الأحد 02 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
ن ........والقلم
جددت نفسي - عبد الرحمن بجاش
الساعة 14:04 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)




كان الخميس يوما استثنائيا على الاقل بمعاييري , ولو انه ابتدأ بعمود اصغر من نصف عمود احمد رجب الشهير , واصغر من نصف عمود حسن عبد الوارث . 
برغم كل الاحباط العام , وبرغم ابتعاد وفراق المرتب من صنعاء او عدن عن القلب والعين الى ما شاء الله , الا ان الخميس يظل يوما له رائحته المميزه , لا ادري هل لانه ارتبط بالعقل الباطن بكونه كان في الستينات يخرجنا الى فضاء الله نلعب من بعد الحصه الثانيه !!! .

 

عدت من عودتي الى الخطوات الاولى في العمر العملي وانا مبتهج , فقد ذهبت بسيارة قريبي الى باب اليمن , وبمروري وحٌميد ابن اخي , هذا الطفل الرائع من فندق السلام الاثير في باب اليمن , التقطت عيني تلك اللوحه (( استوديو شائف )) , وجدتني اركن السيارة جانبا , والى الاستديو ولجت قدمي , مسكت على ظهر الرجل الخمسيني الواقف , قلت : انت شائف ؟ , لم يجب فقد سحبته الى الداخل والرجل ينظر مستغربا الى وجهي , مو تشتي تتصور؟ -انت فلان انا اشبه بك ؟ , ايوه انا هو , اسمح لي ادخل , - ما فيش كهرباء , - سأضيئ بجهاز التليفون , بطيبة اليمني التلقائيه اضاء جهازه ايضا , - هل تدري ان الاستديو كان مخبز الثوره حقنا ؟ , - هاه اهلا , ودخلت , هنا كنت انام بين اقراص الروتي , هناك كنت اضع كتبي المدرسيه وتضيع مني تحت اكياس الدقيق , الى عمق المكان المكركب الآن دخلت , - هنا كان يقف يوسف الحمادي , يلقم النار ب ((تباسي)) الروتي , هنا كان يقف ((البطرواله)) وانا بجانبه نقلب الاقراص , هناك كانت النسوه يقفن ينتظرن كعكهن , ليقلبن حباتهن ويعدن التباسي الى الحمادي ليعيدها الى جوف النار من جديد , هناك كان الحاج يقف صائحا : هيا بسرعه روتي المطاعم , يظهر عمي : روتي المستشفيات لا يتاخر , امراة تصيح : اين الكعك يا حمادي قدني من الصبح , يصيح حمود من هناك : يا حمادي اخرت المكالف !! , تجيب احداهن :

مكالف الله لا فتح عليك منين جيتو لنا ؟؟ , يضحك السري من بعيد : دخلو لها بغير غسال , يجيب الرعيني : مش وقت اذان الظهر قرب ونحن ما سرحناش , يدخل سعيد الصلوي : شوفوا لو حبسني علي مانع في الجمهوري او حجيره في الحوادث انتم مسئولين !! .
 

هناك كنت اغتسل , لا يفصلني عن الجميع سوى جدار صغير , ومن النافذة الخلفية المشرفه على بحر رجرج , اسمع اصوات (( مدلات قطيفه )) وهو اسمها قطيفه , تتارجح محدثة اصوات مميزه , وصوتها يجلجل في اذن اختها : هيا المدل حق سفيان الحداد , ايدي قاسم , وحمود, ومحمد عبد الرب , وعبد الرب , والريمي اسمعها على المعجنه مسرعة هاشة باشه كيلا يتحجر العجين , وانا ادخل والهندي يخرج , والسيد , وعبده قاسم بالروتي الى المحروسه , والمحروسه لاندروفر قديمه تحمل الروتي , دفعه اولى الى البكيريه يستلمها الاستاذ عبد الله الذماري , اسمعه بأدبه الجم : ما شاء الله والخبز , لم يحدث يوما ان اعاد قرصا واحدا باي عذر , او اوقفنا بالسياره رحمه الله , نعود نحمل الى الجمهوري , الحوادث , المطاعم , ينطلق السري او سعيد بالمحروسه ونحن معلقين على الترسه مغمورين بالفرح .
 

يا بجاش , ييه يا بجاش اين رحت ؟ هاه... اجيب , عفوا لقد عدت الى تلك الايام , انتبهت , شددت على يديه : شكرا شائف , والى الخارج عدت , الصغير من على السياره : اين رحت يا عم عبده , احتضنت المقود , ولم افق ولم اوقف فعلا الا عند باب البيت , كنت احلق هناك بين فندق السلام وبيت البهلولي , استعدت انفاسي بعد رحلة عوده من 2017 الى نهاية الستينات وبداية السبعينات وما بعدهما , تجددت في المخبز الذي ان كان اهم محطات حياتي العمليه , شكرا شائف . 

11 مارس 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص