الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
العالم - علي جعبور
الساعة 09:03 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

كنت اسمع كلمة "العالم" و اتخيل شيئا عظيما ليس بمقدور ذهني الصغير الاحاطة به.
وفي السادسة تقريبا غادرت القرية لأول مرة، كانت وجهتي حرض، 
حين وصلت هالني ما رأيت:
مدينة بشارع طويل مضاء بفوانيس صفراء كبيرة معلة بقوائم نحاسية، كان كل ضوء بالنسبة لي فانوس، اذ لم يكن لصورة الكهرباء وجود ببالي بعد، 
سيارات ودراجات نارية صاخبة ، بشر كثيرون، عمارات تضمخم الجانبين ، 
و في إحداهن مستشفى ببلاط نظيف ورائحة ديتول نفاذة.
كانت طبيبة روسية بقامة طويلة وشعر أبيض يتهدل على الكتفين ، يتماوج كنهر من القطن، كانت أول امرأة أشاهدها من العالم، وبعد هنيهة لمحت ممرضة هندية ترفل بخطوات مسموعة الإيقاع بانتظام، و بثغر اسطوري لا يكف عن الابتسام، تخيلت صنفا آخر من نساء العالم: نساء بقامات قصيرة وسمرة مليحة وشعر كالليل و نقطة جمرية جميلة بين الحاجبين..
جدتي وأمي ونساء القرية صنف آخر تماما لا علاقة له بالعالم، فما دخل العالم البعيد الغامض ب"وادي الجارة" وأهلها.
فيما بعد ، كان المذيع يلفظ أمريكا، فأتخيل حرض، يقول بريطانيا، أوروبا، روسيا، اليابان، ولا أتخيل سوى حرض.
حين كبرت..
رأيت العالم، و عرفت غرابته المدهشة حقا !
إنما؛ ليس من الصعب تصوره ، او حتى الطواف والاقامة به، بيد أن حرض، أول العالم وآخره..
لم يعد لها وجود، لقد محتها الحرب وحولتها الى ما قبل التاريخ، 
أيا وادي الجارة البعيدة عن العالم ، الخارجة عن حدوده :
بيني وبينك مليشيا مدججة بالموت لا تعرف مالذي يعنيه حنين إنسان لمسقط رأسه.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص