الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
في الفناء - علي جعبور
الساعة 13:22 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

في الفناء الذي شهد أتعس
أيام منفاي وأشدها تعاسة 
أجلس وحيدا كالعادة 
أمضغ القات وأدندن أغنية قديمة
حفظتها أيام المرعى 

 

تحاصرني أضواء الشارع الصفراء 
وأبواق السيارات الزاعقة
أمضغ القات الطري منتشيا 
وأزعم أنني قيصر يدين له نصف العالم 
على الأقل..

 

يا أماسي الغربة الناهشة لخراف
القلب الضائع كذئاب جوعى 
يا ليل الحرب الطويل القاتم 

 

أيها الثقب الأسود الماكث كوحش 
في قاع روحي 
دعني أتسرب كدخان مواقد القرى المسالمة 
كفراشة لا تأبه للرصاص
أرفرف في السماء الزرقاء 
عائدا الى فناء كوخ طفولتي 
حيث لا ضوء سوى الله في الأعالي 

 

والنجمة العذراء البهيجة 
حيث صمت فجر "وادي الجارة" المريب
تشقه صحيات ديكتها 
وأغيات الأمهات
هازات بقوة "دبيات" اللبن الرائب
وطاحنات للذرة الحمراء فوق 
مطاحنهن الحجرية 
بصوت يسمع من بُعد 
كأهزوجة أبدية 
كصوت الطبيعة الأول 
حيث ثمة فراشات كثيرة 
ترفرف فوق المرج 
الأخضر
ناشرة أجنحتها الرقيقة تحت شمس
الصباح الحالم

 

ومن فوق الأجمة البعيدة يتناهى
ثغاء حزين لعنزة فقدت وليدها
عواء حاد لكلب عاشق 
وما ثمة من رصاص يئز في الافق
ولا حرب 
ولا منفى.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص