الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
زاد ازدراء ثلة من نقدة الأدب اليمنيين والمشتغلين فيه - صلاح الأصبحي
الساعة 14:58 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

زاد ازدراء ثلة من نقدة الأدب اليمنيين والمشتغلين فيه,وبلغ أوجه في الآونة الأخيرة,تحصنوا في برجهم العاجي (برج خليفة) مثلاً وأرادوا قراءة النصوص من تلك النوافذ الشاهقة.
كيف سيتسنى لشاعر أو سارد ما بهيئة رثة وقوام هزيل وبضاعة كسيدة أن يصل إليهم, فلو استنفذ مخزونه الإبداعي بالكامل قد لا يجلب له ربطة عنق أنيقة يهابها حارس البرج عند المدخل ويكترث لغرض الزيارة ولو تجاوز البوابة واستخدم المصعد ربما لطارت موهبته من العلو أو لتخلت عنه جلُّ أعماله وهو يقصد لقاء النقدة العاجيين وأصحاب رأس مال التهكم .
لم يتعض هؤلاء من معمر القذافي الذي قطن لعقود في خيمة متواضعة .

 

وضع هؤلاء النقدة (النقاد) الأعمال الأدبية موضع النظريات العلمية ومعادلاتها الرياضية ليزنوا بها كل الأعمال شعراً وسرداً على منوالها ويحاكمونها وفقاً لانبهارهم الخاص بها مع إغفال فارق الزمن والجغرافيا .
 

لا نشكك بقراءتهم الفارهة التي تعالت على الموديلات الإبداعية اليمنية الكسيحة ذات المكابح الدائخة العاجزة عن سباق جنوني مع نقدة متهورين في القفز .
لك أن تتخيل مثول محمد الغربي عمران مع مكسيم غوركي أو زيد الفقيه مع باختين .

 

من المؤلم حقاً أن يصبح ناقد ما متحدثاً رسمياً بعصبوية باسم بارت أو تولستوي أو يوسا أو طه عبد الرحمن ;ليحشر الجميع بلا شفقة ,أي عدل هذا في عالم الابستمولوجيا, إنه ظلم ما بعد كونيالي بامتياز .
 

أخذ النقد على يد هؤلاء حصته من التطرف والغلو وبات يحكم على النص بالكفر والزندقة والطيش الٱرعن وقد يصل حد الإرهاب الذي ينتهك حرية المبدع الذي يحاول أن يحسن إيمانه بإبداع نص , ولا يقبل هؤلاء البدعة الأدبية متشبثين بالنهج الصارم الذي لا يجازف ولا يتهاون في حق النقد الصارم .
 

كثيرة هي التوبيخات المجهضة لمشاريع النمو والإصلاح فلو سألت ماذا وكيف ومتى يمارس نقدة الأدب الإرهابيون مهنتهم خارج البرج , وما هي مشاريع الإصلاح التي قدموها من أجل إعلاء كلمة الأدب والحياة وبلوغ المجد الذي يقطنوه ;لوجدت الجواب لا أدري .
 

فكيف نلوم من يحاول على تجربته الفاشلة مثلاً ونوصمه بأشنع تكشير وأقذع استهجان وبصق ونفي وتذمر إلى حد لا يطاق .
لماذا لا نضع خارطة طريق بين هؤلاء النقدة النقاد وجمهور الكتاب نخرج بتسوية عادلة تعطي لكل طرف حقه المدني في الدفاع عن مشروعه ونبني استراتيجية كلية ومفصلية لهذه المعضلة الجاثمة التي تكاد تجرفنا إلى الهاوية .

 

بصفتي مبعوثاً نصياً محايداً أعبر عن قلقي جراء بروز مثل هذه الاختلالات والاضطرابات في الوسط الأدبي والتقدي وأسعى جاهداً لإطفاء فتيل الصراع الحاد وأقارب وجهات النظر على طاولة حوار ابستمولوجي يراعي كل الأطراف والخروج بوثيقة سلام لحل جذري شامل والسعي لبناء علاقة وطيدة بينهما .
 

الغالب من المعنيين والمهتمين بالشأن الأدبي المقلق يأملون الخروج من هذا المأزق بتوافق يقطع حبل الجدال والتراشق وتبادل التهم المطبوخة من قبل الطرفين .
 

فمثلما يتهم النقاد الأدباء بتهم عديدة منها : عدم الجدية في بناء نص جديد متطور مع معطيات الكتابة الجديدة أو الكف عن التزاحم بترويج منتج هش لا يناسب الذوق العصري بل يفسده ,يتهم الأدباء النقاد بعدم وجود نوايا حسنة تجاه أدبهم لذا فهم يرفضون أي وصاية على إبداعهم مع إدعاء أن الأدب خلق قبل النقد وسبقه بقرون , فالنقد مجرد تابع أو" بوتجارد" ليس إلا , فليس بوسعهم تحمل طول لسان ضدهم , فهذه جهودهم من غير نقد فلماذا يضيق النقاد الخناق عليهم في زمن لا يحتمل حرب من هنا وحرب من هناك ويمارسون دور الطابور الخامس ضد الإبداع .
ليس شرطاً أن يعبر عني بس طلعت برأسي .

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً