الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قصة للأطفال
جنات عاشقة الكتب - مصطفى لغتيري
الساعة 11:36 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


في أطراف المدينة، يكون فصل الربيع مختلفا، عما عليه الحال داخل المدينة، حيث لا يكاد يشعر بوجوده أحد.  هناك أعلنت الطبيعة عن نفسها بشكل جميل. أزهار هنا ونباتات هناك، وفراشات تحلق في الأجواء، يداعبها نسيم خفيف، بلطف تلثم بتلات الزهور مختلفة الألوان والأشكال.. منتشية تتهادي بالقرب من بحيرة شكلتها أمطار فصل الشتاء الغزيرة، التي أضيفت إلى ماء نبع يتدفق في المكان تدفقا ثرا .
على مشارف البحيرة كانت جنات تلك الطفلة الخجولة تقرأ قصة عجيبة، عن الفتى نرسيس الذي عشق صورته، حين رآها على صفحة البحيرة الصقيلة. 
كانت جنات تقرأ القصة وتبتسم حينا وتحزن أحيانا، حتى أنها سكبت بعض الدمع تعاطفا مع الفتى نرسيس الذي غرق في مياه البحيرة.
في تلك الأثناء وهي تغوص في أحداث القصة، متوقفة عند تفاصيلها بكثير من الاهتام، سمعت غناء يأتي لحنه من مكان ما من البحيرة.. مرتبكة رفعت جنات رأسها، فرأت أمرا عجبا، في وسط المياه أبصرت فتاة تطل من وسط البحيرة، وكأنها زهرة تتبرعم على شكل نبات مائي.
منبهرة وضعت جنات الكتاب جانبا، ثم توجهت بكلامها نحو فتاة البحيرة، وسألتها:
- مرحبا بك.
أجابت فتاة البحيرة بصوت يشبه الغناء؛
_مرحبا بك يا عاشقة الكتب.
مستغربة سألت جنات فتاة البحيرة.
- ألا تخشين الغرق؟
-ابتسمت فتاة البحيرة وردت عليها:
- لا أبدا .. فأنا والبحيرة شقيقتان. 
تملك جنات استغراب متزايد ثم قالت:
- عجبا، ولكن ما اسمك؟ وما حكايتك؟
زادت ابتسامة فتاة البحيرة اتساعا، ثم قالت:
- اسمي هبة. لكن حكايتي تعرفينها. ألم تقرئي قصتي، وأنت عاشقة الكتب؟
أصاب كلام فتاة البحيرة الطفلة جنات بالحيرة، فقالت لها:
- بالفعل أنا أعشق الكتب، وقرأت كثيرا من القصص، لكن حقيقة لا أعرف قصتك؟
ابتسمت جنات ثم سألت فتاة البحيرة:
- ألم تقرئي قصة نرسيس.
استغربت جنات، وردت عليها:
-عجبا.. إنني أقرأها الآن.
غنت هبة فتاة البحيرة أغنية جميلة وهي تحرك يديها على إيقاع الأغنية ثم قالت:
- أنا إحدى الحريات، اللواتي عشقن نرسيس وتألمن لموته ألما عظيما.
استغربت جنات استغرابا كبيرا، ثم قالت:
- نعم قرأت ذلك في القصة، ولكن أنت تغنين ولا تبكين.
ردت هبة عليها:
-لقد بكيت وصويحباتي الحوريات طويلا، حتى أصبنا العمى من كثرة البكاء، ولكن بعد حين تحولنا إلى الغناء، لأن نرسيس زارنا في الحلم وطلب منا ذلك، حتى يرتاح في العالم الآخر. فيكاؤنا كان يوجعه.
بدا بعض الاقتناع على  جنات، وشعرت أنها فهمت قصة الفتاة، فيرتلك الأثناء التفتت لتحمل كتابها.. أخذته بين يديها، وحين عادت ببصرها نحو البحيرة كانت فتاة البحيرة هبة قد اختفت عن الأنظار.
في تلك الأثناء أحست جنات وكأنها تستيقظ من نوم عميق، وكأنها رأت حلما.
 فكرت أن تحكي ما رأته في البحيرة لأمها وصديقاتها، لكنها خافت أن لا يصدقها أحد فقررت أن تحتفظ بسر البحيرة والحورية هبة لنفسها.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص