الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة في قصيدة (الانفلاتُ من الدائرة) للأديب المصري أحمد عثمان - علي أحمد عبده قاسم
الساعة 15:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

أولاً القراءة:

إذاكان العنوان هو العتبة اﻷولى لقراءة النص فان عنوان القصيدة (الانفلات من الدائرة) والانفلات يعني التخلص والنجاة والانطلاق لتشير الدلالات الى الحرية والانعتاق لاسيما وأن الدائرة رمز السجن لذلك كان دال على الحرية ودال في العمق على السجن والتكبيل خاصة والدائرة حصار وهزيمة روح فالعنوان اختزل مضمون النسيج الداخلي للنص وأعطى دلالة لهوية النص الحرية والسجن في الماضي وبقراءة النص يلحظ القارئ أن الشاعر قال:
(كلماتي مشدودة للخلف) ليشير الى التكبل بالماضي وبالذاكرة سواء على مستوى المشاعر أو الروح ومشدوة للخلف تلميح بارع بسكون الماضي بالذات. ومشدودة صورة وحشية مستبدة فعندما يربط الانسان صورة غاية بالوحشية فمابالك بالمشاعر والروح 
النص يرسم حصار روحه فيقول (بحبال اﻷمس) ربما كانت هذه أسوأ مافي النص باعتبارها فضحت استهلال النص وجاءت بالمباشرة 
لكنه يكرر الوجع ويقول( بالياس ) من بلوغ الحلم من العودة للاخضرار ( بالسراب) ترميز للوهم وملاحقة اللاشئ (ترسف بالاغلال) صورة كلية ترسم الروح مثقلة غير قادرة على ممارسة الحياة بشكل طبيعي بل عاجزة عن السير بالاحلام والانطلاق للغد وهي مسكونة مسجونة بالماضي.
وجاءت اﻷلفاظً والصور تتلاءم مع مضمون رسالة النص( مشدودة .أسيرة .كسيرة .ترسف)
وهذا مقطع االسجن والانهزام بالماضي ليأتي انتقال رائع وهو بلوغ الحلم( حين استكنت لضمتي 
وذوبنا فيي عناق 
ورحنا نغتسل) ذوبان وانتصار وعودة وتجدد وميلاد وانتصار للروح وابتعاد عن الماضي فجاء التبرعم والربيع الخصيب 
فتحولت الكلمات الى وليدة .في مدارج الصباح ومن هنا انفلتت من الدائرة حين عانقت روحها فتغير الزمن (تمردت) على السوار وهذا مساو للدائرة والسجن ليكون العنوان دال على الحرية والتكبيل والنص يرسم الحرية والاعتقال والعجز 
فالنص معترف بالزمان الروحي المترسب في الاعماق ومتمرد ليس مستلما لذلك فهو يعرف طريق الحلم مما تخبطت الدروب ومهما كان الظلام حالكا 
النص عميق جدا يخاطب الذات الحلم سواء كانت المرأة الحلم اﻷلم الحضن أو الوطن المثال وجدلية النص مفتوحة 
ربما عيب تكرار بعض اﻷلفاظً التي لكن الشاعر يعني مايقول.

...............................

ثانيا النص :
الانفلاتُ من الدَّائرةِ
* * *

كلِماتِىَ المشدودةُ إلى الخلفِ ..
بحبالِ الأمسِ، واليأسِ، والسَّرابْ ..
كلماتِىَ الأسيرةُ .. الكسيرةُ ..
ترسُفُ في الأغلالِ ..
خلْفَ رُكامِ الدَّمعِ، والضَّبابْ ..
ومتاهةِ الدروبْ .. 
كلها تكسَّرت .. تناثرت 
حين صدرُك ضمَّني ..
حين استكنتِ لضمَّتي، وذُوبنا في عناق
ورحنا نغتسلُ ..
من ليلٍ طالَ .. ومِلحِ الجِراح
* * *
تتبرعم في البراحِ ..
كلماتِيَ الوليدة
ومدارجُ الصَّباحِ ..
نشوانةً بالقصيدة
وأُنشودتِيَ الجديدة ..
لاتعرفُ ماالإحباط ..
لاتعرفُ معنى الحزنِ، أو النُواح
* * *
ترانيمِىَ الطليقةُ ..
تمرَّدت على السِّوارِ ..
وحلَّقتْ .. ضحكاتُ طُهْرٍ..
وبراءةُ لهوٍ..
إكْسيرُ حياةٍ للصِّغارِ
وسَبْحاتُ نورٍ، ومنارٍ، ومسارِ
حبيبتي .. لاتخافي
فمازال زندي بوشمِكِ يزهو ..
ومازال قلبي لصدرك يهْفو ..
وطريقي إليك أعْرفه..
مهما الخطبُ ادلَهمَّ..
أو ضلَّ المدار.
............. أحمد عثمان

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً