الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
تقاسيم على وجه الذكرى - أحمد قاسم دماج
الساعة 09:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


- 1 -
هذا صباحُكِ 
للدم الولهان صبوتُهُ
وينهدُّ المساء
ولموج أجنحة العنادل
-في اصطخاب الفجر
أو في هدأة الليل المكسَّرِ بالجراح وبالقصائد-
طيفٌ...
يمر بمقلة الأمل المجنَّح
مستديراً كانتصاب دمي
طويلاً مثل طوفان الزنودِ. 
كان انبثاقُكِ والصباح عليكِ منهمرٌ...
وفي أيلول باقاتُ انتشار الورد في أَلَقِ الوريدِ.
والأفق في عين الشهيد إشارةٌ:
ها قد تولَّى الكهفُ بالغيلان
ينهار المسا مزقاً
وينتصب الهديل.

 

 

- 2 -
تستودعين الآن أشواقَ الرحيل
تسترجعين ملامح المترجّلين على المجرّة 
تستحضرين مواكبَ الأنداء...
تخرج من مواجعها...
وتنعس فوق أكتاف الغناء.
تئنّين حين تكبّل الأشواق راحات القدر
تتنسمين الريح في أيلول
لا أحلى!
أناشيدَ يراقصها على صبواتنا ضوءُ القمر
خلصت ليالي عرسِكِ المشهود من أحزانها
ننهار كي نستخلص الآتي:
"تَوَزَّعَ بين وجه الأفق أشلاءً
ووجه الأرض هامات"،
تباركنا المنايا
حين نبتكر التوهُّج 
ننتضي أعناقنا في الساح
نسفح السنوات في جنباتها حنقاً
نغامر
تهرب الأيامُ من أعمارنا
نعطي لوجهِكِ كلَّ ما يهوى
وللعشرين -آفلةً- كما تهوى
نحاول نسبر الأعماق
نعطي قامةً للريح
نبحث عن مفازاتٍ إلى وجه الضياء
نصد 
لا الصخراتُ لانتْ في مساعينا ولا لانَ الرحيل
ما زال يسكن حاضري أمسي
وأسكن في اضطرام دمي
تبارك وجهَ مسعانا
محاطاً
بانخذالٍ لا يُرى
وتربَّعَ الليلُ الزنيم
تَباركَ الليلُ الزنيم.

 

 

- 3 -
فيما بعد العشرين 
تسَّاقطُ حباتُ الصبر المر
تنثال أناشيدُ الغضب المر
والليل المقعي شَرَهَاً
يشرب ماءَ عيون الزهر
وأنداءَ الضوء.
هذا موسمُ إبحارِ العشق
وإخفاقُ الشره الملتفِّ على عنق الفجر.
هذا... والواحد والعشرون... وأنا
أخرج من نفقٍ، 
ليسجيني سردابٌ أكبر 
فمن الأبقى؟
خبِّرْني
يا روضاً يمتد من الأفق إلى القلب!
يا دمعاً تذرفه مُقَلُ القيثار!
من الأبقى؟

 

 

- 4 -
أهبُ المسافةَ فيضَ أشواقي
فتمنحني الضمور.
أهدي لوجه الحزن ذاكرتي 
وذاكرة انسفاح الأمنيات على الشعاب وفي الوهاد
هل أمنح الفسق السلامة؟
هل أعطي لوجه الصمت أنغامي وأعتنق المقابر والمساء؟
إن الذي يعطي المسا قدماً ينال... 
وَحْلَ السواد.
أسلمت خطوي لاتجاه آخر
اعطوا لأقدام المساء وجوهكم
أعطيت خطوي للسُّرى
ونذرتُ قلبي للبروق.

 

 

- 5 -
أدري بأنك في ضمير البحر تنفرسين
رمحاً يبدع الأمواج في السفر الحضور
إن الذي سيكون بعض ملامح...
نُسجتْ مُنمقَّةً على وجهِ الأصيل.
أدري... 
وأن الآتي حاكته اللواعجُ وهي غانية
فوق خارطة الغسق
أَلَقاً كما تتشوّقين 
شكلاً لفجرٍ صادقٍ
يروي الظمأ
ويراكِ لا في غمرة الإحساس
بل في روعة الحنق الدفين.
أدري... 
وأنكِ تبدعين الشدو في الليل الحزين
وأن قلبكِ لم يفارقه الشذى 
أو غاص في وَحْلِ الصحارى. 
أدري... 
وأدري أننا سنعود في شغف اللقاء دماً ونارا
وأن للصبوات في عينيكِ زهواً لم يوارَ.
لكنَّ مسروقَ الخطأ تذروه
في الدرب الظنون
يعطي السؤالَ مدى الحنين
ويمتطي ومض السؤال
فأعْطِ لقامته انتصاب النخل في روض اليقين
اعطيه كفاً سارحاً في الأفق مثل هواه في الرحلات
يعبر تيهَ هذا العصر
يجتاز المواجع
يبدع الوطن الدفين.

 

 

-6-
هذا صباحكِ 
لا الرمال تسمنّمتْ أكتافَهُ
أو حاد عن أفق الرحيل.
مُدّي له درب المنى الخضراء يسجع 
يرتدي غلواءه 
ويجيء بالنبأ اليقين.
هذا صباحكِ
من دمي انبثقتْ ملامحه
ومن جنباته المخضلّة الوغْساء
دوماً تخلقين
لوذي بأفياء انسفاح القلب
يبزغ فجرك المغتال يبتكر الحياة 
لوذي فإن غصونه انتزعتك
في زمن انغماس الرأس بالسكين 
والأخلاق بالدولار
"صبرا" أينعتْ جثثاً
و"شاتيلا" أنامل صِبْيَةٍ
وعلى "الحسيني" الياسمين. 
هذا مداكِ
فباركي
الفجر
الحنين!

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً