الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
العالم - علي جعبور
الساعة 09:03 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

كنت اسمع كلمة "العالم" و اتخيل شيئا عظيما ليس بمقدور ذهني الصغير الاحاطة به.
وفي السادسة تقريبا غادرت القرية لأول مرة، كانت وجهتي حرض، 
حين وصلت هالني ما رأيت:
مدينة بشارع طويل مضاء بفوانيس صفراء كبيرة معلة بقوائم نحاسية، كان كل ضوء بالنسبة لي فانوس، اذ لم يكن لصورة الكهرباء وجود ببالي بعد، 
سيارات ودراجات نارية صاخبة ، بشر كثيرون، عمارات تضمخم الجانبين ، 
و في إحداهن مستشفى ببلاط نظيف ورائحة ديتول نفاذة.
كانت طبيبة روسية بقامة طويلة وشعر أبيض يتهدل على الكتفين ، يتماوج كنهر من القطن، كانت أول امرأة أشاهدها من العالم، وبعد هنيهة لمحت ممرضة هندية ترفل بخطوات مسموعة الإيقاع بانتظام، و بثغر اسطوري لا يكف عن الابتسام، تخيلت صنفا آخر من نساء العالم: نساء بقامات قصيرة وسمرة مليحة وشعر كالليل و نقطة جمرية جميلة بين الحاجبين..
جدتي وأمي ونساء القرية صنف آخر تماما لا علاقة له بالعالم، فما دخل العالم البعيد الغامض ب"وادي الجارة" وأهلها.
فيما بعد ، كان المذيع يلفظ أمريكا، فأتخيل حرض، يقول بريطانيا، أوروبا، روسيا، اليابان، ولا أتخيل سوى حرض.
حين كبرت..
رأيت العالم، و عرفت غرابته المدهشة حقا !
إنما؛ ليس من الصعب تصوره ، او حتى الطواف والاقامة به، بيد أن حرض، أول العالم وآخره..
لم يعد لها وجود، لقد محتها الحرب وحولتها الى ما قبل التاريخ، 
أيا وادي الجارة البعيدة عن العالم ، الخارجة عن حدوده :
بيني وبينك مليشيا مدججة بالموت لا تعرف مالذي يعنيه حنين إنسان لمسقط رأسه.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً