الاربعاء 02 اكتوبر 2024 آخر تحديث: الثلاثاء 1 اكتوبر 2024
التلفزيون المغربي: الإطاحة بالرئيس المنتخب مرسي «انقلاب»
انصار مرسي
الساعة 18:09 (الرأي برس - وكالات)

وصف التلفزيون المغربي، في وقت متأخر من مساء أمس الخميس، الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بـ "قائد الانقلاب" بمصر، ومحمد مرسي بـ"الرئيس المنتخب"، في تطور مفاجئ، وهو ما قال عنه مسؤولون مغاربة إنه رد على "ممارسات إعلامية مصرية أساءت للرباط" خلال الفترة الماضية.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يصف فيها الإعلام الرسمي بالمغرب تدخل الجيش المصري لعزل الرئيس الأسبق، محمد مرسي، بمشاركة قوى سياسية ودينية في 3 يوليو/ تموز 2013 بـ"الانقلاب"، حسب مراسل الأناضول.

وقال مقدم نشرة الأخبار المسائية بالقناة الأولى المغربية (حكومية)، في مقدمة تقرير له حول ما أسماه "الآثار السياسية للإنقلاب العسكري في مصر": "عاشت مصر منذ الانقلاب العسكري الذي نفّذه المشير عبد الفتاح السيسي عام 2013 على وقع الفوضى والانفلات الأمنِي، حيث اعتمد هذا الانقلاب على عدد من القوى والمؤوسسات لفرضه على أرض الواقع، وتثبيت أركانه".

من جهتها، خصصت القناة الثانية المغربية "دوزيم" (حكومية) في نشرتها المسائية ليوم أمس تقريرًا عن الوضع الاقتصادي في مصر بعد وصول السيسي إلى الحكم، مشيرة إلى أنه أصبح على رأس السلطة "عبر انقلاب".

وقال التقرير إن "الوضع الاقتصادي تدهور أكثر بعد مجيء السيسي للحكم إثر انتخابات كانت محسومة مسبقا مكنته من بسط القبضة الحديدية على مصر"، بحد تعبير القناة المغربية الرسمية.

بدوره، قال دبلوماسي مغربي رفيع المستوى، لوكالة الأناضول، اليوم الجمعة، إن التقريرين يمثلان "رد فعل مغربي على ممارسات إعلامية مصرية متراكمة أساءت للرباط، وآن لها أن تنتهي".

الدبلوماسي المغربي، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أوضح أن "هناك سلسلة من التقارير الإعلامية المصرية التي أساءت للرباط ومشاعر الشعب المغربي، وذلك لم يحدث مرة واحدة، بل مرات متكررة كان آخرها حادث نال من العاهل المغربي، وانتقد زيارته الأخيرة لإسطنبول".

ومضى قائلا إن "التغطية الإعلامية المغربية حادث وانتهى، ويجب على كل الأطراف الإعلامية ألا تقترب من مشاعر المغاربة، وعلى الجميع أن يتحمل مسؤولياته إزاء البلدين، لاسيما وأن هناك خصوما (لم يسمهم) للبلدين يحاولون إحداث وقيعة بينهما".

ورداً على سؤال للأناضول حول ما إذا كان هناك علاقة بين التقارب المصري الجزائري، وبين اتخاذ الإعلام المغربي هذا التوجه الجديد، علق الدبلوماسي الرفيع بقوله: "هناك خصوم للبلدين يريدون لمصر أن تبقى معزولة، وبالنسبة للجزائر فبالطبع هي تريد للمغرب أن تنعزل دبلوماسياً، وتوتر العلاقات المغربية - المصرية قد يريحها حتى وإن لم تسعى إليه".

ومتحفظا في الرد، تابع قائلا: "لا أستطيع أن أؤكد أو أنفى ان كان للجزائر دخل في ذلك التوتر (بين القاهرة والرباط)، وهو الأمر الذي سيتضح مع الأيام .. لكننا نعرف في الوقت نفسه أن هناك مساعي جزائرية لإقامة علاقة قوية مع مصر على حساب الرباط".

وتشهد العلاقات الجزائرية - المغربية توترات متقطعة في ظل الخلاف حول قضية الصحراء، حيث تتهم المغرب الجارة الجزائر بدعم "البوليساريو" (الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب) في هذا النزاع.

وأرجع مسؤول بالقناة المغربية الأولى (حكومية)، انتقاد القناتين المغربيتين للأوضاع الداخلية في مصر، إلى "تحامل بعض القنوات المصرية على الشعب والعاهل المغربي في العديد المناسبات، وهو الأمر الذي وصل حد التجريح".

وأضاف المسؤول، الذي تحدث لـ"الأناضول"، مفضلا عدم الكشف عن هويته، إن "تغيير الخط التحريري للتلفزة المغربية تجاه النظام المصري جاء بعد تمادي إعلام هذا البلد في التحامل على الدولة والشعب المغربيين".

وتابع: "القنوات المصرية التي تمس بسمعة المغرب ليست قنوات مستقلة".

فيما قال كريم السباعي، مدير التواصل للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة بالمغرب ( المؤسسة الحكومية التي تدبر القنوات العمومية بالمغرب) لـ"الأناضول" إن "وصف الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي) بقائد الانقلاب، لم يكن خارجا عما يتم تداوله بالإعلام الدولي".

وخلص السباعي إلى أن "الحكومة المغربية هي المخول لها الاعلان عن تغير في موقف الخارجية المغربية من عدمه".

بدوره، اعتبر يحيى اليحياوي، الخبير المغربي في المجال الإعلامي في تصريحات لـ"الأناضول"، أن "ما صدر عن القناتين ينم على تلقي إشارات من جهة أو تلك"، وأضاف: "القول بإن هناك انعطافة أو توجه جديد في السياسة الخارجية للمغرب سابق لأوانه".

وبخصوص مجموعة من التقارير الإعلامية التي تمس بسمعة المغرب، والتي تنقلها من حين لآخر القنوات المصرية، قال اليحياوي إن "الاعلام المصري حاليا لا يقاس عليه لأنه يعرف نوع من الضبابية، ولا يمكن أن نقيس توجه الخارجية المصرية انطلاقا من إعلامها".

في السياق ذاته، احتفى الموقع الإلكتروني لحزب "العدالة والتنمية" (الإسلامي) المغربي، الذي يقود الحكومة برئاسة عبد الإله بنكيران، اليوم الجمعة، بانتقاد قناتين حكوميتين مغربيتين، مساء أمس، للأوضاع الداخلية في مصر، معتبرا ذلك الانتقاد "انقلابا إعلاميا" على النظام المصري الجديد بقيادة الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي.

وكان العاهل المغربي الملك، محمد السادس، هنأ السيسي بعد إعلانه فائزًا بالانتخابات الرئاسية في يوم 3 يونيو/ حزيران 2014، قائلا: "أغتنم هذه المناسبة التاريخية لأشيد بالثقة التي حظيتم بها من لدن الشعب المصري الشقيق في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخه الحديث، لقيادته إلى تحقيق ما يصبو إليه من ترسيخ لروح الوئام والطمأنينة، وتقدم وازدهار، في ظل الأمن والاستقرار".

ومطلع يوليو/ تموز الماضي، أثارت المذيعة المصرية، أماني الخياط، على إحدى القنوات الفضائية الخاصة، حالة من الغضب بين المغربيين، بانتقادها دور المغرب في القضية الفلسطينية، وقالت إن أهم دعائم اقتصاد المملكة من "الدعارة"، وأن البلاد لديها ترتيب متقدم بين الدول المصابة بمرض الإيدز (نقص المناعة المكتسبة)، وتهكمت بأن ذلك يتم تحت حكم "الإسلاميين".

وطالب المغاربة حكومة بلادهم، التي يقودها حزب العدالة والتنمية (إسلامي)، بالمطالبة باعتذار رسمي من الحكومة المصرية عن تصريحات "الخياط"، ودشنوا "هاشتاغ" على موقع التدوينات القصيرة "تويتر" بهذا المعنى.

وقدمت الإعلامية المصرية اعتذارا للشعب المغربي، عقب يوم من بيان للخارجية المصرية قالت فيه إن "تصريحات الإعلامية المسيئة للمغرب لا تمثل إلا صاحبها". 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر