الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قَلِقُ المكانِ - يحيى الحمادي
الساعة 14:37 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

قَلِقُ المكانِ.. كنُقطةٍ في اللَّامِ
قَلِقُ الزَّمانِ.. كَلَمحةٍ في العامِ
.

 

قَلِقُ المَخافةِ والأَمانِ، كقائِدٍ
يَضَعُ السِّلاحَ، بلحظةِ استِسلامِ
.

 

قَلِقُ الحَياةِ، يَعيشُ في زنزانَةٍ
أَمَلُ الخروجِ بها إلى الإِعدامِ
.

 

قَلِقُ الخيالِ، كَشاعرٍ يَضَعُ اسمَهُ
لِيَهزَّ قافيةً بلا إِلهامِ
.
.
.

 

قَلِقٌ كنافذةٍ تُطِلُّ برأسِها
بين الرُّكامِ كَسِيرةَ الأَحلامِ
.

 

قَلِقٌ كأُغنيةٍ يُخالِفُ لَحنُها
كلماتِها، ومشاعرَ الأَنغامِ
.

 

قَلِقٌ كعاشِقةٍ تُراوِدُ نَفسَها
عَن نَفسِها، وتَرُدُّ: نامِي.. نامِي
.

 

قَلِقٌ كَقَلبِ أَبٍ يُوَدِّعُ طفلةً
سَتَعودُ حافيةً بلا أَقدامِ
.

 

قَلِقٌ.. وما أَحَدٌ أَحَسَّ بأنهُ
قَلِقٌ يَمُجُّ مَرارةَ الأَيّامِ
.

 

ومُضَيَّعٌ.. يَقِفُ الظلامُ بوجهِهِ
مُتَحجّرًا كَضَمائِرِ الحُكَّامِ
.

 

كّبَحُوهُ بالأزماتِ والهَجماتِ وال
كلماتِ والظلُماتِ والأَزلامِ
.

 

ونَفَوهُ، واحتَكَروا خرائِطَهُ كما
احتَكَرَ اليَهودُ مَقابرَ الأَرقامِ
.

 

وعلى بَنِيهِ اليَومَ أَن يَتَقاتلوا
طَمَعًا بمن قَتَلوهُ في الأَرحامِ
.

 

وعلى بَنَيهِ اليَومَ أَن يَتَقاسَموا
باسمِ الوِفاقِ حَقائِبَ الأَيتامِ
.

 

لا أَمنَ في الوطنِ المُقَسَّمِ يُرتَجَى
فالرُّوحُ تَأنَفُ مَيِّتَ الأجسامِ
.
.
.
.

 

بفَمِي سُؤالٌ شاخَ دُونَ مُبَلِّغٍ
يا ناسُ أَينَ وَسائِلُ الإِعلامِ؟!
.

 

أَلَدَى العُرُوبَةِ "صَفحَةٌ", أَو "مَوقِعٌ"؟!
أَلَها "حِسابٌ" في "أَنِسْتِجْرَامِ"؟!
.

 

أَتُغَرِّدُ "الرَّخْمُ" العَجُوزُ؟! أَعِندَها
"شَاتٌ" لِأَطلُبَ مَوعِدًا بالـ(كامِ)؟!
.

 

زَمَنُ العُروبةِ ماتَ, مُذ دَخَلَت على
قِيَمِ الحياةِ عَلامةُ استِفهَامِ
.

 

فَمَعَاهِدٌ لِلجَهلِ تَنفُثُ سُمَّها
ومَساجدٌ لِعبادَةِ الأَصنامِ
.

 

يَضَعُونَ لِلشَّيطانِ جَدوَلَ يَومِهِ
ويُحارِبُونَ اللهَ بالإِسلامِ!
.

 

كَسَرُوا "عِراقًا" كانَ أَطوَلَ نَخلَةٍ
في الأَرضِ, مُنتَقِمِينَ مِن "صَدَّامِ"!
.

 

وبيَاسَمِينِ "الشَّامِ" أَمطَرَ حِقدُهُم
حُمَمًا, تُخَبِّرُ ما جراحُ الشَّامِ
.

 

وبـ"لِيبيا" اتَّخَذُوا الصِّراعَ مَطِيَّةً
لِيُضاعِفُوا ما كانَ مِن إِجرامِ
.

 

وتَقَاسَمُوا "السُّودانَ" قِسمَةَ مُفلِسٍ
قَبِلَ احتِمَالَ خَيَارِهِ الإِلزامِي
.

 

ولَوَوْا على "اليَمنِ السَّعيدِ" لِيَفصِلُوا
"صَنعاءَهُ" عَن "ثَغرِهِ البَسَّامِ"
.

 

وسَيَأذَنُ "اللِّيكُودُ" بَعدَ فَرَاغِهِم
فَيُقَسِّمُونَ "كَتائبَ القَسَّامِ"!
.
.
.
.


يا (أُمَّ خارِجَةٍ) بَنُوكِ تَكَاثَرُوا
فَطَغَوْا على الأَخوالِ والأَعمامِ
.

 

تَرَكُوا صَدَى (عَلَّانَ) خَلفَ ظُهُورِهِم
وتَفَرَّغُوا لِزراعَةِ الأَلغامِ
.

 

لا يَقتُلُ العَربيُّ إِلَّا نَفسَهُ
أَو أَهلَهُ, فهو القَتِيلُ الرَّامِي
.

 

أَهِيَ العُرُوبَةُ في الدِّماءِ دَخِيلَةٌ!
أَم نَحنُ مَن زَرَعَ السَّرَابَ النَّامِي!
.

 

فاليَومَ لَو رَجَعَ الرَّسُولُ بِبِعثَةٍ
لَأَذاعَ هِجرَتَهُ إِلى "فِيتنامِ"
.

 

ورَمَى عُرُوبَةَ أَهلِهِ مُتَبَرِّئًا
أَوضُمِّنُوا في "سُورةِ الأَنعامِ"!

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً