الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
ورَجَعْتَ؟! - يحيى الحمادي
الساعة 13:56 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

ورَجَعْتَ؟! قُلتُ: رَجَعتُ يا حُزنُ
أَتُراهُ يَهجُرُ جذرَهُ الغُصنُ؟!
.
عَبَثًا أُحاولُ أَن أَفِرَّ إِلى 
جهةٍ سِواكَ تُصِيخُ أَو تَرنُو
.
وأَعُودُ مُنطفِئَ الفؤادِ.. كما
جَسَدًا يَعُودُ لِأُمّهِ الابنُ
.
قَلَقِي مُقيَّدَةٌ لُغَاهُ, يُنَا
شِدُنِي.. وكُلُّ جَوَارِحِي أُذْنُ
.
ويَدَايَ عالِقَتَانِ بَينَ دَمِي
وفَمِي, ونِصفُ دَقِيقتي قَرنُ
.
عَدَمًا تَلُوحُ لِيَ الحَيَاةُ, فَلا
هِيَ هامِشٌ فَيُرَى, ولا مَتنُ
.
بسِوى فَضَائِكَ أَنتَ أَجنِحَتي
حَجَريَّةٌ, ومَخَالِبي عِهنُ
.
سَهِرَت على لَهَبي النُّجومُ, وكَم
رَقَدَت وجَمرةُ أَضلُعِي الحِضنُ
.
ومَحَا خُطُوطَ يَدِي السَّلامُ على
سَفَرٍ يُطِلُّ.. وغُربةٍ تَدنُو
.
أَأَقُولُ: يا زَمَنِي بَخِلْتَ؟! وهَل
هُو (حاتِمٌ) لِيَجُودَ, أَو (مَعْنُ)؟!
.
بِفَمِي اكتَفَيتُ مِن السَّرابِ, فلا
ظَمَأُ الرِّمالِ أَخِي, ولا المُزنُ

*****
 

أَنا ما طَرَقتُكَ إِذْ طَرَقتُ ولِي
جَبَلٌ أَلُوذُ بهِ.. ولِي رُكنُ
.
لِيَ أُمَّةٌ نَعَقَ الغُرَابُ على
شُرُفاتِها.. فَتَزَايَدَ الدَّفنُ
.
وغَدَا لِقَتلِ أَخٍ يَكِرُّ أَخٌ
بحَنِينِ مَن زَرَعُوا ولَم يَجنُوا
.
وبرَايَتَينِ.. وما تَيَسَّرَ مِن
صَخَبِ الفَرَاغِ تَنَاثَرَ الحِصنُ
.
ونَمَا لِكُلِّ خُرَافَةٍ جَسَدٌ
ولِكُلِّ زَوبَعَةٍ نَمَا ذِقنُ
.
فَتَكاثَرَت بُقَعُ الدِّماءِ على الـ
ـجَسَدَ العَلِيلِ.. وقَلَّ مَن يَحنُو
.
ولِأَنها ارتَضَتِ الهَوَانَ غَدَت
زَبَدًا.. أَخَفَّ مِنِ اسمِهِ الوَزنُ
.
وتَسَاقَطَ "الشَّرَفُ الرَّفِيعُ" على
دَمِها.. فَأَينَ مِن الدَّمِ الحَقنُ!
.
صَدِئَت سُيُوفُ "بَنِي النَّضِيرِ" ومِن
عَرَبٍ على عَرَبٍ غَدَا الطَّعنُ
.
وإِذا انهَزَمتَ بِمَا انتَصَرتَ بهِ
فَعَلَيكَ قَبلَ عَدَوِّكَ اللَّعنُ

*****
 

فَقَدَ اسمَهُ الحَرَكِيَّ شارِعُنا
ودِيارُنا فَقَدَ اسمَهَا الأَمنُ
.
فَقَدَت مَلامِحَها القَصيدةُ يا 
زَمَنَ النُّزُوحِ, وأَوجَعَ اللَّحنُ
.
فَقَدَت عُرُوبَتَها العُرُوبَةُ.. مُذ
نَأَتِ الخيولُ, وحَلَّتِ الهِجْنُ
.
وقَفَت لِتَقرَأَها القَصِيدَةُ فاخـ
ـتَنَقَتْ, وحَدَّثَ بالأَسَى الجَفنُ
.
مُدُنٌ مُهَشَّمَةُ الرُّؤوسِ إِلى
سَفَرٍ تَحِنُّ, وغُربَةٌ سِجنُ
.
وقُرًى تَصَارَعَتِ الذئابُ على
دَمِها الجَرِيحِ فَنَالَهَا الوَهْنُ
.
مُهَجُ الرِّجالِ ذَوَتْ.. وما نَبَسَت
بِأَسًى شَجَاعَتُها ولا الجُبْنُ
.
وعلى القِيَامَةِ أَن تَقُومَ إِذا 
أَكَلَتْ جِبَاهَ رِجالِها البَطنُ
.
وعلى القِيَامَةِ أَن تَقُومَ إِذا
حَسُنَ القبيحُ وقُبِّحَ الحُسنُ
.
وعلى القِيامَةِ أَن تَقُومَ إِذا
مَرِضَ الدَّوَاءُ.. ودَاؤُنا نَحنُ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 3-3-2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص