الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
بكير شاعر تهامة الأسطوري (الظاهرة البكيرية.. مرجعياتها ونظائرها) - علوان مهدي الجيلاني
الساعة 16:32 (الرأي برس - أدب وثقافة)




عندما دخل الأتراك إلى البلاد في دخولهم الثاني إلى اليمن.. قاومهم أهل البلاد مقاومة ضارية.. وكان أحد سراة البلاد رجلٌ من دير البواح .. اسمه البواح .. كان من ملاك الأراضي وكان يمتلك أيضاً الكثير من المواشي . بقراً وخيلاً وجمالاً وغنماً.. 
وقد تزعم هذا الرجل المقاومة ضد الأتراك فأعمل يده وأيدي أتباعه.. قتلاً فيهم.. حتى شاع أمره وأطاعته الناس، وأعلن في البلاد من الجبل إلى البحر أن اقتلوا الأتراك..
ولكن منافسين له بدأوا يتربصون به .. دون أن يستطيعوا النيل منه .. حتى جاء إلى الزيدية والٍ (قائد أو قائم مقام عثماني قوي الشكيمة، شديد البأس .. اسمه محمد الأمين التركي..) ( 1).
فذهب منافسو البواح إلى ذلك القائد وحرضوه عليه وأغروه به .. معرضين بعدم قدرة القائمقام التركي على البواح وعجزه عن النيل منه .. زاعمين أنه إن أرسل في طلبه فلن يجيبه .. حتى أحفظوا قلب القائد فقرر الإرسال عليه.. 
وما أن تأكد منافسو البواح من نجاحهم في إثارة الوالي وجعله يعبئُ قواه ضد البواح .. حتى سارعوا بالذهاب إلى البواح .. في قريته وأخبروه أن الوالي ينوي به شراً .. وأنه إن أرسل في طلبه فعليه أن يرفض ولا يستجيب .. وهكذا .. فقد أرسل الوالي عسكرياً واحداً لطلب البواح .. فرفض البواح الحضور.. فعاد الوالي وأرسل اثنين .. فرفض البواح مرة أخرى.. فقرر الوالي هذه المرة إرسال أربعة من العسكر لإحضاره.. في تلك الأثناء كان منافسو البواح عند الوالي وكانوا قد ملأوا نفس الوالي عليه .. وأقنعوه هذه المرّة بضرورة قتله قبل أن يصل به العسكر إلى الزيدية.. 
فكتب الوالي مع العسكر الأربعة رسالة إلى البواح يخبره أنه مصمم على استقدامه إليه حيّاً أو ميتاً.. وقام العسكر الأربعة بمفاوضة البواح حتى أقنعوه بالخروج معهم.. فلما خرج معهم لم يكن يعلم أنهم يبيتون قتله في الطريق .. وأن صليلاً (قبيلة صليل) التي كان يملأ بها يده.. قد بدأت تتخاذل عنه..
انطلق البواح مع العسكر من دير البواح شمال القناوص حتى وصلوا به إلى جنوب دير عطا .. وفجأة وجهوا فوهات بنادقهم إلى جسده فمزقوه .. فخرّ البواح قتيلاً.. وكان رجلاً جسيماً دسماً .. قال الرواة فبقى الدود والجعلان (الحميّا) تتجمع على المكان الذي سال فيه دمه سنة كاملة. 
وفي اليوم الثاني لمقتل البواح تجمع الناس من شتى بقاع صليل وتوجهوا إلى الزيدية .. مطالبين بتسليمهم غرماء البواح الذين قتلوه وكان مع المتجمهرين مبارك بكير يهيجهم .. حتى خرج الوالي إليهم .. 
ولأن الذين حرضوا على قتل البواح .. يعرفون أن كلمة من بكير سوف تحول ذلك اليوم إلى يوم أسود عليهم وعلى الوالي فقد حاولوا استباق بكير قبل أن يقول أي كلام .. فأخبروا الوالي عنه.. ونصحوه أن لا يتعرض له.. 
وفيما كان الوالي يحاور صليلاً ويشد ويرخي معها حول ما حدث أشاروا له إلى بكير وقالوا له هذا.. 
فقال الوالي: (العصة) كما بدأت؟( 2) 
ثم التفت إلى بكير وقال له: 
ما اصبحت وابا(3 ) بكير 
فقال بكير: كيوك..( 4) 
لا انْتَهْ ابني ولا ا نا أبّ لكْ
ذا تْوبِّيُ( 5) بَالمزاحْ
ابني امْبَوَّاحْ باحْ امصنَّره
وباحْةَ اربعْ بُواحْ
ابني امْبَوَّاحْ باحْ امصنَّره
وفيانْ(6 ) بَاحِةْ بُواحْ
هُوْ اللَّي طَبَعَ امْطُليَانْ وسمّرَهْ (7 )
وطَبَعْ امْهِلالْ في امْوضَاحْ ( 8)
هُوْ اللَّي وْزنَ الْجِبَالْ بالفَرَاصِلهْ ( 9)
وكَالَ الْبْحَرْ بالقِدَاحْ (10 )
هُوْ الَّذي لا لاحْ في دَاركُنْ ( 11)
تَمْسِي خُيُولَكْ سْياحْ ( 12)
فانكسف الوالي مبهوتاً.. واهتزت صليل لما قاله بكير.. 
فقالت: اسلم وزد..(13 ) 
فالتفت إليها مشمئزاً من تخاذلها عن البواح بالأمس وقال: 
لعنتُ الله تَنزِلْ لُفّيهْ (14 )
على صُلَيلَ النِّذَالْ ( 15)
الواحدْ يَرضَى عَلَى مَكْلَفَهْ (16 )
وِيَفْرَحْ لَها بالنَّكَالْ
وليلةَ امْعُرُسْ حَقّهَا
تَمْسِي بْشَر‍ّ الفِعَالْ
وتصبحْ امْطررْ ( 17) منشّره (18 )
وامْوِجْهْ مِثْلَ امْهِلالْ
(يقصد بقوله اموجه مثل امهلال حالة الكسوف التي تصيبها لأنها دخلت على زوجها وقد فقدت بكارتها قبل أن تزف إليه).
فخسئت صليل ولم تدر ماذا تقول..
ثمّ إن الأمين الوالي التركي بعد أن عمت فوضى صليل.. نتيجة لتهييج بكير لها .. اجتمع بألئك النفر المحرضين .. فأخبروه أخباراً عن بكير منها أنه يعلم الغيب .. أو يدعي أنه يفتي(19) ما في الغيب فرآها الوالي فرصة .. أو جريرة يأخذ بكيراً بها .. وكان الوالي -رغم استيائه من بكير بسبب تحريضه لصليل ضده-.. يخفي في نفسه إعجاباً بشجاعته .. ولكنه أيضاً كان مصراً على معاقبته .. وهكذا أرسل إليه .. وعندما حضر.. قال له الوالي: أنت تفتي ما في الغيب .. وعليك أن تخبرني الآن بمُغيب من المغيبات التي تخبر عنها وإلا قطعت رأسك.؟ 
فقال بكير: أنا شاعر لا أعرف الغيب .. الذي يعلم الغيب هو الله. ولكن الوالي أصر.. وظل يلح على بكير تهديداً ووعيداً .. حتى قرر بكير أن يستدعي قصّابه (عازف الناي الذي يعزف له) واسمه أبكر جمعان من دير المكين .. واستدعى دريب وهو عطويّ من دير الربيدي ليساعد أبكر جمعان إذا تعب.. 
وهُيئت الليلة وبدأ القصّاب يقصب .. فدار عليه بكير ثلاث دورات ثم قال:-
إلاّ (20 ) يا عبدْ عبد امخباتْيِهْ (21 )
ويا عَبْدْ جَاهِلْ حَسِينْ (22 )
إلاّ يا عَبدْ عبدَ امْخبَاتيْهْ
ويا عَبدْ ديرْ امّكِينْ (23 )
أنا اسْمَعْ زَفِيْرْ امْعبِيدْ امّنَخّرَهْ (24 )
وحيْدْ عُبْرَ امْجرِينْ ( 25)
لا شَفْرَتَكْ مدْحِلهْ (26)
كامْكِيرْ مِنّهْ تْلِيْنْ ( 27)
فقال أبكر جمعان: هتمسينا (28 ) يا عم مبارك.. (يشير إلى ما عرف عن بكير أنه إذا وصف قتل..) 
فقال بكير: ما علاك شي( 29) .. امبقرة .. تزبط ابنها لما توزيه( 30) هناك.. ويتقلعب على الأرض ويزوع( 31) يوشع( 32) فيها ويعيش( 33). 
(ومعنى كلامه أن البقرة عندما ترفس ابنها .. فإنه مهما كان رفسها قوياً فإنه لا يضره.. فهو يتقلب على الأرض ثم ينهض ليقتحم ضروعها ثانية ويرضع..) والكلام كله كناية عن أن بكير قد أعطى لقصّابه حصانة من كلامه القاتل فهو مهما قال فيه لا يضره). 
أمر بكير قصّابه أبكر جمعان بمواصلة العزف .. حتى تسلطن وانقاد له هاجسه .. ثم التفت إلى الوالي التركي وقال له: 
مَا امْسْيتْ ( 34) يا هَاشْمِي
ومَا امْسْيتْ يابنَ الأمِيْنْ( 35)
ثم عاد ليلف ويدور حول قصّابه.. فيما كان الوالي التركي يتحرق شوقاً لما سيقوله .. وفجأة نظر بكير إلى القبلة نظرة بعيدة كأنه يرى شيئاًَ خلف الأفق وقال: 
برق ونا خيّله (36)
مِنْ فوقْ دِمَشْقَ الْعِرَاقْ (37 )
مِنْ تَحتْ زورَ الرَّاحِلهْ (38)
ذِراعْ مِنْ امْقَعْ فِرَاقْ ( 39)
على تَاكْ التُّركْ الْكَوَالِيهْ (40 )
اللي امحزّمَهْ بامْعِراقْ ( 41)
الليلة في بلادكن ماطرُ ( 42) 
شش 
ثَمانْ موقع شراقْ ( 43)
ولْكْ بيتْ عالي مْشَرّقُ (44 )
مِنْ فوقْ بابَهْ زْقَاقْ ( 45)
في امْبَابْ قُصْرَهْ رَابِيَهْ (46 )
قُصْرَهْ تُسّمّى الْمَسَاقْ
فيها اثنين طيورُ سَاكِنَهْ
امَّجْنْحِهْ كامْوِرَاقْ (47 )
وأمّكْ تْسَمّى فاطْمَهْ
وأختَكْ تْسمّى الحِبَاقْ
ولْكْ أبْ خرّجْ يسبّركْ (48 )
وزرّ لَكْ ذا الزّناقْ (49)
وقلّكْ احْكُمْ بحُكْمَ الدَّويْلهْ
وكُبّ( 50) حكمْ النفاقْ
ومَثْنَيْنْ مَتْعَادِيِهْ ( 51)
يَعْقُوبْ وخَيّكْ سْحَاقْ ( 52)
كانَنْ عدَاوِهْ بَادْيِهْ (53)
مَا لْيومْ ما ذا الوفاقْ (54 )
ولكْ حَبيبْ حَدَهْ يْتَاوْرَكْ ( 55)
عَرَدْ بْحَيدَهْ وحْاقْ ( 56)
وحَدْ حجرَةْ الْوَضْوْ فْيانْ مْقَنْبَرهْ (57 )
في مَسْجدَ الإتِّفَاقْ ( 58)
ولانْتَهْ عَادَكْ مْكِّذِّبُ (59
انتهْ على امْنَجْدِيهْ (60)
وانا على كُلْ ساقْ.. ( 61)
والا ساقي وساقكْ وساقْ (62 )
فقال له الوالي (القائم مقام) التركي: أيحين( 63) جئت من عندهن( 64) يا عم بكير .. وبكى.. 
ثمّ إن بكيراً (سرّى) حتى الصباح .. دون انقطاع ..ودون أن يمكن دريب القصاب الثاني من مساعدة أبكر.. فلما جاء الصباح .. لم يستطع القصاب أبكر جمعان نزع القصبة (الناي) من فمه.. فقد التصقت بشفتيه .. ولم تفارقهما إلا بعد نزعها منهما نزعاً شديداً. 
وأكرم الوالي (القائم مقام) محمد أمين بكيراً بمالٍ وأقلع عن التعرض له..
* جمعت قصة هذه الحادثة من رواة مختلفين وفيها اختلافات كثيرة معظمها يتعلق بمكان الحدث هل هو القناوص أو الزيدية أو المغلاف أوغيرها ، وقد خصص فصل في الكتاب للروايا تواختلافها وتوثيق رواتها. والمثبت هنا واحدة منها
** الصورة المرفقة لقلعة الزيدية التي تقول الرواية المثبتتة هنا إن الحدث وقع فيها
الهوامش:
( 1) استعمل الراوية مرات لفظ (الوالي) يقصد القائم مقام أو القائد أو الحاكم ولم تكن الزيدية أو القناوص مقراً للوالي العثماني (اختلفت روايات الرواة كثيرا حول هذا التركي، وقد بحثت كثيراً عن هذا القائد التركي الذي يسمى محمد أمين، ومن بين ما حصلت عليه ما يذكره كتاب (الدر المنثور في سيرة الإمام المنصور) للعلامة علي بن عبد الله الإرياني عن شخصية من كبار الشخصيات التركية محمد أمين، كان أسيراً في يد الإمام وأطلق سنة 1309هـ الموافق 1891م أيام أحمد فيضي باشا، ولكني لم أتأكد حتى الآن إن كان هو صاحب الموقف المذكور في قصة بكير.
( 2) العصة: (صه) وينطقها الناس عادة (أصه) ولكن الراوية الذي نشأ وتربى ولم يعرف من المسئولين في إدارة المنطقة ومحاكمها إلا مسئولين يتحدثون لهجات أهل الجبال .. فإنه يظن أن لهجة القائد التركي كانت كذلك.. لاحظ قوله (كما بدأت) المعروفة عند أهل صنعاء وامتداداتها الجغرافية.. والتي لا تستعمل عند أهل تهامة إلا نادراً حين يكون المرء كثير الاختلاط بالمدراء والكتاب والمسئولين .. أما نطقه كلمة (عصة) بالعين (العصة).. فهو أيضاً ناتج عن تصور الأميين والبسطاء في تهامة-كبار السن منهم خاصة- أن كل ما ينطقونه هم بالهمز (حسب اللهجة التهامية) ينطقه الجبالية بالعين.. حدّ أن بعضهم إذا وقف بين يدي القاضي -مثلاً – متظلماً يخاطبه هكذا – سيدي الحاكم أسعلك بالله- (يقصد أسألك بالله).
( 3) كيف صباحك يا أبي بكير.
(4 ) كيوك: هي كذاك، وتعني في هذا السياق بعداً لك.
( 5) ذا توبي: هذا ادعاء كاذب .. إذ تزعم أبوتي لك.. إنه نوع من الخداع إن لم يكن سخرية واستهزاءً.. فهو تملق ومراء.
( 67) وفيان: وأين.
( 8) هو الذي زين البندق الطلياني.. وثبت حلقات الزينة فيه (كناية عن كونه رجلاً مقتدراً –مادياً- ومحارباً ولذلك فهو شديد العناية بسلاحه طرازاً وتزييناً).
( 9) ونقش رسم الهلال في الوضاح (حلقات من الفضة كانت تثبت على ماسورة البندقية).
( 10) يكني عن قدرته وسعة تصرفه واستعداده لجلائل الأمور وكبارها.. بأنه كان يزن الجبال بالفراصلة.
( 11) نفس المعنى السابق وربما كان يكني بقدرة البواح على وزن الجبال بالفراصلة وكيل البحر بالقداح عن كرمه الواسع وغناه الكثير.
( 12) يقصد إذا هجم على معاقلكم (داركن) هي داركم.
( 12) تنهب معاقلك.. وتفر خيولك أو تتفرق هائمة على وجوهها، (كناية عن الهزيمة).
( 14) تعبير يقال في مثل هذه المناسبات استحساناً لما سبق من الكلام واستزادة منه.
( 15) لفية: شاملة.
( 16) النذال: الأنذال.
( 17) مكلفه: أخته.
( 18) امطرر: الملابس (الخرق).
(19 ) منشرة: معلنة أمام الناس (مفضوحة).
( 20) يفتي: يعرف. (صاحب عرافة). وتسمى الفاتية. ذكرها بكير في شعره. 
امْغَرِيبْ أتانا بْفَاتِيْهْ
مِنْ بِلاَدْ الأزْهَرُ
وكنت رويتها عن الوالد/ يحيى مناجي ثواب رحمه الله بتاريخ 10/4/2005م في القناوص في سياق رواية طويلة له عن بكير ونسيتها وفي مقيل بمنتدى الدهني في الحديدة بتاريخ 12/4/2008م سألت الأستاذ/ علي مغربي الأهدل عن الفتوى ما يسميها أولاد الرامي (ورثة بكير في شعره وطريقته) الذين يعيشون في بلاد الرامية (مديرية السخنة) منطقة الأستاذ/ علي مغربي فأخبرني أنهم يسمونها: الفاتية.
( 21) إلا: يقصد بها الاستحسان وتعني تماماً ما كان يقصده القدماء حين يقولون: بخٍ بخٍ.
( 22) الخباتية: الذين يسكنون الخبت (السهل التهامي الذي لا يتعدى عرضه السبعين كيلو متراً في أكثر جهاته اتساعاً-مناطق الزيدية والقناوص مثلاً- ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الحازة: وهي ما حز الجبل وتمتد من عروق الجبال مباشرة حتى مسافة عشرة كيلو مترات غرباً تقريباً- لأن بعض الناس يراها أقل من ذلك، والخبت يبدأ مما بعد ذلك إلى قرب الساحل وتبقى السواحل في عرض عشرة كيلو مترات تقريباً) وكثيراً ما ينسب السكان إلى النطاقات الجغرافية التي يسكنونها كابن الحازة: حِزِّي، وابن الخبت: خبتي، وابن الساحل: ساحلي.
( 23) جاهل حسين: جاهل صغير السن. جميل المحيا (ولعل الحسن هنا معنوي وإلا فبكير يصفه في الأبيات التالية بما هو عكس الحسن).
( 24) دير امكين: ديرٌ من أديرة الخبت يتبع عزلة كشارب-مديرية القناوص، أغلب سكانه (السادة بنو المكين..) وفيه قبر الولي الشهير أبكر مكين.
( 25) أسمع شدة نفخ هذا العبد للقصبة (الناي) وأرى حجم واتساع منخريه اللذان يؤكدان قدرته على تخزين الهواء برئتيه ثم معاودة نفخه مرة أخرى.
( 26) وأرى ضخامة العنق والتفاف الأوداج واستعماله لفظ الجرين استعارة له من الجمل للإنسان فهو يشبه عنق العبد الذي يعزف الناي بعنق الجمل في ضخامته.
(27 ) لا بمعنى لو أن أو إذا ومدحله (مذحلة) أصابها الصدأ.
( 28) فإن نفخ هذا العبد شديد وساخن يخرج من فمه الهواء كهواء الكير يلين الصدأ ويذهبه.
( 29) هتمسينا: أي ستصيبني في هذا المساء.
(30 ) أي: لا عليك.
( 31) توزيه: توصله.
( 32) يزوع: ينهض. 
(33 ) يوشع: يقتحم ضرعها مرة ثانية.
( 34) يعيش: يرضع.
( 35) كيف مساؤك.) 
( 36) لتمع البرق وأنا أنظره.
( 37) أخال هذا البارق الذي التمع من جهة الشام بعيداً في دمشق والعراق.
(38) كأن الأفق البعيد الذي يلتمع منه البرق هو الأفق الذي يمكن أن تراه حين تنظر من تحت صدر راحلتك (ناقتك أو حمارك).
(39) لكأن ذلك الأفق لا يرتفع عن قاع الأرض إلا بمقدار ذراع.
(40) على أولئك الترك الضخام الأجسام (تاك) بمعنى تلك. والكوالية (السمان الضخام).
( 41) الذين يحتزمون بأحزمة العرق (العرك) نوع من الأحزمة المصنوعة من الجلد.
( 42 أرى في هذه الليلة مطراً على بلادكم (يقصد تركيا بلد القائم مقام).
( 43) لم تشرق الشمس في بلادكم منذ ثمانية أيام بسبب كثرة الغيم والمطر.
(44 ) مشرق: بابه جهة الشرق.
( 45زقاق: فتحة صغيرة على الباب لدخول الشمس إلى المكان (مخلفة/طاقة/لهجة/كوة) كلها تسميات في مناطق يمنية مختلفة لهذا الذي سماه بكير الزقاق.
( 46) امباب: يقصد به عند أهل تهامة القبل أو الحوش. قصرة رابية: شجرة نمت واخضوضرت وأهل تهامة غالباً ما يسمون الشجرة قصرة جمعها قصر، وهي فصيحة.
(47 ) لست أدري إن كان يكني عن صغر الأجنحة ولطفها بالورق أم يكني عن لونها السمني بلون الورق.
( 48) يسبرك: يودعك إلى خارج المدينة.
(49) زر: بمعنى شد وثبت والزناق: العروة التي يربط بها القميص وما شابهه.
(50) كب: أترك.
( 51 والإثنان اللذان تستعر بينهما العداوة.
( 52 أخواك يعقوب وإسحاق.
( 53 كانت عداوتهما (يعقوب وإسحاق) ظاهرة.
( 54) واليوم أبشرك أنهما قد اتفقا واصطلحا.
( 55 )حده: انظره. يتاورك: يلاحقك ويتابعك.
(56 ) عرد: رمى، حيده: حجره (الحيد هو الحجر) وحاق: أصاب والمقصود من هذا البيت إخبار الشاعر للقائم مقام التركي أنه كانت له حبيبة غادرها في تركيا وكان له منافسٌ عليها يريدها أيضاً فلما سافر هذا القائد إلى اليمن استطاع غريمه أن يستميلها ومن ثم خطبها.
( 57) وانظر إلى حجرة الوضوء التي كنت تتوضأ فيها ذلك مكانها (فيان مقمبرة معناه انظر أين موضعها).
( 58) اسم المسجد الذي كان يصلي فيه ذلك القائد في تركيا (والرواة يزعمون أن بكيراً عندما بدأ هذا البيت بقوله للقائد: -حد حجرة الوضو - أن القائد رأى المسجد وحجرة الوضوء ماثلين أمامه.
(59 ) وإذا أنت لم تصدق بعد ما أقول لك.
(60 ) اركب أنت على مهرتك (فرسك) امنجدية( نسبة إلى نجد).
( 61) وأنا سأرافقك ماشياً على ساقي لنذهب سوياً إلى بلادك (تركيا) حتى تتأكد مما أقول.
( 62) وإلا نمضي معاً على أقدامنا جرياً (ساق) بمعنى نجري إلى هناك.
( 63) أيحين:بمعنى متى وهي باللهجة التهامية (يحين) لاحظ مرة أخرى تصور الراوية للهجة القائم مقام التركي.
(64) من عندهم.

منقول من صحيفة الثورة اليمنية..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً