الجمعة 29 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024
أيها الملاك - عبدالرحمن دغار
الساعة 20:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


سلام عليك وأنت ترتل حبنا في محراب الصمت والحنين والشوق، سلام عليك وأنت بلا روح ﻷنني بعيد عنك كما أنا كتمثال مسند على جدار، أنت يا أول الحب الذي لم يكسر زجاجة القلب ويا أول المطر الذي لم يجرف طين الروح ويا أول النهايات السعيدة وخاتمة البدايات الشديدة، سلام عليك وأنت تعلمين النهر كيف يجري على رمال الروح وتوحين للقمر كيف يضيء عتمة الحياة وتهمسين للزهر كيف ينشر عبيره في اﻷفق، سلام عليك وأنت توقظين الصباح في عيني وتعزفين الموسيقى في مسامعي وترتلين الحب في محراب قلبي، سلام عليك يا لجة البحر وأنت تتماوجين في شواطئ العمر وهدير موجك يعزف نغمة البحر على وتر الشاطئ،
 

بغيرك ياحبيبتي أنا غريب كغربة اﻷنبياء حين لا يجدون أحدا يؤمن برسالاتهم.فوحدك أنت من ءامنتي بي وبرسالة حبي التي جئت بها ﻷخرجك من ضيق الوحدة إلى سعة الأنس، 
ياحبي الذي جاء من آخر تنهيدة حزن وأخر دمعة ألم وأخر قصة عذاب فصرت لي أول نهدة حب وأول دمعة فرح وأول قصة سعادة.يا وجه الضوء الذي أراك في كل جهات الأرض وكل وجوه النساء وكل جميل،
في عين كل إمرأة أرى وجهك ضاحكا وعينيك باسمتين يتماوج فيهن السحر،وأراك في كل نبضة حب ينبضها قلبي بك،

 

أراك في كل ما يعجبني وأسمعك في أنفاس الموسيقى وأشتمك في رائحة العطر 
أراك في ألوان قوس قزح وشمس القرية بعد المطر وإخضرار مدرجاتها وأراك في شلالات بني مطر ودار الحجر ومساء صنعاء الهادئ بين أحضان نقم وعصر وأسمعك في صوت فيروز ونغم أم كلثوم وفي أول إحساس الغرام لبلقيس أحمد فتحي وأشواق وحنين محمد عبده ومطر مطر ﻷيوب طارش ويا ليتني في جباكم للحبيشي وأشتمك في مشاقر القرية وعطرك الذي أهديتيه لي يوم عرفتك وفي رائحة خبزك، أراك في العين وأسمعك في القلب وأشتمك في الروح،
أنت يا ليلى ولبنى وبثينة أنا مجنونك وقيسك وجميلك، أنا الوطن الذي آوى قلبك وفتح لك كل حدائقه وبساتينه لتطوفي وتمرحي وتسعدي فيهن.
سلام عليك وأنت اﻵن تملئين قلبي بالضوء وتكتبين ملحمة حبنا بالعطر وتعبرين بقلبي نحو النقاء بعيدا عن الغبار وعن ضجيج العالم المصاب بداء الصراع والموت، 
فقولي لقلبك أني ءآمنت بك من أول حب،

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص