الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
رمل الغياب - عبدالرحمن دغار
الساعة 11:54 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

أنت الوحيد حين تغيب أفقد ذاتي وأشعر بغربتي التي كانت تحاصرني قبل مجيئك.
قبلك كنت مهجورا من الهدوء والفرح ،معلقا بين الوهم والحقيقة،تائها بين المستحيل والممكن،مشردا بين تساؤلاتي وحيرتي.

تصحرت مشاعري كثيرا وأنا أقاوم رمل الغياب ورياح التوحد 
تجعدت ملامح الإخضرار بداخلي وصارت جدباء كأرض قاحلة أنهكها الظمأ.

صمت النهر الذي كان يغني بداخلي وماتت العصافير 
سقط الوشاح الذي كان يغطي عري الأشجار وأبيضت الصخور من الجفاف.

حتى الظلال لم تعد تألفني كما كانت من قبل.


صرت منبوذا حتى من تفاصيل الطبيعة.

أنا أطلال بلا واقفين على ملامحي القديمة ،أطلال هجرتها حتى الذكريات،حتى الذين غادروني لا يمنحون أنفسم فرصة التفكير  لتذكري.

 
أنا خراب المدينة حين يفر منها الهاربون من الموت.


معك بدأت أعود لي بعد أن ضعت مني بغير وعي ولا قصد

عدت لي عن طريق عينيك بعد أن ضيعت الطرق التي كنت أبحث عنك فيها لزمن طويل ولم أكن أعرف أن عينيك تؤدي إلى قلبي، ذاتي،روحي،حقيقتي،قيمتي، وإلي أنا،أنا ذلك الذي كاد أن يتبخر في الحر ويتلاشى في المتاهات ويضيع في التيه.


عدت أنا إلي ومثل كل مرة حينما أعود لذاتي يتركني من كان سببا في عودتي،يتركني وحيدا في لحظة فارقة ومفصلية،
يا لهذا الحظ البئيس الذي يلاحقني كلما حاولت أن أفرح،أبتسم،أسعد،وأعيد النهر بداخلي ليغني موسيقاي المفضلة،

أن تسقط وانت بالقرب من الأرض سيكون وجعك أقل من أن تسقط وأنت قد أرتفعت قليلا،هكذا انا سقط قلبي بعد أن أرتفع  قليلا حتى صار وجعي كبيرا.


أن تصفع أحلامك أنامل قلب كنت تشعر أنها كل الحنان والدفء فأنت موجوع حتى الأبد ،أحلامي التي كانت تتسلل نحو الضوء لترسم وجهك فيه،وتستوقف النسيم لتسكب عطر روحي كي يرسلها إليك،وتكتبك في القلب قصة حب لا يمل العشاق من قرءاتها،أحلامي التي ولدت فيك وكبرت في عينيك ماتت على رصيف هجرانك.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص