الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
ن ........والقلم
جددت نفسي - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




كان الخميس يوما استثنائيا على الاقل بمعاييري , ولو انه ابتدأ بعمود اصغر من نصف عمود احمد رجب الشهير , واصغر من نصف عمود حسن عبد الوارث . 
برغم كل الاحباط العام , وبرغم ابتعاد وفراق المرتب من صنعاء او عدن عن القلب والعين الى ما شاء الله , الا ان الخميس يظل يوما له رائحته المميزه , لا ادري هل لانه ارتبط بالعقل الباطن بكونه كان في الستينات يخرجنا الى فضاء الله نلعب من بعد الحصه الثانيه !!! .

 

عدت من عودتي الى الخطوات الاولى في العمر العملي وانا مبتهج , فقد ذهبت بسيارة قريبي الى باب اليمن , وبمروري وحٌميد ابن اخي , هذا الطفل الرائع من فندق السلام الاثير في باب اليمن , التقطت عيني تلك اللوحه (( استوديو شائف )) , وجدتني اركن السيارة جانبا , والى الاستديو ولجت قدمي , مسكت على ظهر الرجل الخمسيني الواقف , قلت : انت شائف ؟ , لم يجب فقد سحبته الى الداخل والرجل ينظر مستغربا الى وجهي , مو تشتي تتصور؟ -انت فلان انا اشبه بك ؟ , ايوه انا هو , اسمح لي ادخل , - ما فيش كهرباء , - سأضيئ بجهاز التليفون , بطيبة اليمني التلقائيه اضاء جهازه ايضا , - هل تدري ان الاستديو كان مخبز الثوره حقنا ؟ , - هاه اهلا , ودخلت , هنا كنت انام بين اقراص الروتي , هناك كنت اضع كتبي المدرسيه وتضيع مني تحت اكياس الدقيق , الى عمق المكان المكركب الآن دخلت , - هنا كان يقف يوسف الحمادي , يلقم النار ب ((تباسي)) الروتي , هنا كان يقف ((البطرواله)) وانا بجانبه نقلب الاقراص , هناك كانت النسوه يقفن ينتظرن كعكهن , ليقلبن حباتهن ويعدن التباسي الى الحمادي ليعيدها الى جوف النار من جديد , هناك كان الحاج يقف صائحا : هيا بسرعه روتي المطاعم , يظهر عمي : روتي المستشفيات لا يتاخر , امراة تصيح : اين الكعك يا حمادي قدني من الصبح , يصيح حمود من هناك : يا حمادي اخرت المكالف !! , تجيب احداهن :

مكالف الله لا فتح عليك منين جيتو لنا ؟؟ , يضحك السري من بعيد : دخلو لها بغير غسال , يجيب الرعيني : مش وقت اذان الظهر قرب ونحن ما سرحناش , يدخل سعيد الصلوي : شوفوا لو حبسني علي مانع في الجمهوري او حجيره في الحوادث انتم مسئولين !! .
 

هناك كنت اغتسل , لا يفصلني عن الجميع سوى جدار صغير , ومن النافذة الخلفية المشرفه على بحر رجرج , اسمع اصوات (( مدلات قطيفه )) وهو اسمها قطيفه , تتارجح محدثة اصوات مميزه , وصوتها يجلجل في اذن اختها : هيا المدل حق سفيان الحداد , ايدي قاسم , وحمود, ومحمد عبد الرب , وعبد الرب , والريمي اسمعها على المعجنه مسرعة هاشة باشه كيلا يتحجر العجين , وانا ادخل والهندي يخرج , والسيد , وعبده قاسم بالروتي الى المحروسه , والمحروسه لاندروفر قديمه تحمل الروتي , دفعه اولى الى البكيريه يستلمها الاستاذ عبد الله الذماري , اسمعه بأدبه الجم : ما شاء الله والخبز , لم يحدث يوما ان اعاد قرصا واحدا باي عذر , او اوقفنا بالسياره رحمه الله , نعود نحمل الى الجمهوري , الحوادث , المطاعم , ينطلق السري او سعيد بالمحروسه ونحن معلقين على الترسه مغمورين بالفرح .
 

يا بجاش , ييه يا بجاش اين رحت ؟ هاه... اجيب , عفوا لقد عدت الى تلك الايام , انتبهت , شددت على يديه : شكرا شائف , والى الخارج عدت , الصغير من على السياره : اين رحت يا عم عبده , احتضنت المقود , ولم افق ولم اوقف فعلا الا عند باب البيت , كنت احلق هناك بين فندق السلام وبيت البهلولي , استعدت انفاسي بعد رحلة عوده من 2017 الى نهاية الستينات وبداية السبعينات وما بعدهما , تجددت في المخبز الذي ان كان اهم محطات حياتي العمليه , شكرا شائف . 

11 مارس 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً