الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
افتح النافذة لو سمحت - وجدي الأهدل
الساعة 12:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


كان هو يجلس في أقصى طاولةٍ بمكتبة دار الكتب العامة الشبيهةِ سِحْنتُها المتبديَّة لزوارها بسُؤُرٍ رجلٍ نَهِمٍ ، لم يكن ليتركها سؤراً لو لا أنها تَطَايرتْ من فمه . كانت هي الموظَّفة المسؤولة عن المراقبة ... كانت تراقبهُ بتأنّ وتُؤَدةٍ من نصحه الأطباء بِمضُغ طعامه جيداً لكيلا تنبعث روائحُ سيئة من معدته عبر فمه ، راقبت أدقَّ خلجاته وهو يقرأ رواية خان الخليلي لنجيب محفوظ منذ عدة أيام . لاحظ هو ، أنها نادته صباح آخرِ يومٍ رحلت به قدماه إلى ذلك المكان باسمه واسم أبيه . ــ اسمه أحمد عاطف وهو اسم مقاربٌ لاسم بطل الرواية أحمد عاكف ــ وأنها ناولته الرواية بمجرَّد أنْ رأته يَلِج من الباب . وأثناء ما كان منهمكاً في القراءة المتمهِّلَة خوفاً من الوصول إلى نهاية حلمه الجميل ، إذا به يشعر بدبيبٍ في ظهره ... نظر إلى خلفه فوجدها واقفةً تتابع السطور من فوق كتفه ، لم ترتبك أبداً وهالَهُ جداً أن يسمعها ويراها تقول له وبلا رفَّةٍ واحدة لجفنيها : (افتح النافذة لو سمحت . ( ثم تركته وعادت لموقعها تراقب كحارس ثُكْنةٍ ... ثلاث مرات يقصْ عليّ صديقي الذي روى هذه الحكاية حكايته وبرَتابةٍ أحسده عليهما ، قلت له إنها حكايةٌ عادية جداً لا تستحقَ أن تُولى اهتماماً ، وذلك بالرغم من أنه في كلُ مرةٍ كان يؤكُد لي أنْ النافذة كانت مفتوحة ...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص