الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
بَعْدَ عامين - الحارث بن الفضل
الساعة 13:16 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


٢٦ مارس ٢٠١٧م
كنتِ قولي لا تقتربْ لا تُلامسْ
لَغَّمُوا جُثَّتِي وَزَادُوا المَتَارِسْ

 

واستفادوا مِن عُمقِ تأريخِ حقدي
أججوا داخلي بُعاثاً وداحسْ

 

لا تَزُرْنِي لا لَسْتُ أقوى على أنْ
أرتدي لِلِّقاءِ أغلى الملابسْ

 

لستُ أقوى فكلُ شِبْرٍ حجيمٌ
في فوادي والموتُ في الشِّبْرِ جالسْ

 

كُلُّ يومٍ أُهدي إلى القبر بعضي
كُلُّ يومٍ أبكي على ألفِ فارسْ

 

وأزفُ الشهيدَ رُغمَ المآسي
نحو مثواه زَفَّ أحْلىٰ العرائسْ

 

صار بعضي يلتذُّ إِنْ لاكَ بعضي
صار قلبي من قسوة القتلِ يابسْ

 

صرتُ أهذي مِن هول ما عشتُهُ في
حربِ سبتمبرٍ وفي حربِ مارسْ

*******
 

بعدَ عامين دقَّ قلبي المُعَنَّى
شاعرٌ شاحبٌ له الفُ هاجسْ

 

قَالَ لي راتبي و فَقْرِي على مَن
قُلتُ في ذمَّةِ اللِحَى و ( الخَنَافِسْ )

 

ضاعَ في ذِمَّةِ الذي قَالَ يوماً
إنَّهُ للبلادِ حَامٍ وحارسْ

 

كُلُّهُم مجرمون في حقِّ شَعْبٍ
جائعٍ مَزِّقَتْهُ نارُ الدسائسْ

 

لو تآخوا لجفَ دمعُ اليتامى
في (المخا) في ( بني حِشَيشٍ )و (آنسْ)

 

في بلادي التي بحجم الضحايا
للشَّآمِ الجريحِ أضحتْ تُنافسْ

****
 

يابلادي ياقِبْلةً للمآسي
إنني بالذي تُعانيهِ (حَاسِسْ)

 

هذه الحربُ يا بلادي علينا
ساقها الأقرعُ اللعينُ ابن حَابِسْ

 

لو نصحتَ الرجالَ أن يُوقِفوها ...؟
هل يعي نُصحَ راجحِ العقلِ ( رَافِسْ ) !

 

أنا مِن نُصْحِهم و مِن أن يَحسُّوا
بالذي يصطلي به الشعبُ يائسْ

******
 

يائسٌ مِن قيادَةٍ في بلادٍ
صرتُ أحيا بها وللرأسِ ناكِسْ

 

صرتُ أُدعى في صعدةٍ دَاعِشِيّاً 
وبصنعاءَ صرتُ طابور خامسْ

 

بالحَوافِيشِ لقَّبَتْنِي ( تَعِزٌّ )
دَحْبَشُونِي في ( أبْيَنٍ ) يا مُدَاعِسْ

******
 

هل تَرى الحربَ سوف تأتي بِحَلٍّ ؟!
قال لو أنْجَبَتْ لِعِنِّين عانسْ

 

قال مَن حرروا ذُبَابًا بعامٍ
بعد يومين سوف نَحْتَلُّ ( دَارِسْ )

 

قُلتُ هذا الذي تقولون يبدو
مستحيلاً حتى على عقلِ نامِسْ

*******
 

سوفَ يمضي عامٌ على عامِ حربٍ
لم تُدَمِّرْ إلا الْقُرَى والمدارسْ

 

لم تُدَمِّرْ إلا الجُسُورَ اللواتي
قَصْفُها نكتةٌ بِكُلِّ المجالسْ

 

بعد عامين قال بوقُ العسيري :
أصبحَ الحَرُّ في ( المخا ) شبه قارسْ

 

صار سِعْرُ الرجالِ أعلى قليلاً
بعد أن كان قبل عامين ( واكِسْ )

 

سوف تأتي يا عُمْلةً مِن أُورُبَّا 
كي تَسُدِّي جوعَ العيالِ المُشَاكسْ

 

بعد عامين من دمارٍ وحربٍ 
بعد قصفٍ ألقى بكلِ ( الطَّنَافِسْ )

 

قال إنَّ الطريقَ يبدو طويلاً
قلتُ والليلُ قال مازالَ عابسْ

 

قلتُ أهلاً لا مرحباً يامنايا
صَدَّرَتْها لنا سُعُودٌ وفارِسْ

****

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً