الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة في نص "جيل جديد" للقاص مروان الشريفي - علي أحمد عبده قاسم
الساعة 13:11 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أولاً النص

"جيل جديد" 
كنا أربعة تحت ضوء الشمس المشرئب من خلف سحابة شفافة، حلقة دائرية صنعناها بوضعية جلوسنا، تتوسطنا نار تأكل بقايا سقف دمرته الحرب.
همس أحدهم: طالت الحرب. 
ثاني يهمس لم أعد أتذكر وجه مدينتي الجميل. 
ثالثنا يصرخ من جانبي: أي صديق أحيي ذكرى استشهاده غدا..؟ لم أعرهم أي اهتمام، فما سمعته منهم كان سخيفا مقابل ما أشاهده أمامي..! 
"أطفالنا الصغار يلعبون بجمجمة آدمية"

 

ثانياً القراءة:

عنوان النص "جيل جديد" والجيل ثلث القرن ويريد الكاتب من العنوان ليس الزمن بل الزمن  ومايحمله من إنسان يستطيع أن يقوم بالتمنية والتغيير والنهوض التنموي والفكري مستقبلاً ووصف الجيل بالجديد على سبيل السخرية والتهكم وأيضاً الإندهاش، والاستغراب إلى ما آل إليه حالة أطفالنا أثناء الحروب والصراعات  فجيلنا الجديد معنف يركل ويلعب  بالجمجمة البشرية دون أي تأثر أو  فكأنما يقول: نحن نورث لأبنائنا العنف والحرب  والجيل الجديد معنف في روحه الحرب والعنف أو الخوف والرعب وفي الجانب الذي التقطه النص  فلم يتقزز أويخاف الصغار من الإحتراب بل تجذرت في روحهم  الحرب وهي قضية في غاية الأهمية تحتاج لمشاريع ممتدة للإصلاح الإجتماعي النفسي والتربوي في نفوس الأجيال فالعنوان بقدر ماهو ساخر ومتهكم يستهجن فعل الطفولة بالجمجمة التي خلفتها الحرب بقدر ماهو موجع يلقي بالكثير من المسؤولية على المؤسسات التربوية والجهات الحكومية بكثير من المسؤولية تجاه الطفولة التي اكتسبت العنف باستمرار المجتمع في حالة الحرب.
 

كان العنوان مختزلاً للآثار السلبية وأعظمها ماتتركه في نفوس الطفولة من عنف فضلاً عما تركته في نفوس كل الأجيال من مآسٍ 
ولو تأملنا النص من البداية لوجدنا أن السرد استطاع أن يرسم المكان والزمان حيث وصف أضواء الشمس والجلسة وربما كان ذلك من الكاتب رغبة بالبحث عن الأمل والحرية 
وإلا هذا الوصف لاداعي له في القصة القصيرة جدا فهي تتطلب السرعة أكثر والمفترض يقول:"كنا أربعة نجلس حلقة دائرية صنعناها بوضعية جلوسنا"

 

لاداعي للوصف مادام يتحدث عن الحرب كأن يصف أضواء الشمس بالباهتة والمتحجبة لا بهذا الوصف..
 

*-استطاع الكاتب بنصه القصير جداً أن يرسم مآسي الحرب بجمل قصيرة عميقة "تتوسطنا نار تأكل بقايا سقف أكلته الحرب" والجلوس وسط النار لايكون إلا للتدفئة ليلاً لا بوسط الشمس فكيف تجتمع حرارة. الشمس وحرارة النار.    
يسترسل الكاتب بوصف مآسي الحرب من خلال الحوار"همس أحدهم طالت 
وآخر يقول " لم أعد اتذكر وجه مدينتي"

 

فالحرب دمرت الإنسان والبيت والمدينة وأحالت في النفوس مآسياًً لاتنتهي" لي صديق أحيي ذكرى استشهاده غدا"
وينهي النص بالمفارقة الموجعة والمدهشة" أطفالنا الصغار يلعبون بجمجمة" كانت نهاية صادمة لنص قصير عميق نجح فيه الكاتب في اختزال كل المآسي بمأساة الطفولة التي ورثت للأجيال وتجذر العنف في نفوسهم 
-- نجح الكاتب بعنونة النص كثيرا فلم يكن العنوان مكشوفا أومفضوحا. 

 

نجح النص في اختيار الجمل القصيرة وعلامات الترقيم ماعدا في النهاية لم يضع علامة التعحب وأيضا قوس النهاية بقوسين ولاتكون الأقواس إلا للكلام المنقول حرفيا ومستقل عن النص.والنهاية جزء من النص فكيف تكون بين قوسين.  
 

المفارقة كانت أن الحرب أثرت بعمق في المحيط والمجتمعي وكان أعمق أثر موجع ماتركته الحرب في نفوس الأطفال الصغار والذين هم أمل المستقبل فربما تعود الحرب على أيديهم فقد استمرأوا الحرب ولعبتهم الجماجم وهذا موجع ومؤلم كثيراً.
 

النص قصة قصيرة جدا ذكرت بعض الهفوات التي كانت في الوصف في المقدمة. لكن في الغالب الأعم كنت مع نص قصير جدا مكتمل تناول قضية إنسانية هي قضية الطفولة والحروب 
شكرا لأخي وصديقي الغالي الأستاذ مروان الشريفي فهو قاص متميز وصادق أمنياتي القلبية له بالتوفيق.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً