- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
محمّد الشحري ليس من شحير ولا من الشحر في حضرموت، بل من ظفار في عمان، وفيها ولد عام 1979، وفيها درس، ويوما ما، أهدى إليها مدونته: (ذاكرة ظفار). وهو من أبرز الأدباء العمانيين الشباب. وهو أيضا صحفي كتب في مجلة (نزوى) وصحف (عمان) و(القدس العربي) و(الوقت) البحرينية. وصدرت له مجموعة قصصيّة بعنوان (بذور الدوار)، في دار الفرقد السورية، عام 2010، و(الطرف المرتحل) في دار الفرقد، عام 2013، وأخيرا رواية بعنوان (موشكا)، في دار سؤال اللبنانية.
وإذا كان الحضرمي صالح باعامر، ابن قصيعر القريبة من ظفار، قد احتفى في روايتيه (إنه البحر والصمصام) باثنين من موانئ جنوب الجزيرة العربية: الشحر والمكلا ، فقد اختار ابن ظفار، محمد الشحري، أن يحتفي بميناء واحد من تلك الموانئ: ميناء خور روي الظفاري أو سمهرم المشهور بتصدير اللبان، والذي كان، يوما ما، يسمى: موسكا وميشا وموشكا.
ومن ناحية أخرى، على خطى صنع الله إبراهيم، صاحب (وردة)، وأحمد الزبيدي، صاحب (امرأة من ظفار)، اختار محمد الشحري- وليس الشحاري- أن يحتفي في روايته (موشكا)، التي تقع في 184صفحة، بالمرأة الظفارية. وكان قبل ذلك قد احتفى بها في حكايته (لخيار مسلم)، التي نشرها في صحيفة (الوقت) البحرينية - العدد 1146 السبت 15 ربيع الثاني 1430 هـ - 11 أبريل 2009- وكتب فيها: "لخيار مسلم امرأة أسطورية من ظفار، يتحدث الناسُ عنها، فقد سكنتهم هذه المرأة قبل أن تسكن روحها في مكان ما من هذا الكون. التحقت بالثورة وتركت حياة الراعيات. رمت العصا التي تهش بها غنمها، وأرادت أن ترى نور الحرية يسطع على محياها الباسم. حررت (لخيار مسلم) نفسها من أسر أعراف القرون الوسطى. وضعت القبيلة أمام الأمر الواقع. قالت للرجل "سأرافقك منذ الآن ولن أتخلف عن دوري في جلب الحرية لهذا الإقليم الذي فتكت به الأمراض وساد فيه الجهل واستبد به السلطان الجائر"، كانت تدفعها أغاني الثورة التي تقول
”قصة شعبنا والثورة يرويها العراك الضاري
قام المضطهد مد السير مد
والخائف شرد وتذبذب والخائن رجع غداري
قصة شعبنا والثورة يرويها العراك الضاري
في وضح النهار
ثار الشعب ثار
من ربوة ظفار
قد أعلن زحفه للعدو بالنارِ
قصة شعبنا والثورة يرويها العراك الضاري"
حملت لخيار مسلم البندقية وانتظمت في صفوف الجبهة، مع نساء ثائرات آمن بالكفاح الثوري من أجل الحرية وخلق حياة كريمة، تضمن للمرأة الظفارية حقها في الوجود. تختار شريك حياتها من دون تدخل القبيلة. يعترف المجتمع بها وبدورها في تنشئة الأجيال القادمة على مبادئ الحرية والمساواة والتكافؤ. تشتبك مجموعة (لخيار مسلم) مع فرقة من الجنود الحكوميين. معركة غير متكافئة. تنفد ذخيرة الرفاق ويستشهدون واحدا بعد آخر. تجمع (لخيار) بنادقهم وتحطمها متحدية الجنود. تثأر لرفاقها بقنص عدد من الجنود. ثم تحطم بندقيتها وتخرج لتستقبل الرصاص بنفس عزيزة وجبهة مرفوعة. هذه الحادثة تجعل الإذاعات المتعاطفة مع الثورة في أنحاء العالم تتحدث بإعجاب وانبهار عن هذه المرأة غير المتكررة.
وبالنسبة لرواية (موشكا) فهي، من ناحية، تسعى إلى الالتصاق بالواقع من خلال تصوير قساوة الواقع في ظفار، ومعاناة موشكا المكان وموشكا المرأة، ويؤكد ذلك المؤلف في تصديره قائلا إن (موشكا) "تعالج الهم الإنساني المرتبط بإنتاج اللبان والتركيز على الأنثى التي تعطي في أقسى حالاتها وأصعبها تماما كموشكا [الميناء] وكشجرة اللبان التي تجود لنا بأفضل ما لديها ... وتعجبنا رائحة اللبان ولا نتخيل مدى تعب وجهد وظروف الشخص الذي يستخرج اللبان".
ومن ناحية أخرى، لا تخلو (موشكا)، الرواية، من بعض العناصر الفانتازية أو الواقعية السحرية؛ فهي تتناول تلامس (عالم أهل الخفاء أو الباطن)، وموشكا المرأة منهم، فهي، لكي تتطهر، تحولت، وأصبحت: موشكا الميناء المكان. وفي الرواية يتكلم الشجر والحجر والجبال الجافة التي تكابد مثلها مثل موشكا المرأة.
وأخيرا، مثل مواطنه أحمد الزبيدي، وظف محمد الشحري، في روايته (امرأة من ظفار)، عددا من مفردات (لغة ولادته!): الشحرية. وفي هذا الجانب، يبدو لنا أن الكلمات التي كتبها الشحري في تقديمه لرواية الزبيدي (امراة من ظفار) تنطبق أيضا على روايته موشكا، فهو كتب: "وظف أحمد الزبيدي بعض الكلمات من اللغة الشحرية التي تصنف ضمن اللغات العربية الجنوبية الحديثة، من قبل علماء اللغات السامية تمييزا لها عن العربية الجنوبية القديمة، وأشهر تلك اللغات الحية الشحرية والمهرية والبطحرية والحرسوسية والسقطرية والهبيوت، وأخذت الرواية من هذه اللغة عنوانا جانبيا تحت اسم "تيث من ظفول"، أي: امرأة من ظفار."
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر