- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- رسمياً.. المصري خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو
- الرئيس الإيراني: سنعيد بناء منشآتنا النووية بقوة أكبر
- لاريجاني: مطالب أميركا لا سقف لها ولن نقدم تنازلات غير مشروطة
- مصر تدعو إسرائيل للانسحاب من لبنان وتؤكد استعدادها للمشاركة في إعادة الإعمار
- ثلثا سكان اليمن عاجزون عن توفير احتياجاتهم الغذائية بعد إغلاق الحوثيين مكاتب الأمم المتحدة
- باريس سان جيرمان يمنح أشرف حكيمي فترة راحة ويغيب عن مواجهة لوريان
- بعد مقتل رئيس أركانه.. الحوثي يفعّل خطة طوارئ عسكرية وأمنية
- أحمد سعد وناصيف زيتون ورحمة رياض يستعدون لمعركة «أحلى صوت» الموسم السادس
- من الطلاق إلى الوداع الأخير..الفنان ياسر فرج يروي قصة عودته لزوجته المريضة
- أحمد داود يخوض السباق الرمضاني 2026 بمسلسل «بابا وماما جيران»
في أحدث إصداراته " مذبوحا كما يحلو لهم " يقدم الكاتب اليمني خالد الحيمي تجربة مميزة في الكتابة السردية ، ويستعرض بإتقان مقدرته الجميلة في الاحتيال على التجنيس الأدبي، إذ يستفيد من معرفته بكتابة الشعر ، فيقدم نصه السردي مستفيدا من التكثيف الشعري واللغة الشعرية والصورة وأحيانا من الإيقاع التفعيلي. . يمكن أن نشبهه بصانع الحلويات الماهر الذي يضع نفسه أمام تحدي أن يصنع نوعا من الحلوى بحيث يكون لها طعم العسل الطبيعي وفوائده ولكنها لا تتداخل مع مفهوم العسل.. بل تحافظ على جنسها باعتبارها حلوى وليست عسلا. . هكذا يفعل خالد الحيمي بنصه السردي المصنوع من عسل الشعر الفاخر ومكونات أخرى..
يتفنن الكاتب المبدع خالد الحيمي في ضبط التوازن بين:
_ مستوى اللغة ونوعية الحدث.
_ مساحة التعبير والمعنى
_ رسالية النص وفنيته
_ استيعاب المواضيع السلبية الكبيرة وتسكينها في أسطر جميلة وقليلة .
(1)
"في الطريق إلى أول موعد غرامي أضاع عينيه، وعندما عاد للبحث عنهما؛ وجد عمله يتأبط ذراع حبيبته"
أراد خالد الحيمي هنا أن يكتب عن الخيبة والخذلان معا.. الخيبة باعتبارها متعلقة بظرف الحدث، والخذلان باعتباره ناتجا عن قرار اتخذه الطرف الآخر .. الطرف المعني بهذه العلاقة التي انكسرت عند النقطة الأولى من خط القصة.. الموعد الأول .. بداية خيط المعنى الجزئي أيضا.
ولأن الخيبة والخذلان مواضيع متكررة في النصوص الأدبية وفي تجارب الأدباء والكتاب عموماً. . لذلك يذهب خالد بلغته الخاصة وبحرفيته الظاهرة في هذا العمل إلى إنجاز النص بطريقة جديدة، وأسلوب خاص ومحكم .. في طريق العودة من مشوار الغرام الذي تم تعليقه (مؤقتا أو دائماً) يجد الحبيبة التي كان ذاهبا للقائها وهي تتعاطى فعل الغرام مع الكائن الطارئ (الذي كان حدثا ثم تحول إلى كائن في خيال الكاتب الخصب_ العمى) .
تصلح هذه القصة القصيرة جدا لأن تكون بديلا كتابيا أفضل من الكثير من المواد السردية الطويلة
والجميلة .. لأنها تخلت عن الطول وتمسكت أكثر بالجمال، وقدمت نفس الرسالة في مساحة محدودة جدا، والتحكم بالمساحة إلى هذه الدرجة هو قدرة لا يمتلكها إلا القلة من الكتاب .
(2 )
" وهما يتسلقان الرغبة بحثا عن نهاياتها اللذيذة؛ سقطت منهما تنهيدتان، والتقتا في الأسفل..
قالت الأولى:
ما الذي يحدث سيدتي؟
ردت الأخرى:
لاشيئ مهم.. قلبان يشتعلان على وشك أن ينطفئا "
سأترك هذا النص دون تعليق .. فقط أتركه برفقة دعوة جادة للقراءة والتأمل العميق، والاستمتاع بالطريقة الخاصة في تسيير المعنى، وهي دعوة للانضمام إلى قائمة المذبوحين بمدية الجمال التي يحملها خالد الحيمي. . الذي كتب عن الإنسان المختلف وهو يتورط في إنسانيته ولاإنسانية من حوله:
"مذبوحا كما يحلو لهم، يمر بلا رأس ، تلك الرأس التي أنهكت بأفكاره وهمومه الكثيرة، قطعها وألقاها في سلة نسيانه.. صار رجلا سعيدا ، لا يحمل رأسا"
قراؤك يا خالد يتمسكون برؤوسهم أكثر، رغم أنهم في حكم المذبوحين، إلا أن عملية الذبح مختلفة قليلا .. لم توصلهم إلى السعادة كما في النص ولكنها أوصلتهم إلى الوعي كما أردت أنت. . كما يحلو لك.
منقولة من مجلة (أقلام عربية ) الإلكترونية...
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر


