الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قَبلكِ - حسين مقبل
الساعة 12:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

قَبلكِ  
الحُب كان مجرد رواية 
أقرأهُا
وأغزلُ منها خيالاً
أُشكل في خِضم ذاك الخيال 
فتاة من الرُطبِ ِ  .
أخيط فساتينها من تبرم 
وأضفر خصائلها بعناد
لأصنع ليلي 
أتلو عليها قبل منامي 
نصوصاً من غابراتِ السنين 
عن العشق 
وما جاء في مسند العاشقين 
عن السندريلا
وليلى 
وعبلة 
وجوليت وأنثى القمر 
وبنت السماء 
تلك التي أُحرِقت 
في صحاري إنتاركتيكا ...
ثم أنام وحيداً 
مثل سريري 

...

 

الحب قبلُكِ 
كان هراء 
ومحض حكايات 
بعض خُرافات 
أساطير من تَرف الراحلين 
وزفرات موتٍ
بعتبات أنفاسي الشاردات...
كان سراباً 
عجاج 
هشيماً  على متون الرّيح 
يُذر ليعشي العيون  

 

.....
 

قبلُكِ  
كان الزمان يعاني الركود
متعثراً لا حراك  ...
 النهار معاقاً
وكان المساء 
 كالجفاية 
يبحر بي في الضياع 

........
 

جميع النساء قبلُكِ 
شُمْط 
طاعنةٌ بالقبحِ 
أطلال  
أحاق  الزمان بكل جميلٍ 
بهن 
تلاشت  
سمات الأنوثة ..
أواني قديمة 
مصاخن 
ورثها الرجال ...

للطهي هُن وإنتاج 
جيلٌ من الذل 
لا يعرفن من الحُبِ
غير سلوك السرير 

.......

 

قبلُكِ 
عُمري 
ليس سوى
وجعاً يرتديني
ما يفتأُ أن يواري جروحٍ 
ليبدأ جرح
لم يك مني 
ولا انا  منهُ 
سنينٍ عجاف قضيت 
أيام قحط 
ساعات من تيه 
وكل الطريق أمامي خراب 

..........

 

قبلُكِ 
تجاوزتُ سن الكهولة 
عاصرت
جميع الكوارث
تحديت 
قاومت 
ومتُ مراراً 
أنهزمت 
كُسرت 
تشضيت 
كم مرةٍ ...
لأشلاء روحي 
بكلتا يداي جمعت 


.......

 

قبلُكِ 
لا قيمة للجمال 
بل لا وجوداً لهُ 
والحياة 
برزخٌ  من قتامة 

كل الفصول 
ليست سوى فصل واحد 
وهو العذاب

......

 

 قبلُكِ 
لا زهر ينمو
لا إخضرار 
والغيث دمعاً عقيم 
لا يرتوي منه أهداب  ظلي 
وظلي كطفلٍ صغير 
وهل يدرك الطفل 
عناء اباه  ؟

إني ولدتُ 
عند قدومكِ 
بديتُ حياة 
كما يبدو إسم الحياة ...
حُب 
وملئُ فؤادي سروراً
فلا عمر يحسب لي 
قبل ذلك 
ولا حزن من بعدهِ  
سوف نصحب 
يكفي 
الذي قد جرى 
قُبلُكِ
لنحيي  الذي نحنُ فيه
ونحيا 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص