الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
افتح النافذة لو سمحت - وجدي الأهدل
الساعة 12:23 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


كان هو يجلس في أقصى طاولةٍ بمكتبة دار الكتب العامة الشبيهةِ سِحْنتُها المتبديَّة لزوارها بسُؤُرٍ رجلٍ نَهِمٍ ، لم يكن ليتركها سؤراً لو لا أنها تَطَايرتْ من فمه . كانت هي الموظَّفة المسؤولة عن المراقبة ... كانت تراقبهُ بتأنّ وتُؤَدةٍ من نصحه الأطباء بِمضُغ طعامه جيداً لكيلا تنبعث روائحُ سيئة من معدته عبر فمه ، راقبت أدقَّ خلجاته وهو يقرأ رواية خان الخليلي لنجيب محفوظ منذ عدة أيام . لاحظ هو ، أنها نادته صباح آخرِ يومٍ رحلت به قدماه إلى ذلك المكان باسمه واسم أبيه . ــ اسمه أحمد عاطف وهو اسم مقاربٌ لاسم بطل الرواية أحمد عاكف ــ وأنها ناولته الرواية بمجرَّد أنْ رأته يَلِج من الباب . وأثناء ما كان منهمكاً في القراءة المتمهِّلَة خوفاً من الوصول إلى نهاية حلمه الجميل ، إذا به يشعر بدبيبٍ في ظهره ... نظر إلى خلفه فوجدها واقفةً تتابع السطور من فوق كتفه ، لم ترتبك أبداً وهالَهُ جداً أن يسمعها ويراها تقول له وبلا رفَّةٍ واحدة لجفنيها : (افتح النافذة لو سمحت . ( ثم تركته وعادت لموقعها تراقب كحارس ثُكْنةٍ ... ثلاث مرات يقصْ عليّ صديقي الذي روى هذه الحكاية حكايته وبرَتابةٍ أحسده عليهما ، قلت له إنها حكايةٌ عادية جداً لا تستحقَ أن تُولى اهتماماً ، وذلك بالرغم من أنه في كلُ مرةٍ كان يؤكُد لي أنْ النافذة كانت مفتوحة ...

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً