الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
لقَلبِ (إيمان) - إبراهيم طلحة
الساعة 12:37 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


آمَنتُ بالله.. ما أحلاكِ (إيمانُ)
الكُحْلُ أزرَقُ، والماكياجُ ألوانُ

 

والشَّعرُ أشقَرُ، والخَدّانِ من لَهَبٍ
والصّدرُ كالحقلِ، والنّهدانِ رُمّانُ

 

والقَلبُ أبيَضُ مثلُ الثّلجِ يُشعِرُني
بأنّ نبضَكِ إنجيلٌ وقُرآنُ

 

عيناكِ دوَّخَتا الدُّنيا بِلَونِهِمَا
في كُلّ عينٍ مُحيطاتٌ وخلجانُ

 

(إيمانُ) أنتِ إجاباتٌ وأسئلةٌ
وأغنياتٌ وأشعارٌ وألحانُ

 

إلى تفاصيلِكِ الغنّاء يجذبُني
أرقُّ عِطرٍ نسائيٍّ، وفستانُ

 

قالَت: كَفاكَ.. على ماذا تُغازِلُني؟
وما تُفيدُكَ أبياتٌ وأوزانُ؟!!

 

فإنّني رغمَ هذا العنفوانِ إلى
عهدٍ قريبٍ بما لم تدرِ أزدانُ

 

هل أنتَ تعرِفُ أسراري لتكشفَها؟
مرّتْ على القلبِ أوجاعٌ وأحزانُ

 

أحكي وتحكينَ أسرارًا تؤرّقُنا
لكَمْ تغَمَّدَنا صَبرٌ وسلوانُ

 

أدري، ولكن لنا _ مهما يكُن _ أمَلٌ
عيناكِ للأملِ المنشُودِ عنوانُ

 

(إيمانُ) أدري قضايانا مُشتّتَةٌ
هُنا احتِلالٌ.. هُنا بغيٌ وعدوانُ

 

وفي المداخِلِ طابورُ النّميمةِ إنْ
قُلنَا: (خلاص) بدا ظُلمٌ وطغيانُ

 

كُلٌّ يُغَنّي على (إيمانِهِ) وعلى
كُلّ المذاهبِ "للجدرانِ آذانُ"

 

"دهى الجزيرةَ أمرٌ لا عزاءَ لَهُ"
وشاطَرَتها دموعَ الحُزْنِ أوطانُ

 

دهى الجزيرةَ يا (إيمانُ) ما ارتَعَدَت
لَهُ الحجازُ وجيزانٌ ونجرانُ

 

دهى العروبةَ بنتَ العُرْبِ ما اقتَتَلَتْ
عليهِ ثانيةً (عبسٌ) و(ذبيانُ)

 

في نصف مائدةٍ كأسٌ وغَانِيَةٌ
ونصف بيت قصيدِ الشِّعرِ سكرانُ

 

الروح والقلب والوجدان قاحِلَةٌ
العَينُ جائعةٌ والقَلبُ ظَمآنُ

 

)إيمانُ) لم تبقَ لا (شامٌ) ولا (يمنٌ(
)قحطانُ) صارَ إلى قَحطٍ و(عدنانُ(

 

هذي بلادي ولو تدرينَ كم نزفَتْ
(صنعاءُ) و(الجَوفُ) و(البيضا) و(عمرانُ)

 

صُلحٌ مُواجَهَةٌ.. صُلحٌ مُواجَهَةٌ
(مرّانُ) (هَمْدانُ).. (سَنحانٌ) و(خولانُ)

 

كم مرّت العادياتُ المورياتُ وكم
تحتَ السّنابِكِ أرواحٌ وأبدانُ

 

تكلَّمَ الألَمُ الأوّاهُ مُعتَذِرًا..
ألَمْ يُقَبّلْ تُرابَ الأرضِ إنسانُ؟!

 

قُرًى من النّمْلِ لا ماءٌ ولا شَجَرٌ
وما تبَسَّمَ عرفانًا سُلَيمَانُ

 

لا شَيبة الحَمدِ هَمَّ البيتَ أو إبِلاً
ولا استقامَ لآلِ البيتِ سَلْمانُ

 

الشّامُ، والتّينُ والزّيتونُ ما أمِنَت
دمشقُ.. بيروتُ، والأقصى، وعَمَّانُ

 

(غَسّانُ) و(المُنذِرُ النُّعمانُ) أينَ هُما؟
ألَمْ يُسامِرْهُمَا (الأعشى) و(حَسّانُ)؟!!

 

الشّرقُ والغَرْبُ.. إسراطِينُ.. قُمْ.. نُقُمٌ
ساعاتُ (لندنَ) تطويها (خُرَاسانُ)

 

يأجوجُ.. مأجوجُ.. بيتُ المقدِسِ انتفَضَتْ..
خَسْفٌ وخَوْفٌ وزلزالٌ وبُركانُ

 

لا شيءَ، لا شيءَ.. ظَلّ الموتُ يُنتِجُنا
وتَصنَعُ الموتَ (أمريكا) و(إيرانُ)

 

(إيمانُ) للآنَ لا حرفٌ ولا لُغَةٌ
هذا ابْنُ لُقمانَ لكن أينَ (لُقمانُ)؟!

 

(إيمانُ)، أركانُ بيت الشِّعرِ خائرةٌ
لقد تداعَتْ أساساتٌ وأركانُ

 

يا قلبَ (إيمان)، إنّا ثابِتُونَ على
عَهدِ المكانِ إذا خانَتْهُ أزمانُ!

 

يا قلبَ (إيمان) والأحلامُ هائجَةٌ..
لدَيَّ بَحرٌ وفي عينيكِ شُطآنُ!

 

يا قلبَ (إيمان)، في قلبي مُحادَثَةٌ
وللأحاديثِ أشجانٌ وأشجانُ!!

 

6 نوفمبر 2014

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص