الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قراءة في نص (الكلب الحي والأسد) للأستاذ رياض حمادي - علي أحمد عبده قاسم
الساعة 16:38 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


اولاً النص
الكلب الحي والأسد
 

هز ذيله فرحاً لسماع عبارة صاحبه الشاعر
. عارضه الفيلسوف 
-لكن الأسد الحي افضل من الكلب الميت
نباح الكلب في طريقهم عبر الغابة
استمر الجدال.
والكلب يهز ذيله مرة وينبح آخر 
في الطرف الاخر من الغابة خرج الكلب وحيدا
متألماً لمصيرهما
نبح :
الأسد الميت خيرٌ من الكلب الحي.

 

ثانيا القراءة:    
عندما اتحدث عن القصة القصيرة جدا فأنها ذلك التمرد على خصائص ومميزات القصة القصيرة من ناحية الاسهاب السردي والوصف المفصل والحوار والزمن والمكان بتفاصيله، وغير ذلك من المميزات.
فهي بمثابة ثورة حداثية على تلك الخصائص، فلم يعد هناك ثلاثية الحبكة والوصف والزمن والمكان، بل يلمح إلى ذلك تلميحاً، أو تعريجاً.
وعند تأملي في نص الأستاذ رياض الحمادي (الكلب الحي الأسد) فأني لاحظت أن النص القصة قصيرة جدا، من حيث:
-    ذكاء الالتقاطة والمشهد وتتمثل بصورة الاسد والكلب في حالة من الحوار الجدال، وفي وسط غابة انتهى ذلك الجدل بحقيقة صادمة.
-    القصة القصيرة جدا اشتغال على اللغة بحيث ينتج عن ذلك اختزال وتكثيف بالبعد عن الإطالة والإسهاب السردي ويفضي إلى افاق تأويلية متعددة (هز الكلب ذيله) فارتفاع الذيل دليل على السعادة والنعمة والغرور.
وإذا رأت يوماً غنياً مقبلاً ... خضعت إليه وحركت أاذيالها.
كان الهز لذيل مترافقاً مع النباح حيث يقول: 
(مرة يهز ذيله ومرة ينبح).
-    في المشهد الفعل عارضه والمعارضة جاءت من الفيلسوف فخلق النص في مجمل مدلولاته صراعاً بين الحق والباطل والخير والشر والحرية والاستلاب والحق المغتصب.
 استخدم النص الترميز بكثافة باعتبار الترميز يخفي حقيقة وحقائق يتخفى وراءها الكاتب والمضمون، فالكلب لم يعد رمز الوفاء والحراسة، فهو المغتصب للحق، وللغابة لاسيما والغابة رمز المملكة والحق والخير، والأسد رمز الملك المغتصب حقه.
كان الشاعر رمز الكذب والنفاق والمجاملة والمحاباة والخيال، بينما كان الفيلسوف رمز الحكمة والحقيقة والعقل، وهز الذيل رمز الكبرياء والغرور والانتصار الزائف، والنباح رمز القهر والقوة لذلك استخدم الترميز ليخدم مضمون الفكرة وهي صراع الحق والباطل والعقل واللاعقل والخيال والزيف.
استخدم الكاتب الجمل القصيرة وهي التي تودي إلى تتابع النص وسرعته(هز ذيله فرحاً، عارضه الفيلسوف، خرج متألماً، نبح الأسد).
جاء في النص الإدهاش، فكان الإدهاش في صراع في قوله (الأسد الميت خيرٌ من الكلب الحي) وهي الحكمة والمضمون الصادم من القصة والنص ونتج الادهاش من حالة المفارقة ما بين الحياة والموت والحق والباطل والخير والشر، حيث ينبعث من الموت حياة في قوله( الأسد الميت خيرٌ من الكلب الحي)، فالحقيقة باقية والحكمة باقية والكذب والزيف زائل.

-عرج الكاتب على الزمن والمكان والشخوص تعريجاً ولم يسهب فجاء بنهاية صادمة عكست رؤيته هو للحياة وما يدور حوله من صراعات سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو غيرها.
- لم يكن الكاتب موفقاً بالعنوان لحداً بعيد فالعنوان لملمة مضامين النص بكلمة واحدة، فالعنوان الصائب (حقيقة – حكمة- خير- بقاء- حياة) لكن الكاتب استخدم عنوان طويل( الكلب الحي والأسد الميت) فهذا عنوان مفضوح مكشوف.
-لم يهتم الكاتب بعلامات الترقيم باعتبارها دوال لا تختلف عن الالفاظ ومضامينها باعتبارها تشكل رؤى بصرية لها مدلولات ومضامين، لكن النص في مجملة قصة قصيرة جدا مكتملة ومحكمة.
- ذكر العنوان مرتين ، في وسط القصة (لكن الأسد الحي افضل من الكلب الميت) مما اخل بشروط وخصائص القصة القصيرة جدا، فقد ذكر الإدهاش اولاً وجعله أخيراً ونحن نعلم أن إدهاش القصة القصيرة جدا مفاجأة ، فلا يفضح الإدهاش والمباغتة في وسط القصة وأن كان يريد إبلاغ رسالة معينة للمتلقي فربما اخفاق فيها كثيراً.
   

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً