الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
عند حدود الحب - فيصل البريهي
الساعة 12:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


كانَ هذا ما ليسَ لي مِنهُ بُدُّ
أنَّ قلبي يَوَدُّ مَن لا يَوَدُّ

 

كُلُّ مَن أصْطَفيهِ لم يَبْدُ مِنهُ
يا لِظنِّي إلَّا مِطالٌ وَصَدُّ

 

بِيْنما أنَّ لي فؤاداً وَلُوعاً
في ضلوعي أشواقُهُ لا تُحَدُّ

 

فَلَهُ كالسَّحابِ رَعْدٌ وبَرْقٌ  
ولَهُ كالبِحَارِ جَزْرٌ ومَدُّ

 

قدَراً كانَ ودُّهُ وهواهُ
وقضاءً مُحتَّماً لا يُرَدُّ

* ** *
 

يا حبيباً ما ليسَ في وُسْعِ عينٍ
وأَكُفٍّ إليكَ يوماً تُمَدُّ

 

ضاقَ أو ضِقتَ بالثرى....إنَّ قلبي 
لَكَ في طَيِّهِ مقامٌ أشُدُّ

 

وبروجٌ مَشَيْدَةٌ تحتَ صَدري
وعروشٌ أركانُها لا تُهدُّ

 

مَلِكا صِرتَ تَعتلِي عرْشَ حُبِّي
لم يُنازِعْكَ في الحشاشةِ نِدُّ

* ** *
 

فلماذا أعيشُ وحدي بقلبي
وعلى الأرضِ عالَمٌ لا يُعَدُّ؟

 

كُلَّما كادَ يَفْتحُ الحُبُّ باباً
لي بقلبٍ حالاً بِوَجهي يُسَدُّ

 

كُلُّ يومٍ ولي معَ الحُبِّ شأنٌ
وأُمورٌ مجهولةٌ تَستَجِدُّ

 

كم أُداري هوىً بقلبي كطفلٍ
وهو سِيَّانَ مازحٌ أو مُجِدُّ؟

* ** *
 

كُلُّ مَن جئتُهُ بقلبٍ رقيقٍ
يحملُ الحُبَّ جائني منهُ ضِدُّ

 

كجوابٍ مُستَلهَمٍ مِن سُؤالٍ
في الصَّدى ليس فيهِ أخْذٌ ورَدُّ

 

مَن أُوالي ؟ ومَن أُعادي وكُلٌّ
عابثٌ بالقلوبِ أو مُستبِدُّ؟

 

وفؤادي كوَجْهِ عمْري قديمٌ
وجديدُ الأَسى بهِ والأَجَدُّ

* ** *
 

عِشتُ كالنَّاسِ في الهوى غيرَ أنَّي
لم أَعُدَّ الذي لهُ قد أعَدُّوا

 

فَإِذا بي مُحاصَرٌ بَيْنما مَن
هُمْ رفاقي قد غادروني وشدُّوا

 

لم يُحيطوا بالحُبِّ عِلْماً فظنُّوــ
ـهُ قميصاً كم فصَّلُوهُ وقدُّوا

 

وهو بذْرٌ في القلبِ يَنْمو...ويسمو
فوقَ ما يحتويهِ نَهْدٌ وخَدُّ

 

ليس للحُبِّ في ضحاياهُ قلبٌ
طَلْسَمَتْهُ سِحْراً لِحاظٌ وقدُّ

* ** *
 

والمحبونَ ذُو شعُورٍ وإِحْسَا  
ـسٍ رَهِيفٍ لم يَأْنَفوا أنْ يكِدُّوا

 

في دروبِ الهوى التي طالما كم
جُوبِهُوا فوقَها وأُوذَوا وَصُدُّوا

 

كم دعاهم داعِ الهوى أنْ أقيموا
مِلَّةَ الحُبِّ في خشُوعٍ وأدُّوا

 

فاْسْتَجابوا في حُبِّهم واْسْتقاموا
في شروعِ الهوى .... وللحُبِّ حَدُّ

 

ما أتَاهُم نَهْيٌ وأَمْرٌ بهِ لا
تَتَعدّوا حُدودَهُ أو تَعَدُّوا

* ** *
 

ومِن الحُبِّ للقلوبِ التي لم
تخلُ مِن بَعضِهِ عدوٌّ أَلَدُّ

 

لا أَعِي كم أنا مُحبٌ وكم ذا
مُهجتي مِنهُ للأسى تَستمِدُّ

 

غيرَ أنِّي رَغم العنَا والتَّلظِّي
للَّذي يأمرُ الهوى مُستعِدُّ

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص