الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
مقام الدخول ـ أحمد المعرسي
الساعة 21:15 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

مقام الدخول. قصيدة في مدح الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم 

بابي إلى اللهِ يا منْ بابهُ اللهُ
    
    يا سدرةَ النّورِ قلبي فاحَ معناهُ

لا شيء إلاَّكَ في المعنى وقال دمي:
    
    إنَّ الـمُحبِّينَ أسماعٌ وأفواهُ

لـمَّا وُلِدتَ وما الميلادُ مبتدأٌ
    
    فأنتَ للكَونِ أُخراهُ ودنياهُ

كُنتَ الذي شاءَ ربُّ النورِ -معذرةً-
    
    أطفالُ قلبي على قرطاسهم تاهوا

نورٌ على التّلِّ في قلبي... أراكَ بهِ
    
    ذاكَ الذي أنتَ حَوْل الطّورِ مأواهُ

هبني لمدحكَ من معناك سوسنةً
     
    فبابُ حُبِّكَ عندي العزُّ والجاهُ

لـمَّا وُلِدتَ: مَجازاً أنَّما سطعتْ
    
    روحُ البرايا وهل للِّروحِ أشباهُ

شُلّتْ يدُ اللَّيل.. قُل ما شئتَ يا ثملاً
    
    بحبِّ طه فما في الحرفِ إلاهُ

ولدتَ والكونُ في رِحْمٍ يطوفُ بهِ
    
    كُفرٌ ضروسٌ زنادُ الشركِ أذكاهُ

وَجُبَّةُ الرُّشدِ تستلقي عِمامتُها
    
    ونورسُ العقلِ مجروحٌ محيَّاهُ

والليلُ مِن قابِ قوسِ الشِّركِ مدَّ يداً
    
    ما أدركَ القومُ سرَّ المصطفى ما هو

يا أشرفَ الخلقِ ميلاداً فتاكَ فتىً
    
    طارت بحبِّك في الدنيا مطاياهُ

هبني مِن الحبِّ كأسَ القُربِ إنَّ فمي
    
    ظامٍ وفي القربِ كأسٌ كمْ تهجَّاهُ 

يا من تَقَزَّمَ في معناكَ كلُّ فمٍ
    
    هبني من الشعرِ ما تهوى وترضاهُ

فأنت سرٌّ وما الأسرار كاشفةً
    
    سراً يدُ اللهِ في الأسرارِ مسعاهُ

روحي بروحكَ موصولٌ فداكَ أبي
    
    يا من حناياك للمعنى حناياهُ

مالي أُقاربُ ظِلَّ المدحِ مجتهداً
    
    ما أبعدَ الشعرَ عن قلبي وأدناهُ

ما كان أحرى بقلبي أن يقولَ: غدا
    
    لكنَّما أنت من للبوح أهداهُ

إنِّي أحبُّكَ منذُ الغيبِ يا زمناً
     
    الغيبُ واللوحُ والأقلامُ مسراهُ

يا من ولدتَ وكفُّ الكافِ باسمةٌ
     
    والنونُ ينسابُ في نورٍ تغشّاهُ

ما أنتَ إلاَّكَ سيلُ الشعرِ بين دمي
    
    يقولُ: إنِّي فتىً ظامٍ وتوَّاهُ

لي من حروفي عناقيدٌ مكهربةٌ
    
    ولي فضاءٌ سنا معناك مجراهُ

أسوسنُ الشعرَ ما شاءت مخُيِّلتي
    
    لكنَّهُ الآن يخشاني وأخشاهُ

 
لكنَّما أنتَ مَدُّ المدِّ مُدَّ فمي
    
    انثرْ لقلبي حبيبي ما تمنَّاهُ

ما أنتَ إلاَّ مدارُ الغيبِ مكتملاً
    
    يا من فمُ الجاهِ معقودٌ بيمناهُ

لـمَّا سطعتَ أبانَ الفجرُ غُرَّتَهُ 
    
    واختارَ ليلُ سوادِ الشركِ مثواهُ

أنتَ الصلاةُ التي في نورِ بهجتِها
    
    صلى عليكَ بأندى بَوْحِها اللهُ

صلى عليكَ وصلى كلُّ مجتمِعٍ
    
    باللهِ روحاً وكلٌّ قال: رباهُ

لكنَّما في يدي هجسٌ يفوحُ شذىً
    
    اللهُ في حرفيَ الموزونِ ناداهُ

اخلعْ: ولاحتْ عصا معناي ظامئةً
    
    يا واديَ الشعرِ ماتَ الحرفُ لولاهُ

اخلع: وذابت حروفُ القلبِ في ألقٍ
    
    من المعاني وأنت الحرفُ، نصّاهُ

نورٌ تساقطَ من غيمٍ وسنبلةٌ
    
    تَفْتَرُّ نوراً، ونورٌ فَاغِراً فاهُ

وغيبُ أرواحِ أنفاسٍ مُصلِّيةٍ
    
    اللهُ في سِرِّهِ المكنونِ أبقاهُ

ما كان أشرفَ ميلادَ الحبيبِ، فمي
    
    غَرِّدْ بيومٍ فؤادي كم تغنَّاهُ

إنِّي لَأُخلَقُ ما مَرَّتْ بذاكرتي
    
    ريحٌ تصلي وقلبٌ ضمَّ تقواهُ

ونور طه محيطٌ بالوجود وكم
    
    بين المحبين من قلبٍ تلَقَّاهُ


فيهِ يدُ اللهِ تلقي منه رَحْـمَـتَها
    
    أرى بحبِّك شيئاً عزَّ مرآهُ

كُلُّ المرايا مقاماتٌ مزوَّرةٌ
    
    وأنتَ يا أنتَ سِرٌّ مِن مراياهُ

يا مُهجةَ الكونِ ما ماتتْ ولا وُلِدتْ
    
    روحٌ لِروحٍ أقام الكونَ جنباهُ

فأنتَ ميلادُ كُلِّ الناسِ قاطبةً
    
    ومن تسامى بِطه طابَ مرقاهُ

لا ينصف النور مثلي يا صباحَ فمي
    
    فطفل حرفي كواه الحزنُ والآهُ

صلى عليكَ إلهُ النّورِ يا أملاً
    
    معارفُ الغيبِ بعضٌ من سجاياهُ

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص