الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
يا صاحب اليُمنى - عبدالقادر البنا
الساعة 16:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

مرثاة شهيد الحضرة النبوية الشريفة الشاعر العملاق خليل المهنا رحمه الله

 

أخليل عمري توأمي وأُخيّهْ ** إنّ الحروف على أخيك عَصيّةْ
 

جمهورك استعصى يطالبني متى ** أرثي شهيد الحضرة النبويةْ
 

أنا بعدُ ما لملمت أشتاتي أنا ** متبلد الإحساس دون هويّةْ
 

أخليل والجمهور يرهقني ولا ** أحدٌ يُقدّر حالتي النفسيةْ
 

أنا بعدُ ماصدقت فقدك سيدي ** حتى تفيض بخافقي المرثيّةْ
 

أنا لا أزال أراك حولي باسماً ** في كل شيءٍ بُكرةً وعَشيّةْ
 

فأراك في الطرقات في المرآة في ** قلمي وبين دفاتري المدميّةْ
 

فوق المنابر في المنصات التي ** أشعلت فيها روحك الوطنيةْ
 

بمجالسٍ أحييتها وملأتها ** بقصيدةٍ .. بطرائفٍ .. بقضيةْ
 

بجبين كهلٍ بابتسامة مُوجَعٍ ** في ثغر طفلٍ في عيون صَبِيّةْ
 

بوجوه أبنائي بضِحْك شكيب في ** تلويح نورس في لمى قُمْريّةْ
 

وأراك والسرطان من دمك انثنى ** عزماً قهرت الحالة المرضيّةْ
 

لكنما الإرهاب في سرطانهِ ** أرداك صبحَ الأربعاء ضحيّةْ
 

تبت يد الإرهاب تب مخططٌ ** لُعنوا خباث الأنفس الدمويّةْ
 

قتلوك يا نبراس إبّ وأطفأوا ** عينيك يا ذا النظرة الورديّةْ
 

قتلوك ما اليمن التي فقدتك بل ** فقدتك كل الأمة العربيةْ
 

ورحلت لكن ليس وحدك إنما ** رحَلَت أماني الدولة المدنيةْ
 

نَم والذين استشهدوا فدماؤكم ** دَينٌ على المنظومة الأمنيةْ
 

وعلى الذين تطرفوا واستمرأوا ** للطائفية جُنحة العصبيةْ


نَم يا ضمير الأمّة الخفاق لا ** نامت عيون الغدر والهمجيةْ
 

يا صولجان الشعر فارسه ويا ** نبض اختلاج الساحة الأدبيةْ
 

يا سحر كل روائعٍ منثورةٍ ** يا نور كل قصيدةٍ شعريةْ
 

يا صادحاً بالحق جلجل صوتهُ ** رَكِبَ الشجاعة وارتدى الحُريّةْ
 

يا رائد الأخلاق حين جمعتها ** طُراً جمعت الحب والشعبيّةْ
 

يا خادماً للناس في حاجاتهم ** ومُقاسِماً لذوي البلاء بليّةْ
 

يا ناصر الضعفاء حيث تألموا ** ومدافعاً عمن دهتهُ أذيّةْ
 

يا دافئ الأنفاس يا رمز الوفا ** والحُب والإحساس والأَخويّةْ
 

يا بسمةً وضاءةً ممنوحةً ** للكل يُفعمها صفاءُ النيّةْ
 

يا نسمةً ترتاد من قلبٍ إلى ** قلبٍ تمرُّ خفيفةً ونديّةْ
 

يا قُبلةً حرّاءَ يطبعها المدى ** بجبين كل فضيلةٍ وسجيّةْ
 

يا أيها الـ....عفواً يقاطعني البُكا ** من لي فأكمل للحديث بقيّةْ
 

يا أيها الأسد المُهنّا ربما ** قصّرتُ أو أغفلتُ ثمَّ مزيّةْ
 

فاغفر فإن أخاك أذهله الأسى ** مما أصاب الحكمة اليمنيةْ
 

يا صاحب اليمنى بلا يسرى لقد ** وزَنَتْ يمينك ربما البشريةْ
 

فلكم بها لوحت فوق منابرٍ ** دينيةٍ .. وطنيةٍ .. قوميةْ
 

ثُمّ استقلت من المنابر بعد أنْ ** أحييت ذكرى المولد السنويّةْ
 

ما ألبسوك لدى الختام قِلادةً ** بل زَيّنَ الصدرَ النبيل شظيّةْ
 

والأمنيات حصدتها بشهادةٍ ** لاقيت ربّك إذ مدحت نَبِيَّه
 

يا صاحب اليمنى بلا يسرى هنا ** أبْشِر بلا يسرى تنال هدِيّةْ
 

فغداً كتابك باليمين تنالهُ ** وتذوق لذة خُلدك الأبديّةْ
 

بجوار طه سيد الكونين والثقلين سرّ البهجة الكونيةْ
 

صلوا عليه وآله فالله قد ** صلى عليه صلاتهُ الأزليةْ

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص