الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
"لا أكتب لتفهمي" - هشام المعلم
الساعة 15:47 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أنا ﻻ أكتب لتفهمي 
هناك الكثير سواي ممن لديهم تفسير مقنع لكل شئ 
 يتناولون مطابخ الساسة كما يتناولون وجبة كولسترولية دسمة عن "الكلاسيكو" .. 
و يعبرون مداخل "الحقول الذرية" كما يقيسون "ابعاد المجرات الجديدة".

 هم انفسهم من يستطيعون الإجابة على تساؤلاتك حول "الهندسة الجينية" و "الحقن المجهري" بنفس البساطة التي يلوك بها العامة أسعار "البيض" و "قبضة البرسيم" و "كيلو السمك".

 لن تجدي لدي مسلمات جاهزة و لا تحليلات منطقية و لا إجابات شافية لكل ما يعتمل في صدرك من شكوك .. 
هناك الكثير سواي يبيعون ذلك بأرخص الأثمان و يبتلعون ألسنتهم ك "حبة أسبيرين" حين يتعلق الأمر ب "المحبة".

 هم يعرفون كل شئ عن مدارس الإسلام السياسي كما تعد سيدة قهوتها في الصباح..
 و يفهمون ما الذي اراده التوحيدي اكثر من "التوحيدي" .. 
و يدركون نفسية المعري في اللزوميات أكثر من تلاميذه .. 
و تأويل "فتوحات ابن عربي" و "اشراقات السهروردي" 
و إرهاصات "عصر النهضة" و فلسفة "ابن رشد"..
 لكنهم لم يقرأوا سطرا واحدا في "طوق اليمامة".

هم ذاتهم  من ليس تعجزهم شكوك "ديكارت" وﻻ إضمارات "سارتر" لدار الآخرة .. 
و بكل يسر يمكنهم افحام " دويكنز" و كل من لف لفهم.. 
 يعرفون عن "الحداثة" و "مابعد بعد الحداثة".. و سيميائية العالم الرقمي. و كيمياء التفاعل عن بعد .. 
لكن زهرة لن يغمرها الندى  إن لامست اصابعهم.
 و بين غمصة عين و انتباهتها ستجدين في جعبتهم تأويلات لا تجانب الصواب  ل "نشيد الانشاد" و "الكوميديا الالهية"  يذهل  من بديهيتها "دانتي" بجلال قدره..
هكذا و بكل يسر كما ينهي راشد مسألة حسابية في مقرر "التعليم الابتدائي" .. 
صدقيني ليس لدي ما يشبع فضولك  فكواليس "عرب ايدول" ليست ضمن اهتماماتي..
 أما هم فيعرفون أين تقع "الخالة" بالضبط على الخارطة الجسدية  لأحد المتسابقين ..
كم هم عباقرة .. يحسنون الرعي في كل حقل .. لكنهم عمي عن "حقول المحبة" 
 باختصار مطول جدا 
أنا لا أكتب لتفهمي أكثر.. أنا اكتب لتحبي  أكثر.. 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص