السبت 01 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
ن ......والقلم
الرديني .....لا يزال قريبا - عبد الرحمن بجاش
الساعة 10:51 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




بعض الناس يذهب , لكنه يظل ذهبا , يمكن لك ان تراه يلمع في نفسك متى ما شجنت عليه . 
عبد الله الرديني احدهم الى جانب عبد الرحمن الاهدل وزيد عبد الرحمن , والرديني احد غزيري هذه البلاد , قدم غزيرا من ذات مطره تهاميه , فظل طوال حياته بروح مخضره , ينشر الاخضرار في حياتنا خلال سنوات حياته , ولانه كان رحمه الله بالغزارة التي عرفها كل من له علاقه بالكلمه , فلا يزال من يتتبع اثر اقدامه يغرف من حرفه المكتوب , واتمنى ان يكون ما بقي في الدولاب قد خرج . 

 

الرديني لم يكن حرفا وكلمه , بل ان بعده الانساني كان واضحا في كل احوال الطقس , فحينما تغيم فتراه يمطر شجنا , وان صفت , رايت اثر سيله في الاحوال ذرة ودخن , كلمات واحرف في ((اليمن الجديد)) , ((الثوره)) , ((الكلمه)) , ((الحكمه)) , مذرذرة في مؤتمرات نقابة الصحفيين . 
 

كان تلقائيا الى درجة العبث , صوته يرتفع , حتى اذا كنت في منحنى وسمعت صوتا جهوريا يخلط الجد بالضحكة الانسانية الصافيه , تنطلق لسانك سريعا : (( هذا الرديني )) . 
 

اذا ذاكرتي حيه , فقد حصل ذلك الموقف في المؤتمر الثالث لنقابة الصحفيين , والذي انعقد في قاعة وزارة الاعلام الكائنه بجانب الاذاعه , والتي اتمنى يوما ان اكتب عن تفاصيلها , حيث تعاقب على درجاتها ومكاتبها وفضاءها كواكب من حملة لواء الكلمة , ادباء ومثقفين, من حسن اللوزي الى المساح, وفي القمة تربع صالح الدحان ذات صباح على تلة اليمن الجديد , وفي الطريق من ينسى عز الدين ياسين ومشاكساته , وحضوره , من ينسى عثمان ابو ماهر , وعلامة ذلك المبنى احمد الراعي , وعماده ابراهيم عبد الحبيب . 
 

كنا قد انهينا مناقشاتنا وصراخنا وصياحنا في ذلك المؤتمر , الذي اجمل ذكرياته ان المساح خُدع في ان اسمه ضمن المتفق على ترشحهم للهيئة الادارية , ثم تبين عند ظهور النتيجة ان اسمه لم يكن ضمن القائمه , فظل ينتظر المؤتمر الرابع ليرد الصاع صاعين لمن استبعده , فلم يات ذلك المؤتمر الا والركب قد وهن عظمها !!! . 
 

طلب مندوب الشئون الاجتماعيه من اعضاء المؤتمر ان يتركوا الجهة اليمنى من الكراسي ويتحركوا يسارا , لكي يتوزع المقترعين في يمين القاعه , قمنا جميعا الا الرديني فرفض , حاول الجميع اقناعه ان يقوم لكنه اصر : انا اجلس على ارض يمنيه , كان عبد الله مشهورا بالعناد , لكنه العناد المحبب اذا صح التعبير , فجأة برز المساح في الباب : من الذي مش راضي يقوم ؟ سمع الرديني صوت المساح , سال: من ؟ عرف انه المساح , قام قائلا : الا المساح , بعدها سالته : ليش ؟ قال : المساح احسن منكم كلكم , وانقى الجميع, ومااقدرش عليه . 
 

قيل ايام تم تكريم الرديني في نادي القصه , دُعيت ولكن في آخر لحظه كالعاده , حنتى اذا شاركت فتظهر مشاركتك باهته اضافة الى ان الخروج من البيت هذه الايام اصبح مكلفا !! , فاعتذرت , يكفي ان د. سعيد الشيباني والمساح حضرا, وهذا تكريم للرديني الذي لا يزال يسكن اعماق الحرف , عمق الكلمة التي منها اليها نحن . 
رحم الله الرديني , فقلمه لا يزال مشرعا . 
لله الامر من قبل ومن بعد .

21 مايو 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص