الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن .........والقلم
رحلة الرابعة عصرا....صنعاء رعاكم الله - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:24 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




تعودت في كل رمضان باستثناء ثلاث سنوات , ان اذهب الى صنعاء حيث الحسن اسس مقامه !! .
الرابعة عصرا من مساء امس الاول شددت الرحال اليها , مريت لصاحبي وذهبنا سوية , اوقفنا سيارتنا بجانب السور , لنبدأ رحلتنا من عند آخر دكان ضمن السلسلة التي تبدأ من حيث كانت محطة بترول عبد الله العولقي رحمه الله , القدسي لا يزال صامدا , الدب لم يعد موجودا , فخسره سراة الليل , محال جديده , لكن مخبازة الشيباني لا تزال صامده وبجيل جديد يصعب عليك ان تتعرف عليه في مساء رمضاني !!! . 

 

بيت البهلولي على راسه كوفية من زنك يشوه المعنى والمبنى , واستوديو شائف حيث كان مخبز الثوره بلافتته الشاحبه مغلق الابواب , لا ادري هل عزف الناس عن ان يتصوروا بانتشار الكاميرات ضمن اجهزة التليفون ؟؟ لا ادري ..., رحت اتخيل الوجوه التي كانت هنا ذات يوم , عبد التواب الغنامي , ضيف الله صاحب الصالون , الذبحاني , الوسع , الذبحاني سعيد , الضريبي , السلامي , مثنى جبران والد ذاك الذي اختفى الى الابد  , احمد قائد الشيباني , احمد ناجي , اسحاق , قحطان وطه ناجي , محمد هاشم فندق السلام , هائل في استوديو الجنوب العربي وراء زجاجه تاريخ قتله اخاه في لحظة خوف , اذ جمع كل صور جنود وضباط الصاعقه والمظلات والوية العروبة والثورة والنصر والمدفعيه , ووجوه كثيرة لاعلام , فحفر حفرة في الصعدي واحرق كل شيئ بما فيهن الافلام الخام !! لا سامح الله الجهل ...
 

هناك كانت محطة بترول العولقي من رداع , وعايش علامة المكان طولا واقدام لا يجدون لها احذية العيد , فيذهبون به الى سوق الملح عند صاحب العمول !!! . 
من باب اليمن دلفنا وسط هوجه من البشر , تضفي على المكان حاله من العبث الذي يصدمك من اول وهله , لا يهم  فانا ابحث عن عالمي , هناك على اليسار كان قسم شرطة محمد عبد العزيز , هكذا كنا نسميه لطول الفترة التي قضاها العم محمد مديرا له , لم يتركه سوى بموته , فازيل المبنى نهائيا !!!.

 
عل اليسار المدخل الى بحر رجرج , وذكريات حميمه مع لطيفه بائعة المدلات , وسيف ذلك الضابط الكبير من المظلات الذي اختفى من المكان ذات ليله ولم يظهر بعدها ابدا . 

 

نتوغل , هناك صاحبي بائع الرواني والشعير , من كنت اظل واقفا امامه فقط لاسمع عبارة صنعانية شيقه (( صحه وعافيه )) , لم يعد موجودا , هناك شاب آخر لاحظت الابتسامة على محياه . 
سوق الملح لم يعد له ملامح , اصبح لوحة عبث بها صبي , لم يعد الخاوي موجودا , من يفور الشاي , ويضيف اليه قليلا من الزنجبيل وهي طريقة كانت خاصة به , لم استطع ا ن ادل نفسي على بابه الصغير , فقد صارت الهواتف النقاله تحتل مساحة النظر !!! كبديل عن اشياء صنعانية اصيله , حتى محل ابي عزي صاحب الفتله احتلته الاكسسوارات !!! .

 

صندقة العم احمد ضاعت , بيت جوهره ضاعت هي الاخرى , عند بائع الشعوبيات زحمه لم نستطع النفاذ منها اليه , اتكأت على زجاج محل صغير امامه , سمعت صوتا كسولا من الداخل : يا استاذ للمه ما عاد تكتبش عن صنعاء في الثوره ؟ التفت الى الشاب وقلت : اسالهم لا تسالني , لكنني ارتحت للسؤال ...سالته عن الفضه , قال : دخلت مدخل !!! . 
 

صيدلية العم هادي سالم لا تزال مغلقه امام الجامع الكبير , الزحمه تغطي كل التفاصيل , ومعها تستطيع ان تلمح الوجه الصنعاني بمشقه , وفي نهاية الانحدار من امام الجامع الكبير بعد السؤال عمن لا يزال يسكن بيت احمد السري , دلفنا الى دكانة صغيره للفضه , سلام وكلام , تعارفنا من خلال معرفتنا المشتركه للايام الاجمل لصنعاء الساكنة في اعماقي , تحدثنا طويلا , حتى دنى الليل , فودعناه , على امل ان نلتقي , عدنا براحلتنا الى حيث كنا . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

29 مايو 2017

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً