الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إلى العزيز سيوران - وجدان الشاذلي
الساعة 11:32 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


إميل العزيز
صباح الخير يا صديقي..
حقيقة لا يمكنني مقاومة هذه الرغبة في الكتابة إليك.
ليس أمرا إعتياديا أن أستيقظ عند الخامسة فجرا وأيقظ جروحي واحدا واحدا وأحثهم على التحدث إليك، وبصورة ملحة أذراء عليهم الملح..
أنا لست بخير..
تعرف أنت ذلك جيدا..ومجرد التفكير في أنك تعرف وتدير ظهرك لما تعرف يؤلمني. 
تعرف أيضا كم أحبك..وهذا ليس إلا عتاب محب..
لا عليك من الجروح والملح..إنها مجرد بذور ذكرى مازالت تشق طريقها بداخلي لا بأس بأن تكون الآن مؤلمة.
لا عليك من كل ذلك..أخبرني كم عمر هذا الصباح ؟
حسنا سأذكرك..
في حال مر يوم النسيان من هنا..سأعيد صياغة ذاكرتي ميلادا لم تمسه هذه الغصة الثقيلة.
إميل..
إنها الحياة يا عزيزي..وهذه الخيبات لن تكفي ككفارة عن قلوبنا.
قلوبنا..ذلك الخطاء المطبعي الذي لم ولن تغفره الطبيعة..وستظل الأقدار تكرره نكته سمجة تسميها "الحب". 
مؤخرا بات الجميع يوصمني بالجنون..
وأية محاولة سأقوم بها للدفاع عن رأسي لن تكون إلا أدلة إثبات إضافية..!
كل ما أكتبه اليوم يتم استخدامه ضدي..لقد أصبحت مادة مفضلة لجلسات الشاي ونميمة البنات وثرثراتهن المسائية..
على أية حال أنا اليوم كما علمتني يا صديقي لم أعد أقاوم العالم ،بل أقاوم تلك القوة الأكبر..أقاوم تعبي من العالم.
أحاول الآن حماية عزلتي كما يجب ،أفعل ذلك وأنفي خارجي الكثير من الأصدقاء والقلوب..وأضع المزيد من الأقفال على قلبي.
جئنا إلى هذه الحياة فرادا وكذلك سنغادرها..
كم بت أتوق لهذه المغادرة!
إميل يا صديقي..
لم يتبقى الكثير أخبرك به..ولعلك لاحظت كم تبدو هذه البرقية غير مترابطة على الإطلاق ..لكني مازلت أثق في فطنتك وقدرتك على قراءة الصمت ما بين السطور وحولها..كما أمل أن لا تصلك بعد فوات الأوان..
أنا الآن متعب جدا وأحتاجك..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص