الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
غربةٌ تحت النخيل - محمد السودي
الساعة 13:34 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



غريبانِ تحتَ النخلِ نتْبَعُ ظِلَّنا
وشمسٌ من التشريدِ تركضُ خَلْفَنا
.
.
تسايِرُنا الغِـرْبانُ .. 
تخلعُ رِيشَها على كَتِفٍ ..
من فرْطِ ما حُمِّلَ انحنى
.
.
غريبانِ لمْ نَعرفْ سوى الحبِّ 
منزلا نلوذُ بِهِ في القَيْظِ 
حتى يُظِـلَّنَا
.
.
شجاعتُنَا كانَتْ
أقلَّ من التي تقاوِمُ عَصْفَ الرِّيح 
إن هبَّ فوقَنَا
.
.
نسيرُ على الصّحراءِ .. 
في كلِّ بُقـعَةٍ نمدُّ يدا للرَّمْلِ .. 
نشْحَذُ مَوْطِنَا
.
.
ملامحنا السمراءُ قد فاض بؤسُها
وأرواحُنا تسعى
لتبحثَ عن سنا
.
.
سئِمْنا من التَّـطوافِ .. 
والنايُ غربةٌ
شربنا على ألحانِهِ كأسَ حتْفِـنا
.
.
وألقتْ به الأيامُ تحتَ سمائنا
كأنَّ اغترابَ النايِ كان لأجلِنِـا
.
.
رواحِلُنا تمضي بغيرِ هُوِيَّةٍ
ونحن بلا يأسٍ .. 
نطارِدُ حُلْمَنَا 
.
.
نفتش عن مأوى .. 
وكل مدينةٍ نلوذُ بها .. 
نحو المنافي تُقِـلُّـنَا
.
.
فكم شردتنا الأرضُ 
بين بقاعِها – سنينا - .. 
ولم تحفلْ بلادٌ بِخطوِنَا
.
.
لنا غربةُ الأسفلتِ .. 
نعبر فوقه
فيصفعنا المجهُولُ في كلِّ مُنحَنَى
.
.
هزائِمُنا في الأرضِ .. كانت كفيلةً
بأن تجعلَ الدنيا تبررُ صمتَنَا
.
.
على هامشِ الأرجاءِ نجثو .. 
وغيمةٌ من الخوفِ والتشريدِ 
تسقطُ نحونا
.
.
ومن حولنا دربٌ يغادِرُ متعبا
ويُبعِدُ عنا وجهَهُ كلما دنا
.
.
لنا الحيِّزُ المهجورُ .. 
كالليلِ 
كالصدى
لنا سكرةُ البحارِ .. 
إن ضجَّ بالعنا
.
.
كَبِرْنا 
وأوصدْنا .. المنافي .. 
ولم يعد شتاءُ الحياةِ المرُّ 
يشغَلُ فِكْرَنَا
.
.
ويكفي بأنا عاشقانِ 
وأننا نَنَامُ بلا بردٍ .. 
بخيمةِ عِشقِنَا
.
.
2011 مكة المكرمة

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص