الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حوار مع الكاتبة والإعلامية سماح عملاق - حاورتها أحلام العزب مع عبدالكريم الخياط
الساعة 14:14 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



نستضيف في أمسية الليلة تحت عنوان ( مواهب شابة ) القاصة والروائية والإعلامية الشابة سماح عملاق التي سنطوف  معها في شريط الذكريات ؛ لنتعرف عليها عن قرب من خلال الموهبة ،والكتابة، والآمال، والطموحات ..
وعبر أثير المنتدى الفكر  نحيي تحية المحبة ، والمودة ، والإجلال  كل أعضاء المنتدى الذين نأمل منهم التفاعل مع أمسياتنا. .

 

🎙 نرحب بالقاصة المبدعة سماح عملاق في هذه الأمسية .
هي فتاة ضمن أسرة تستقرّ في مدينة إبّ - السياني ،
نترك لك الحديث عن القرية والأسرة والنشأة ،والدراسة ..

مرحبًا بكم ، وبأحرفكم اللازوردية المنثالة عطرًا في هذا الرحاب الضّخم ..
عمّ أحدثكم ؟ 
عن عينيّ الطفولية التي ألفِت مشهد تموّجات الزرع النضر صيفًا ؟.
أم عن الانسياب المتراقص لشلال "نخلان " الزلال؟ .
عن بساطة ، وطيبة سكان الريف الذين ترعرعتُ بين ضحكاتهم؟ 
أم عن مدرستي الجميلة "الفجر الجديد " التي نبغ منها كل المتميزين في شتى المجالات ؟  
نشأتُ في كنفِ رجلٍ لايوئد البنات بالحياة كما كان سائدًا في قريتي أيام طفولتي . 
علمني بأن صوت المرأة ذو قيمة في حال أدركَت هدف انطلاقه ، وأن رأي الفتاة مقدّس ، وقناعاتها جليلة ..
علمني - أبي - فنّ الاختلاف ، وأغرقني في فنون التأمل ثم دعمني ماديًّا ، ومعنويًّا بالكثير حين اكتشف موهبتي بالكتابة ، ولازال سقف مصروفاتي يرتفع بقراءاته لتعليقات الكبار ، وإيمانهم بموهبة ابنته .

 

🎙 لكل موهوب بدايات ،فهل تظنين أنك تملكين الموهبة ، أم أن القراءة صقلت موهبتك في الكتابة ؟
🏻الموهبة ، والقراءة عينان في وجه الإبداع ؛ كلًا تكمّل أختها ، فبضعف الإطلاع يكتب الموهوب بسطحية ، وبدون الموهبة يكتب المثقف بإجهاد ، وباجتماعهما يتغلب المبدع على أي تشويه قد يظهر في وجه إبداعهُ الجميل . 
أزعم بأنني أمتلك قدرًا من الموهبة ؛ فكتاباتي انطلقت قبل قراءاتي بسنين . 
لكنّ القراءة هي من صقلت موهبتي ، ولازالت تتقدم بخطىً واثقة مع كل كتابٍ جديدٍ أقرأه.

 

🎙 من ينظر لسيرتك الذاتية،تذكريننا بالكُتّاب الأوائل الذين يبدؤون في الكتاتيب ،فهل كان الدافع لحفظ القرآن الكريم شخصيا ،أم دافع من الوالد والأسرة،وماهي الفائدة التي أثرت كتاباتك من خلال حفظك للقرآن الكريم؟؟
🏻هدايتي التوفيقية -إن وُجدت-دعمتها هداية الإرشاد على الثبات . فتحتُ عينيّ ؛ لأسمع من حولي يتلون كتاب الله ؛ فتعلقتُ روحيًّا بهِ أيما تعلّق .
بدايات حفظي للقرآن كانت جوفاء ؛ فحين كنتُ أقترب من والدي لتسميع وِردي اليومي ، كان يسألني حينًا عن معنى آية ، وعن سبب نزولها ، وعن اختلاف القرّاء في نطقها ، وحينًا يشرد بي إلى إعرابها النحوي ، وتشكيلات الكلمات الإملائية.. لهذا كنتُ أقضي نهاراتٍ باحثة عن آيةٍ تستوقفني ، وأوقف رحلة حفظي حتى أشبع نهمي .
ربما ، كان منهجي في حفظ الفرقان هو من أخرني عن ختمهِ المأمول ، ولاضير في ذلك .
"مازاحم القرآن قلمًا إلا باركه " فأي قارئ سيجد انعكاس التصاوير القرآنية جليًّا في كتاباتي  لاسيما فصلي الحادي عشر في رواية "كهنوف".

 

🎙هل خوضك في الكتابة الشعرية- مؤخرًا - للَمّ أطراف الشتات الأدبي عند الأديبة سماح عملاق ،أم هو تحدٍّ جارٍ مع النفس الخوض فيه ليستوي على سوقِه  ؟؟
🏻ماذا تقصد بلفظة "شتات " ؟
من ناحية .. كلما تفرّع الأديب في كتاباته ، ومواضيعه كان أقدر على التعبير عن الحياة بإحاطة من وجوهها المتعددة.
أما الشتات من ناحيةٍ أخرى الذي قد يعبّر عن التخبّط ، والضياع ، لم أجربهُ من قبل ؛ فأنا أعي غايتي ، ورسالتي في الحياة .
خوضي للتجربة الشعرية هو هاجسٌ راودني منذ عهد الطفولة بإتقان علم الأوزان الشعرية ، كي أنتقد عن معرفة ، وأكتب باستقامة لفظية ؛ فاهتمامي بالنقد هو من دفعني لذلك فضلًا عن موهبتي الكتابية التي لاتتقيّد بأي جنسٍ أدبي.

 

🎙(لنكتب كي لانكتئب ياأصدقاء؛ 
الحرفُ في زمن الحربِ نجاة ) هذه مقولة لك. .
ألا ترين أنك تقفزين على واقعك ،الناس في حرب،ومآسٍ تحيط بالمواطن اليمني ،ومجاعة، وفقر، وانقطاع رواتب ؟
 فهل كتابتك بالضرورة أن تكون فيما يدور حولك أم أنك تهدفين لشيء آخر ؟

🏻ألا ترون بأن الواقع الحالك يسبب الاكتئاب؟!
  والكتابة في نظري نجاة .. نتجه لأوراقنا كي نفرغ فيها دواخل أنفسنا المثقلة بالهموم ، لعلّ ما يؤيد كلامي المواهب الكثيرة التي أفرزها هذا الواقع البائس ..
كم كتب الدكتورَين معاذ الحسني ، وتامر الأشعري في رثاء الراتب الراحل ، كم نزلت من قصائد للشعراء حول الوضع الاقتصادي البائس وكم وكم ..
إذًا .." الحرف في زمن الحربِ نجاة"
وهنا أستند بمقولتيّ ماركيز " الكتابة لذّة ، وعذابٌ أيضًا " ، " لايوجد في روايتي سطر واحد لا يستند إلى واقع " .

 

🎙 لك وجهة نظر في الأديب إذا تعصب ،أو تحزّب،أو تكبّر ،فقد خان رسالته. ."
من هو الأديب الحق من وجهة نظرك؟؟

🏻طلاقة حرفكَ -كـ أديب - هي أمانة في رقبة كل تجربة أدبية تنوي شقّ غِمارها ؛ فالتحزُّب ، والتمطوف ، والتمحصر في بوتقةِ أيّ فكرٍ ضيِّق هي من مكبِّلات الإبداع الحر .
الأدب الإنساني - في رأيي - دواءٌ بنّاءٌ لايوقفه مترسُ أوجاع أي قلبٍ نابض ، ولاتجرؤ على البروز أمام معانيهِ عقبات الأيديولوجيات المختلفة .
الأديب - ياحضور - مرهف الإحساس ؛ تستوقفهُ ريشةٌ ما "تمتنِسُها " بنات الرياح حين تلعب في منتزهات الفراغ "كرة التّنس " وبمجرد ظنّ الرّيشة بأنها فلتت من مشاكسات ذرات الرياح تكتشف أنها وقعت في شركٍ أعمق كأن تعلق بين أغصان شجرة عِلبٍ شائكة .
إن أردتَ أن تغدو أديبًا يجب أن يسمِّرك مشهد نملةٍ تعاصرُ حبّة الذرة خاصّتها لتنهض.
الأديب - أيضًا لاحصرًا - جامح الخيال ؛ يتجاوز واقعهُ المرّ سنينًا ضوئية ، ثم يستعيد أدراج خيالاته بهدوءٍ لايلحظهُ سوى القارئ المتمرِّس ؛ فيجمع بين الشعور البردي ، والاستشراف الورديّ، والعلاج الودّي للمشكلات المجتمعيّة القائمة .

 

🎙 ( لأَن تطلبَ من صاروخٍ عالقٍ قبل وقوعه في الهدف التوقف-للتفاهم- برهة ، 
أكثر تعقّلًا ..
من أن تحاور متزمّتًا ؛ لتقنعَهُ بأنّه على خطأ !!!) 
هل تخضعين قولك هذا على كل أطراف التنازع في اليمن ،أم أنك تسقطينه على طرف واحد دون غيره؟؟

🏻هذا يعتمد على حيز تواجد التزمّت ..
جميعنا يدرك بأن المتزمتين متواجدون في كل طرف (يميني و يساري ) وحتى في الوسط لاتعدمهم .
تثبت التجارب بين أوساط المثقفين ذلك ؛ جلّهم يدّعي العصمة ، والكمال.
أقصد التجربة عمومًا ، ولاأقصد طرف ، أو مجال محدد للمحاورة .. فالحياة بشكلٍ عام تقوم على التفاهم بين مخلوقات الله . لم يسبق أن تصادمت الأنجم في السماء لنقاشاتٍ دارت بينها ، رغم أنها تكتلات نيران ، فهي تعيش ساميةً بسلام كلًا منها في فلك .
لو لم تتمايل في طرقها ، لانتهت الحياة .

 

 

🎙 الوكزة الغاضبة تضاهي ألف صاروخٍ من صديق.
والقنبلة العنقودية هي ضحكة ساخرة من عدو . 
بعضهم يقول : إن هذا الأدب الذي تذيّلينه تحته لفظة (  عملاقيات ) نوع من الفانتازيا اللفظية..؟؟

🏻لاعلاقة للفنتازيا بذلك ..
هي إشارة لانتساب المقولة لي ، فأنا أنتمي لعائلة 
(آل عملاق) وهو لقب حقيقي وليس مستعار كما يظنّ الكثير .

 

🎙هل الجنون يصل أحيان  لخلق الإبداع؟ من باب (الجنون فنون) ؟
وأنت قلت:  (قد ترى جنونك يعتلي عرش  العقلانية. ..) ،وفي موضع آخر قلت : ( وماهو جنونٌ اليوم سيغدو عين العقل في المستقبل ).

🏻كتبتُ في سياقٍ ما :" قد ترى جنونك يعتلي عرش العقلانية ، في اللحظة التي يرون فيها عقلانيتكَ قد حطّمت أوصال الجنون" .
وفي سياقٍ آخر : " ماكان محظورًا بالأمس أصبح اليوم واقعًا مُعاشا ، وماهو جنونٌ اليوم سيغدو عين العقل في المستقبل ".. 
ومالإبداعُ إلا جنون .
 جنون الأديب لايعني اختلالًا أو انحلالا .. هو عضلتهُ الدماغية التي تعجز أمامها كل القيود عن الصمود .
ولشمس الأحرفِ دفءٌ يذيبُ جليدية الابتكار ، ويعينها على الحركة ، هذه الشمس لايحدّها مكانٌ ، ولايحصرها زمان ، والأهم أنها لاتبخل بمدّ أشعتها إلى أي إنسان ؛ فالابتكار عالمي ، والإبداع الحقّ يجب أن يكون إنسانيًا .

 

 

🎙 " رواية كهنوف " تجربة روائية فريدة حيث ساهم في كتابتها مجموعة من الكُتّاب اليمنيين والعرب قرابة العشرين كاتبا. 
وفي قراءة للدكتور محمد مرشد الكميم وصفك في كتابتك للفصل الخاص بك:  ( وتصل إلى ذروة الإدهاش والإبهار في اللغة الشعرية وفي العجائبية وفي الفنتازية والخيال العلمي والحمولة المعرفية الروائية والميتاسردية والترميزية ). 
هل من خلال ماقاله الدكتور الكميم عنك نستطيع القول : إنك أصبحت تملكين أدوات كتابة الرواية عموما أم في الرواية بالأسلوب العجائبي؟؟

 

🏻يحقّ لحرفي رفع قبعتهُ المتواضعة لشهادة ناقدٍ قديرٍ كالدكتور : الكُمَيم. ومن قبيل العرفان لاأجد مصطلحات امتنانٍ تليق بمن شجعني على خوض مغامرة جريئة كهذه مع كتّاب كبار من أربع دول عربية .
كهنوف ، كانت تجربتي الأولى مع الكتابة الروائية عمومًا ، وبالأسلوب الغرائبي خصوصًا  ؛ علّمتني الكثير .
لن أنسى إيمان المؤمنين بموهبتي الكتابية ، وبقدرتي على إتقان الكتابة بالأسلوب الصعب على أغلب الروائيين . 
منهم ..
الدكتورة الفاضلة :حفيظة قاسم سلام، والدكتور القدير :أحمد قاسم أسحم . والمتميز جدًا :الشيباني محمد  والقاص الرائع : مروان الشريفي ، وصديقتي المبدعة : هبة الطيار 
أما الأخير فلن توفهِ لغات الشكر حقه ، وقف بجانبي - دومًا - وكأنني ابنته تحفيزًا ، وتوجيها؛ يمدّني بالدروس الكافية لأن أتعلم صيد أخطائي بدلًا من تسوّل سمكةَ مراجعٍ مع كل تجربة كتابية.
أستاذي الأجلّ : 
عبدالكريم الخياط .
لن أزعم بأنني وصلتُ للاحترافية في الكتابة العجائبية بناءً على تجربتين ، ولن أحصر قلمي على هذا الأسلوب الوافد ، الممتع .
قلمي المبتدئ لازال يُصقل حرفًا بعد حرفٍ ، ومعنىً بعد معنى ، ولن يتوقف عن التعلم إلا بعد ذوبان حرفي في ذاكرة الأجيال ، وإسهامه في تشكيل الشخصية الإنسانية القويمة بحسب وصاياي التي أودعتها في أذنيهِ همسا.

 

 

🎙أظهرتِ إعجابك بالكاتب النرويجي ( جوستاين غاردر)،وبالأمريكيين ( جون شيفر ،وجون أبدايك) وإن كان الأخير رأي الأمريكية(  كاثرين سباكرن) ،متى بدأت قراءاتك للرواية والقصة عربيا وغربيا...؟؟ ومن هم الكُتّاب الذين تأثرت بهم في الكتابة القصصية والروائية؟
🏻جوستاين غاردر موسوعة مذهلة في ورق ، روايتهُ الأسطورية (عالم صوفي ) أغرقتني في بحر الفلسفة ، وأشبعت نهمي .
أما رأي كاثرين سباكرن الذي اقتبسته في عبارة راقتني في كتابها (موجز تاريخ الأدب الأمريكي ) والتي لاأذكر ماهيتها المنشورة- في صفحتي الفيسبوكية -
لاتكفي لأن أبدي إعجابي بالثنائي( چون شيفر و چون أبدايك ) ؛ فأنا لم أقرأ لهم ، وآمل أن أحصل على كتاباتهم يوما .
لاأخفيكم سرًّا ولاأبالغ ، قرأت بعض الروايات بعد توقف جامعتنا جرّاء الحرب بتاريخ 26/ 3 / 2015 ..
وكنتُ قد التحقتُ بها بتاريخ 14 /9/ 2014..
توقفنا قرابة عامين ، وكنتُ حديثة معرفة بالشبكة ، واستخداماتها  فاطّلعتُ على الروايات الإلكترونية التي قدمها لي العالم الافتراضي بحكم الفراغ.
وبحكم حياتي الريفية البسيطة تعودتُ أن أقرأ كل ما يقع في يدي من مجلات ، وصحف ، وبعض الكتب القديمة المتوفرة آنذاك ، و لم أقرأ إلا بعد الثانوية الكتب المتنوعة في معهد تحفيظ القرآن الكريم بذيشرق .. أما الرواية فأنا حديثة عهدٍ بها قراءةً ، وكتابة ، ولعلّ في ذلكَ خيرًا.
ممن تأثرتُ بهم قصصيًّا محمد عبدالولي ، وزيد مطيع دماج ، ومن المعاصرين الشباب ..
حامد الفقيه ومروان الشريفي ، ورائد الحسن ، وانتصار السرّي ، وفاطمة الوهيدي ، وابتسام القاسمي.
وروائيًّا.. أليف شافاك ، وماركيز ، ونجيب الكيلاني ، وباولو كويلو ، وأدهم شرقاوي ، وأحلام مستغانمي وغيرهم.

 

 

🎙 لك مقولة : ( لم أُخلق لمعالجة بعض العقول ، لكنني أستطيع مراعاة تخلّفها ) ،
وهنا بعضهم يتهمك بالغرور ،وبالتعالي ،وبأنك تنظرين لهم باستعلاء. .
بينما مهمة الأديب هي النزول إلى مستوى أفهام الناس والتعبير عنهم بأسلوب راقٍ يلامس الوجدان.

🏻من باب ".. إنّكَ لاتهدي من أحببتَ .." راقتني هذه المقولة ؛ لن تعدم أشخاصًا يستهلكون أعصابكَ ، ويتغذّون على وقتكَ ، وجهدك ، ونتائج حواراتكم  محاصرة مسبقًا بطرقٍ مسدودة..بهذا أنا أراعي تلك العقول ، وأشفق عليها بانسحابي ، لأنني لو استمريتُ في المقارعة سأُتّهم بالتكبّر ، والتزمّت ، وأخسر أقرب الأقربين !.
أليس من التواضع ، والنضوج أن تتعايش مع من حولكَ ، وتشعرهم بمكانتهم في قلبك رغم قناعاتهم البائدة ؟

 

🎙 بينما نحتفل بالذكرى السادسة لثورة ال11 من فبراير ،ماذا تعني لك تلك  الثورة الذي عبرت عنها بقولك : ( يكفي للبركان فخرا أنه كسر حاجز الصمت ،وحطّم غل الخوف ...ونفض غبار اليأس ...)؟؟؟
🏻" ..يقولون : 
-ماذا صنعت ثورتكم ؟!
- وماذا أنجزَ بركان الغضب ؟!
يكفي للبركان فخرًا أنّهُ كسر حاجز الصمتِ ، وحطَّم غلَّ الخوف ، ونفض غبار اليأس ؛ ليكشف للعالم كل عيبٍ سترتهُ قشرة الأرض الهشَّة في حنايا جوفها.."
ثورة11فبراير : نقطة تحول فاصلة في تاريخ اليمن ، ألقت على أعيننا المقفلة -عنوةً - قمصان الوعي ،و أدلَتنا من جبِّ الخوف ، ثمّ نسجت شباكها العناكبيّة على غارنا المملوء بالثعابين فكنّا بين خيارين أسلمهما حرب ، إما نكتم آلام قرصة ثعبانٍ حمانا من أذىً خارج الفتحة ، وإما أن نستسلم لقريش العصر المتمرسة في عنق زجاجة التطلعات الشبابية ..لكم أن تتخيلوا ماهية خياراتنا اللاتي لم تتحد ، وفرقتنا هي من أوصلتنا لهذا الحال.

 

 

🎙تم تعيينك مسؤولة الانضمام في  مجموعة ( وميض الفن في فن القصة الومضة- اليمن ) ،متى ظهرت تباشير فن الومضة ؟؟
وما وجه التشابه بين القصة القصيرة جدا ،وبين الومضة ؟

🏻 ظهرت تباشير الجنسين القصصين في مطلع القرن الماضي عربيًّا ، ومنذ قرابة قرنٍ ونصف عالميًّا .
كلاهنّ تجسدان بعدًا رمزيًا للأدب في عالم التقنية الذي تأسس على العلاقات الإجرائية المتسارعة ،  والإنجاز المتقادع جرّاء عصر السرعة .
هناك من يذهب إلى أنّ العلاقة بينهنّ لفظية بحتة أي مجرد تباين مصطلحي لجنسٍ واحد ، ومن النقاد من يرى أن هناك تمايز أجناسي بينهما ، وأنا أذهب مذهب الرأي الأخير .
أوجه التشابه:
كل من القصة القصيرة جدًا والومضة القصصية تعتمدان على أسلوب الاختصار ، والتكثيف الدلالي والإيحاء الرمزي ، والمفارقة ، والخاتمة المدهشة .
لغتهما متقاربة معجميًّا ، وبنيتهما الأسلوبية متشابهة إلى حد كبير.
كلا الفنّين القصصيين يوظّفان المشهدية مع التقليل من حضور الفضاء المكاني مقابل التركيز على الإيحاء الفكري.
الجنسان يمارسان نقدًا حادًّا للبنية الأيديولوجية والمجتمعية في ظل الوضع العربي المتشظّي.
لكننا نلاحظ أنّ :
الومضة القصصية شديدة الاختصار بحيث لا تتجاوز ثمان كلمات بحيث تحيط بالفكرة وتحوي سببًا ، ومسبّبًا فيما يمكن أن تصل كلمات القصة القصيرة جدًا إلى خمسين كلمة  .

 

 

🎙 من قولك:  ( لم نعد نحلم بغزو زحل ...) إلى قولك في إحدى قصصك القصيرة. : ( لاتحلم بالطيران ...).
هل يمكن لنا أن نقول إن أحلامك،وأحلام الشباب توقفت عجلتها ،أم أن أحلامك حبيسة للعام 2049 هذا التاريخ الذي له سيكون له ذكرى قادمة. .؟؟

🏻ومتى حلمنا بغزو زحل ؟!
روسيا الاتحادية تحلم بأن تسكن المريخ .أما تليسكوب وكالة ناسا الأمريكية فقد اكتشف قبل أيام مجموعةً شمسيّةً أخرى تحوي كواكب ثلاثية صالحة للحياة .
 وأوطاننا المكلومة أنهكتها سياط الصراعات المذهبية ، والطائفية ..
أنا أعبّر عن أجنحة أحلامنا الجريحة ، والتي لازالت تتخبط نازفةً كي تعلو ، وتطير ..
الأجدر بأجنحة أحلامنا - أستاذي - أن تحلم بالسلام ، والوئام ؛ كي تتسنى لها هدنةً صادقة تداوي خلالها جراحها المفتوحة قبل أن تسمو ..
فطيرانها بحالتها الرثّة ليس طموح بل انتحار ..

أما بالنسبة لعام 2049 هو في علم الغيب ، ومن مخيلة أستاذي القدير : عبدالكريم الخياط 
الذي تفاءل فيه لتلميذتهُ : سماح عملاق بنيل جائزة نوبل للآداب ..لاتهمني الجوائز ، ولاألهث وراءها ..مع ذلك أقدّر ثقة المقدرين للحرف الوضّاء ، وأشكركَ أستاذي لتحفيزكَ الفريد ، وتفاؤلكَ الكريم .

 

للذكرى
" توقعات الأستاذ 
عبد الكريم الخياط
 عن مستقبل تلميذته:
سماح عملاق
23/4/2014

هاهي الكاتبة يكسو خصلات شعرها اللون الأبيض متدلية على عينيها ، وغالبية شعرها أسود اللون وبعضه لايزال الحناء عالق به ، والجميع ينظرون إلى هذه الكاتبة التي بدت عليها سحنات تضاريس بلدها ، فيها من الحزن ، ولكنها تحظى بابتسامة لاتشابهها ابتسامة أخرى إلاّ موناليزا دافينشي ، الكل في صالة الاحتفالات الكبرى في استوكهلم في السويد ونحن في العام 2049 م 
ينتظرون سماع كلمة الروائية اليمنية الدكتورة سماح عبدالجبار عملاق ، الفائزة بجائزة نوبل للأدب عن روايتها ( حرب على الطريق ) التي تناولت الحرب الأهلية والتي كانت السعودية آنذاك داعمة لما كان يسمى الشرعية والتي استمرت من عام 2014 حتى 2018 ، وهذا مايذكرنا بقيام الحرب العالمية الأولى التي قامت من 1914 حتى 1918م..
تحدثت الفائزة باللغة العربية في نص كلمتها ، وأكملت ماتبقى بلغة إنجليزية رائعة أدهشت الحضور حينما تحدثت عما ذكرته عن بلدها وما عاشته الأجيال من مآسي في تلك الحقبة منذ ثلاثة عقود.. والجدير بالذكر أنها العربي الثاني الذي فاز بجائزة نوبل بعد الأديب المصري نجيب محفوظ، واليمنية الثانية بعد الحقوقية الثائرة توكل كرمان التي فازت بجائزة نوبل للسلام ، والمتوفية سنة 2034 م.."

جائزتي الأسمى هي أن تصبح كتاباتي مرآة كل قارئ من المحيط إلى الخليج ، وأنجع الأدوية للهموم ، والمشكلات الإنسانية .. 
 

 

🎙 يقال : إذا أردت أن تهدم أمة فعليك بالتقليل من قيمة المعلم،والأم ،والقدوة ....
وأنت قلت :( ﻟﻢ ﺃﺭ ﺃﺧﻄﺮ ﻣﻦ ﺃﺯﻣﺔ ﺍﻟﻘﺪﻭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻮٍّﻩ ﺃﺧﻼﻕ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﺏ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ) هل انزاحت القدوة من أمام الشباب ،أم لازالت في طور استرداد قيمتها ؟؟

🏻 القدوة بين بينين ، لم تنزاح ولله الحمد ، مع ذلك لم تسترد قيمتها المستحقّة .
من وجهة نظري القدوة الحقّة في مجتمعاتنا تحتضر ، ويجب أن نسعى بكل جهدنا لأن ننقذها باستقامتنا ؛ ففكر أجيالنا القادمة مهددٌ بأخطار العولمة التي لم توجّه وجهتها الصحيحة في بلدان العالم الثالث .

 

 

🎙 أين تجدين نفسك في الكتابة ؟وهل تنوين أن تخوضي غمار التأليف في جنس أدبي محدد، أو نشر كتاب يشمل قصصك المتنوعة؟؟
🏻أينما حلّ طيف إلهامي أجد قلمي ؛ فهو جوّابٌ عبر مختلف أجناس الآداب..
بالتأكيد ..لي برامجٌ لنشر رواية ، ومجموعة قصصية ، وكتاب لخريجي الثانوية العامة من وحي التجربة خلال الأعوام القليلة القادمة بإذن الله .

 

 

🎙 هناك أسماء روائيين يمنيين تخطوا الحدود ،حيث كان آخرهم المبدع الأستاذ / الغربي عمران ،الذي باركتِ له على صفحتك بمناسبة فوزه بجائزة (كتارا)  عن روايته ( ملكة الجبال العالية)،لكنها سُحبت منه فيما بعد ، ماهو السبب بنظرك ؟ 
 وكيف ترين الحراك الأدبي في اليمن والوطن العربي عموماً ، والقصة والرواية خصوصاً في اليمن ؟؟

🏻 الغربي عمران قادرٌ على الإبداع المتجدد ، ولم يأسف لسحب الجائزة .. 
كان السبب حسب تصريحٍ له هو اكتشاف اللجنة بأن روايته الفائزة " ملكة الجبال العالية " قد نُشرَت باسمهِ من قبل بعنوان آخر ، وبالأصح اقتبسَ منها الكثير. ولأن جائزته في الرواية الغير منشورة ؛ سحبت لجنة كتارا الجائزة .
مع الوضع في الاعتبار أن الغربي متعود على إطلاق أكثر من عنوان على نفس الرواية ، وآمل أن يتوقف عن ذلك ..ليس في سبيل حصد الجوائز فحرفهُ في غنى ، بل احترامًا لفكر القارئ الذي قد يتشتت جرّاء ذلك.
نحن في ركود أدبي مقارنة بالعالم المتقدم الذي يصدر سنويًّا مئات الآلاف من نتاجه الفكري في شتى المجالات .لكن ظروف الحرب أتاحت للمثقفين والكتّاب فسحة وقتٍ ، ومجالات تأمل لهذا نرى أسهم إصدارات المرحلة تتجه للذروة عربيًّا ، ويمنيّا ..
فمن رحم المعاناة يتولّد الإبداع . وأتفاءل بالقادم الذي سيحمل بين جنبيهِ أجنحة انتشالنا الفكريّ ، والأدبي من قلب أوحال الضياع .

 

 

🎙 هل كتبتِ عن الحبِّ الذي يَطرقُ أبوابه الشعراءُ والكُتّابُ،أم أنّ وقته لم يحن بعد ،لكنك مشاركتك لقصة ( ويسألونك عن الحب )على صفحتك بالفيسبوك  للقاص نبيل الشيباني في 11أكتوبر 2016،يوميء من جُنْحٍ أنك في طور الكتابة عن ذلك ..ماصحة ذلك ؟؟؟
🏻 لستُ في طور الكتابة عن المحبة  ، لكنني لاأحبذ نشر ماأكتب في صفحتي الفيسبوكية إلا فتات ، ومقتطفات .
هذا العالم لايحترم حقوقًا فكريّة ، ولايلتزم بميثاق ..
بعد أن أنشر كتاباتي ورقيًّا ستقرؤون الكثير .
كتبتُ عن محبة الأخت في قصتي (رائحة البخور )
وعن حب الأب ، وعن حب الزوجة لزوجها المغترب ،
عن خيانة الحبيب في قصة غرائبية (عَ برة و عِ برة ) 
فلو عبّر الأديب في كل مايكتب عن تجاربهِ الخاصة فقط لما بقيت للأدباء أية خصوصية حياتية .

 

 

🎙 ماذا يعني الموروث الثقافي لفتاة تمشي إلى جامعتها وهي سافرة الوجه ؟؟
 وهنا لاشك لمنّ أحقية الضوء الأخضر الذي حصلت عليه سماح عملاق والذي جعلها تمتلك الشجاعة في أن تكتب وتصادق أدباء من مختلف أنحاء الوطن العربي في فضاء العالم الافتراضي بالفيسبوك ،وهي القادمة من بيئة محافظة ؟؟

🏻الموروثات الثقافية -في نظري- سلوكيات اتفقت جماعة ما على جدواها ، تتوارثها الأجيال عن وعيٍ تارةً ، وعن جهل تارةً أخرى كالتي تعودت أن ترمي بنصف السمكة قبل طبخها لأن جدتها قبل بضعة أجيال كانت لاتملك القِدر الكافي لطبخ السمكة كاملة ! فكان تصرفها من قبيل التعوّد عن غير وعي .
نحن قادرون على صنعِ عاداتٍ جديدة بقناعاتنا ؛ لأننا من نصنع العادات ، والتقاليد وليست هي من تصنعنا .

بالنسبة لمسألة كشف الوجه..
 ينبغي ألا نحصر كل معاني العفّة في مصطلح "قطعة قماش " تسدلها الفتاة على وجهها . 
وإلا لستغنينا عن مؤسسات الإرشاد ، والتوجيه بمصانع لنسج الأقمشة السوداء . 
لكلٍ قناعاته ، وقناعتي في عدم ارتداء النقاب مع الالتزام بالحشمة ، والأدب ، والذوق العام الذي تربيتُ عليه .
أما بالنسبة لمصادقة الغرباء ، وبالأخص الأدباء في العالم الافتراضي فقد اختصر- أمامي- المسافات ، وأخرج حرفي من بين جبال "نخلان" الثلاثة إلى عالمٍ رحبٍ لاأعرف له حدود . 
ماكنتُ عرفتكم ، ولا كنتُ بينكم - الآن - لولا هذه النعمة التي تستحق الحمد .

 

 

🎙 مادمنا في أسبوع ( ذكريات المنتدى)  ، ماهو العالق في ذهن الكاتبة المبدعة سماح عملاق من ذكريات الطفولة البريئة أو الدراسة ؟ ومن علق في ذهنك من معلمين ومعلمات ؟؟
🏻كل شيء عالقٌ حقيقة ، حتى أدقّ التفاصيل .. 
براءة الطفولة ، وخطوط التبّارة لازالت تداعب مخيلتي في باحة منزلنا المتواضع ، وحوش الجيران الترابي .
حقول الذّرة المتموّجة كبحرٍ من أغصان ، والسّنابل التي تقوّس عنقها تواضعًا كلما امتلأت بالحبوب أكثر .. ماأرقاها!! 
أساتذة اللغة العربية هم أكثر من علقوا بذهني ، ربما بسبب عشقي الكبير للمادة  ، وتشجيعهم المستمر لي أيام المدرسة ..اشتقت لهم كثيرًا .

 

 

🎙 يُقال : إن. المحكّ لأي طالب هو الجامعة واختبارات القبول في كلياتها ،
هل كانت نيتك منذ البداية الإعلام، أم حدثت متغيرات رست بك أخيرًا على الإعلام ؟؟

🏻 من العجب العجاب في مجتمعاتنا أن كليتي الطب ، والهندسة هي في مقدمة خيارات جيل المعدّلات التسعينيّة  ، ولي تجربتين راودت فيها كلية الطب عن أبوابها  فقالت : 
" معاذ الله " ..
ثم تغيّبتُ عن اختبارات قبول قسم الاقتصاد بعد أن سجلني والدي بغير قناعتي  ..
وبعد أن تقطعت السّبل أمامي هبطتُ قليلًا من أجواء المثالية وقررتُ التسجيل في قسم الميكروبيلوجي كتحصيل حاصل ، لكن التجربة تلك أحدثت لي صدمةً لم أنسها !! 
وحالما استعدتني بعد عامٍ من تلك الصدمة النفسية عدتُ لحلمي القديم جدًا "قسم الإعلام " الذي كان أقرب نسخة منه في جامعة صنعاء ، وقبل يوم واحد من سفري لخوض التجربة تم افتتاح قسم الإعلام وفنون الاتصال في جامعة تعز فغيرتُ وجهتي نحو الحالمة للقرب الجغرافي ، ووفقني الله في اختبار قبول القسم حيث حزتُ على الترتيب الأول ضمن قرابة ثمانمائة متقدم .
كل تلك التجارب لم أكن بطلتها وحدي بل خريجي الثانوية العامة على غراري .
 أتحسّر لأنني لم أجد الوقت الكافي ، والعزيمة الوافية لاستكمال مشروع كتابي ( في طريقك إلى.. اختبارات القبول الجامعية )

 

 

🎙أنت مستقرّة في إب وتدرسين الإعلام  في كلية الآداب - جامعة تعز ،بعد تحرير المقاومة للمناطق في الداخل ،وعاد الطلاب للدراسة في الجامعة .هل استطعت العودة للدراسة  ،أم هناك عوائق دون العودة؟؟
🏻  هناك عوائق تعرفونها حالت بيني ، وبين دخولي المدينة لاستكمال دراستي الجامعية ..
وكانت بشرة خير بالنسبة لجميع طلاب كلية الآداب النازحين ، والمنكوبين افتتاح فرع الجامعة في منطقة الحوبان بمبنى الشباب ، والرياضة..  لولا تعنّت عمادة كلية الآداب ، وتجاهلها لأوضاع الطلاب النفسية ، والاقتصادية التي لاتحتمل حرمانها أيضًا من اعتمادها في الحوبان فرعًا دراسيًا أسوةً ببقية الكليّات ! .

 

 

🎙ماذا تريد سماح عملاق من وراء هجومها على قيادة كلية الآداب ؟
🏻سماح عملاق طالبة جامعية في كلية الآداب ، ولايحق لأي طالب شنّ أي هجوم على عمادة كليته .
أنا أعتزّ بكليتي طلابًا ، وكوادرًا ، وعمادة .
ماأريده من استجدائي هو الالتفات المسؤول لوضع الطلاب الحرج بين زملائهم في فرع الحوبان.
طلاب كلية الآداب يشعرون بالدونيّة لاستثنائهم عن اعتماد فرعهم دراسيًا ، والاقتصار على اختبارهم فقط في الفرع ..
فلنقف بجدّية . أليس من حق طالب كلية الآداب أن يتعلم كطلاب الكليات الأخرى؟ 
وإن حضر ليختبر ، كيف سيخوض اختبار مقررات لم يعِها؟!
لاأظن أن الطالب الجامعي بنضوجه يبحث عن درجات فقط ، الطالب بحاجة لأن يفهم ، ويتقدم معرفيًّا ، مع الوضع في الاعتبار تواجد دكاترة مختصون كثر في الفرع يدرّسون أضعاف ما يعتمده القانون الأكاديمي طوعيًّا ، ثم يرسلون رواتبهم لمن يحلّ محلّهم في جامعة الحبيل!

 

 

🎙 ألا تخاف عملاق مما قد يحدث لها نتيجة لتلك الحملة التي تعتزم شنها على أصحاب اليد الطولى في معاناة طلبة فرع الحوبان ؟
🏻لايوجد مايستدعي الخوف ، جميع دكاترتي هنا وهناك واثقون بمكانتهم الرفيعة في قلب طلابهم، وأنا منهم .
الحملة الإعلامية -التي تقصدها - هي حملة مطالب حقوقية لكل طالب ، لكنها مجمّدة ، كوننا على ثقة كبيرة بتعاون عميدتنا الموقّرة الدكتورة : 
نبيلة الشرجبي.
فهي نازحة مثلنا ، وتتكبّد عناء الدخول ، والخروج من وإلى المدينة كي تؤدي مهامها الثقيلة على أكمل وجه .
عهدَنا بها أن كانت تتفاعل مع أي خطوة أكاديمية تصبّ في إناءات مصلحة الطلاب ، ولازال الأمل بتجاوبها كبيرًا .

 

 

🎙 برأيك لماذا تنظر قيادة كلية الآداب إلى طلبة فرع الحوبان بدونيّة وتعاملهم بازدراء ؟
هل للعبة السياسة يد في ذلك ؟

🏻إن كان هذا رأي كثيرٍ من الطلاب الساخطين على سياسة العمادة معهم  ؛ فأنا لاأستطيع الجزم بتأثير السياسة ..
سادة القرار هنا ، وهناكَ من يعرفون إجابة هذا السؤال .

 

 

🎙 ماهي المشكلات التي يعاني منها الطلبة في فرع الحوبان بشيء من التفصيل ؟
🏻مشكلات كثيرة ..
كأن تشترط العميدة حضور خمسة عشر طالب من كل قسم لاعتماد دكاترة ، وبعد أن تواجد قرابة سبعة عشر طالب في قسم الإعلام تلغي توجهها نحو اعتماد الفرع!.
طلاب قسم اللغة الإنجليزية يستدعون - بجهدٍ ذاتي - أساتذة وخريجين لتدريسهم .
طلاب قسم اللغة العربية أيضًا يحضرون باستمرار برفقة دكتورين أو ثلاثة فقط ليدرسوا أغلب مقرراتهم .
طلاب الفنون الجميلة يحضرون يوميًا ، وهم حتى اللحظة بلاملازم كطلاب قسم الدراسات الإسلامية .

 

 

🎙 معالجات تقترحها عملاق لحل المشاكل المتعلقة بالطلبة ، وتجنيبهم دفع ثمن المماحكات السياسية التي لا لهم بها ناقة ولا جمل ؟
🏻-الترفع عن المشكلات الشخصية بين القائمين لصالح مصلحة الطلاب .
- السعي لاعتماد فرع الجامعة دراسيًا بالنسبة لطلاب كلية الآداب مع بداية الترم الثاني .
- عدم النظر للطالب المنكوب من منظور سياسي ؛
فهو أحد ضحايا الصراع الذي لا ناقة لهُ فيهِ ولا جمل .

 

 

🎙 سؤال بريء، لماذا طلبة فرع الحوبان بالذات يلاقون معاناة كبيرة؟ 
هل لتواجدهم في مربع الخصم علاقة بذلك ؟

🏻في رأيي.. التعليم يجب أن يُحيّد ، وإن كان المربع الجغرافي يؤثر على قرارات العمادة ، والجامعة فهذا شأنهم .
بالنسبة لي كطالبة ، عامل القرب الجغرافي هو العامل الوحيد لدراستي في الحوبان ؛ فجميعكم يعلم أنني أسكن مديرية السياني بمحافظة إب ، وأنا أخسر يوميًا ألفين ريال على الأقل كمواصلات للدراسة ، في حين لو دخلتُ الحبيل سأحتاج قرابة عشرين ألف ريال يوميًا لأن لاأهل لي هناك وبناء على ذلك يفضّل أن أُحرم من تعليمي !.

 

🎙لنترك في سؤالنا الأخير فسحةً لرسالةٍ تأمل سماح عملاق إيصالها لعمادة كلية الآداب متمثلة بالدكتورة نبيلة الشرجبي وطاقمها الإداري؟
🏻بداية أودّ تقديم كلمة شكرٍ لكل المتعاونين من دكاترتنا وزملائنا في جامعة الحبيل ،  والذين لم يألوا جهدًا بمدّنا بمااستطاعوا من مساعدات معرفية..
ثم أقول للدكتورة الفاضلة :
نبيلة الشرجبي ..
أعانكِ الله على قيادة الكلية في هذا الظرف الحرج الذي يعجز عن تسييره أعتى الرجال .
نقدر عظَم المسؤولية الملقاة على عاتقكم ، وعلى استعداد - كطلاب - للتعاون مع النظام الأكاديمي فيما يتجارى مع الصالح العام .
ينبغي أن تعلمي أن طلابكِ يعانون ، ومعاناتهم تتجه للذّروة في فرع الحوبان.
أخيرًا نترك مهمة الختام لبيت المتنبي الذي نعتبره لسان حالنا كطلابٍ يجلّونكم :
ياأعدلَ النّاس إلا في معاملتي 
فيك الخصامُ وأنت الخصم والحكمُ .. 
ها هو الوقت مع ضيفتنا أوشك على النهاية. 
ورغم ما كانت فيه الصعوبات منثورة على طريق تواصلنا مع الأديبة( سماح عملاق ) إلا أن الجهود المبذولة من قبل كل فريق العمل بقيادة الجنرال إبراهيم الشلفي مدير المنتدى لأسبوع ( ذكريات المنتدى) استطاعوا بإرادتهم وبإصرارهم التواصل مع الضيفة ،واستجلاب الإجابات منها التي آثرنا على نزودكم بها إخواننا الأفاضل ،وأخواتنا الفضليات لتدركوا أننا بتوحد جهودنا ، وبعملنا الجماعي نستطيع الوصول إلى هدفنا .
وهذا ما حصل معنا في أمسية الليلة ،حيث كانت الأستاذة و الإعلامية اللامعة والأديبة الرائعة / أحلام العزب في حالة استنفار لتقديم هذه الأمسية ،وكان التعاون بينها وبين الأستاذ عبدالكريم الخياط بانسجام وتميز بتقديم الأسئلة والأجوبة حتى انتهاء هذه الأمسية في موعدها المحدد بساعة ونصف .
نزجي جزيل الشكر للجميع ،وإلى لقاء قادم يجمعنا بكم على خير بإذن الله تعالى .
أمنياتنا للجميع التوفيق والتميز.

 

منقول من منتدى الفكر الإسلامي

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً