك شكيب في ** تلويح نورس في لمى قُمْريّةْ
 

وأراك والسرطان من دمك انثنى ** عزماً قهرت الحالة المرضيّةْ
 

لكنما الإرهاب في سرطانهِ ** أرداك صبحَ الأربعاء ضحيّةْ
 

تبت يد الإرهاب تب مخططٌ ** لُعنوا خباث الأنفس الدمويّةْ
 

قتلوك يا نبراس إبّ وأطفأوا ** عينيك يا ذا النظرة الورديّةْ
 

قتلوك ما اليمن التي فقدتك بل ** فقدتك كل الأمة العربيةْ
 

ورحلت لكن ليس وحدك إنما ** رحَلَت أماني الدولة المدنيةْ
 

نَم والذين استشهدوا فدماؤكم ** دَينٌ على المنظومة الأمنيةْ
 

وعلى الذين تطرفوا واستمرأوا ** للطائفية جُنحة العصبيةْ


نَم يا ضمير الأمّة الخفاق لا ** نامت عيون الغدر والهمجيةْ
 

يا صولجان الشعر فارسه ويا ** نبض اختلاج الساحة الأدبيةْ
 

يا سحر كل روائعٍ منثورةٍ ** يا نور كل قصيدةٍ شعريةْ
 

يا صادحاً بالحق جلجل صوتهُ ** رَكِبَ الشجاعة وارتدى الحُريّةْ
 

يا رائد الأخلاق حين جمعتها ** طُراً جمعت الحب والشعبيّةْ
 

يا خادماً للناس في حاجاتهم ** ومُقاسِماً لذوي البلاء بليّةْ
 

يا ناصر الضعفاء حيث تألموا ** ومدافعاً عمن دهتهُ أذيّةْ
 

يا دافئ الأنفاس يا رمز الوفا ** والحُب والإحساس والأَخويّةْ
 

يا بسمةً وضاءةً ممنوحةً ** للكل يُفعمها صفاءُ النيّةْ
 

يا نسمةً ترتاد من قلبٍ إلى ** قلبٍ تمرُّ خفيفةً ونديّةْ
 

يا قُبلةً حرّاءَ يطبعها المدى ** بجبين كل فضيلةٍ وسجيّةْ
 

يا أيها الـ....عفواً يقاطعني البُكا ** من لي فأكمل للحديث بقيّةْ
 

يا أيها الأسد المُهنّا ربما ** قصّرتُ أو أغفلتُ ثمَّ مزيّةْ
 

فاغفر فإن أخاك أذهله الأسى ** مما أصاب الحكمة اليمنيةْ
 

يا صاحب اليمنى بلا يسرى لقد ** وزَنَتْ يمينك ربما البشريةْ
 

فلكم بها لوحت فوق منابرٍ ** دينيةٍ .. وطنيةٍ .. قوميةْ
 

ثُمّ استقلت من المنابر بعد أنْ ** أحييت ذكرى المولد السنويّةْ
 

ما ألبسوك لدى الختام قِلادةً ** بل زَيّنَ الصدرَ النبيل شظيّةْ
 

والأمنيات حصدتها بشهادةٍ ** لاقيت ربّك إذ مدحت نَبِيَّه
 

يا صاحب اليمنى بلا يسرى هنا ** أبْشِر بلا يسرى تنال هدِيّةْ
 

فغداً كتابك باليمين تنالهُ ** وتذوق لذة خُلدك الأبديّةْ
 

بجوار طه سيد الكونين والثقلين سرّ البهجة الكونيةْ
 

صلوا عليه وآله فالله قد ** صلى عليه صلاتهُ الأزليةْ

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر