الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قَلِقُ المكانِ - يحيى الحمادي
الساعة 14:37 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

قَلِقُ المكانِ.. كنُقطةٍ في اللَّامِ
قَلِقُ الزَّمانِ.. كَلَمحةٍ في العامِ
.

 

قَلِقُ المَخافةِ والأَمانِ، كقائِدٍ
يَضَعُ السِّلاحَ، بلحظةِ استِسلامِ
.

 

قَلِقُ الحَياةِ، يَعيشُ في زنزانَةٍ
أَمَلُ الخروجِ بها إلى الإِعدامِ
.

 

قَلِقُ الخيالِ، كَشاعرٍ يَضَعُ اسمَهُ
لِيَهزَّ قافيةً بلا إِلهامِ
.
.
.

 

قَلِقٌ كنافذةٍ تُطِلُّ برأسِها
بين الرُّكامِ كَسِيرةَ الأَحلامِ
.

 

قَلِقٌ كأُغنيةٍ يُخالِفُ لَحنُها
كلماتِها، ومشاعرَ الأَنغامِ
.

 

قَلِقٌ كعاشِقةٍ تُراوِدُ نَفسَها
عَن نَفسِها، وتَرُدُّ: نامِي.. نامِي
.

 

قَلِقٌ كَقَلبِ أَبٍ يُوَدِّعُ طفلةً
سَتَعودُ حافيةً بلا أَقدامِ
.

 

قَلِقٌ.. وما أَحَدٌ أَحَسَّ بأنهُ
قَلِقٌ يَمُجُّ مَرارةَ الأَيّامِ
.

 

ومُضَيَّعٌ.. يَقِفُ الظلامُ بوجهِهِ
مُتَحجّرًا كَضَمائِرِ الحُكَّامِ
.

 

كّبَحُوهُ بالأزماتِ والهَجماتِ وال
كلماتِ والظلُماتِ والأَزلامِ
.

 

ونَفَوهُ، واحتَكَروا خرائِطَهُ كما
احتَكَرَ اليَهودُ مَقابرَ الأَرقامِ
.

 

وعلى بَنِيهِ اليَومَ أَن يَتَقاتلوا
طَمَعًا بمن قَتَلوهُ في الأَرحامِ
.

 

وعلى بَنَيهِ اليَومَ أَن يَتَقاسَموا
باسمِ الوِفاقِ حَقائِبَ الأَيتامِ
.

 

لا أَمنَ في الوطنِ المُقَسَّمِ يُرتَجَى
فالرُّوحُ تَأنَفُ مَيِّتَ الأجسامِ
.
.
.
.

 

بفَمِي سُؤالٌ شاخَ دُونَ مُبَلِّغٍ
يا ناسُ أَينَ وَسائِلُ الإِعلامِ؟!
.

 

أَلَدَى العُرُوبَةِ "صَفحَةٌ", أَو "مَوقِعٌ"؟!
أَلَها "حِسابٌ" في "أَنِسْتِجْرَامِ"؟!
.

 

أَتُغَرِّدُ "الرَّخْمُ" العَجُوزُ؟! أَعِندَها
"شَاتٌ" لِأَطلُبَ مَوعِدًا بالـ(كامِ)؟!
.

 

زَمَنُ العُروبةِ ماتَ, مُذ دَخَلَت على
قِيَمِ الحياةِ عَلامةُ استِفهَامِ
.

 

فَمَعَاهِدٌ لِلجَهلِ تَنفُثُ سُمَّها
ومَساجدٌ لِعبادَةِ الأَصنامِ
.

 

يَضَعُونَ لِلشَّيطانِ جَدوَلَ يَومِهِ
ويُحارِبُونَ اللهَ بالإِسلامِ!
.

 

كَسَرُوا "عِراقًا" كانَ أَطوَلَ نَخلَةٍ
في الأَرضِ, مُنتَقِمِينَ مِن "صَدَّامِ"!
.

 

وبيَاسَمِينِ "الشَّامِ" أَمطَرَ حِقدُهُم
حُمَمًا, تُخَبِّرُ ما جراحُ الشَّامِ
.

 

وبـ"لِيبيا" اتَّخَذُوا الصِّراعَ مَطِيَّةً
لِيُضاعِفُوا ما كانَ مِن إِجرامِ
.

 

وتَقَاسَمُوا "السُّودانَ" قِسمَةَ مُفلِسٍ
قَبِلَ احتِمَالَ خَيَارِهِ الإِلزامِي
.

 

ولَوَوْا على "اليَمنِ السَّعيدِ" لِيَفصِلُوا
"صَنعاءَهُ" عَن "ثَغرِهِ البَسَّامِ"
.

 

وسَيَأذَنُ "اللِّيكُودُ" بَعدَ فَرَاغِهِم
فَيُقَسِّمُونَ "كَتائبَ القَسَّامِ"!
.
.
.
.


يا (أُمَّ خارِجَةٍ) بَنُوكِ تَكَاثَرُوا
فَطَغَوْا على الأَخوالِ والأَعمامِ
.

 

تَرَكُوا صَدَى (عَلَّانَ) خَلفَ ظُهُورِهِم
وتَفَرَّغُوا لِزراعَةِ الأَلغامِ
.

 

لا يَقتُلُ العَربيُّ إِلَّا نَفسَهُ
أَو أَهلَهُ, فهو القَتِيلُ الرَّامِي
.

 

أَهِيَ العُرُوبَةُ في الدِّماءِ دَخِيلَةٌ!
أَم نَحنُ مَن زَرَعَ السَّرَابَ النَّامِي!
.

 

فاليَومَ لَو رَجَعَ الرَّسُولُ بِبِعثَةٍ
لَأَذاعَ هِجرَتَهُ إِلى "فِيتنامِ"
.

 

ورَمَى عُرُوبَةَ أَهلِهِ مُتَبَرِّئًا
أَوضُمِّنُوا في "سُورةِ الأَنعامِ"!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص