الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قرار - عبدالعظيم جازم الصلوي
الساعة 15:18 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

عندما قررت الدخول إلى مقهى الإنترنت، كانت المقاعد مملوءة بالجالسين، وكل جالس يرافقه صديق؛ لم تكن تعلم أنها ستقف كثيراً تنتظر من سيخرج أولاً .
دخل جلال وزميله علي بجانبه ؛ ابتعد كلٌ منهما عن الآخر،   تطفل كل ٌ منهما على من يعرفه ؛ خرج من الجانب الأيسر شخصٌ رمقته بعينيها جرت مسرعة إلى مكانه، تلفتت تكراراً إليه، جلست في المكان الذي كان فيه . رمت جلال بنظرات حادة، تستدير وتنظر إليه بحنية أكثر وتقول :جلال البحث بعنوان ماذا؟

 

وثب أمامها قائلاً : البحث أٌفلتره أنا عندي خبرة أكثر ؛ كانت يدها على فارة الجهاز وضع يدهٌ فوقها وحركها ؛ ألوان البشرة مختلفة، نظراتهما على وجه الشاشة تنعكس مع  الخلفية الخضراء  للشاشة.
علي مستغرباً :اليدان تحركان الفارة، الوجهان مقابل الشاشة، ينادي من الخلف هاي .....هاي .....هاي.....!
لفت انتباههما بعد أن تغير صوته ومل ؛ نتج عن ذلك تقوس للأعين على الأرض .
يهدد : أنا خارج، العمل زاد على أوانه، الوقت متأخر، بقيت القلوب الخجلة منه في المقهى . 
فقالت إحدى  الفتيات: يا أٌستاذ جلال أنت وكما سمعت ٌمنك أنك صاحب خبره إبحث لي عن هذا الموضوع، تجمعت خلف ظهره الفتيات؛ جهاز المراقبة في الأعلى يلتقط الصور،كان الهدف في الوسط .
زميلته تناديه : هاي ....جلال .....جلال .....
التفت إليها مبرراً : الفتا ة مسكينة سأكمل لها وسأستدير، رحمتها .
ما أجمل ما رأت عيني ؛ خرجت الفتاة المرحومة بعد تطاير الحشد،  بقى في جهازها  لايبتعد عنه، الحديث يدور حول  دوران الكرة الأرضية ـ  بحث مشترك ـ.
عاد زميلهما علي إليهما يكرر الكلمات نفسها دون تغيير، تغيرت نبرات صوته فقط.
رد المقرب :سألحق بك إذهب الكلمات هادئة كمياه النهر .
الشاشات تتغير إلى ورودٌ حمراء وجوهٌ تعلوها ابتسامات وردية ؛الأكسدة والاختزال في الحديث بينهما.
تسأله : ماهو اللون المفضل عندك؟ 
ألوان عيونك ........ جمالك ...ذوقك....... صراحتك .
شكراً أنت من يعرف هذا جيداً، قلتٌ لك منذٌ أشهر: أعجبت بك لمواقفك وتحدثك مع الآخرين بلباقة  .......و.......
الأجهزة تعمل، الأيدي على الفارات، الوجهان متقابلان، الشاشتان مستويتان، الورود مختلفة ؛ الوقت تجاوز الساعات الأربع.
انتهى الدوام الرسمي والحديث لم ينتهِ أي قرص ٍهذا DVD؟؛وقف أمام المحاسب يدخل يدهٌ في جيبيه  ويخرجهما، وقفت هي تحرك سحاب حقيبتها ذهاباً وإياباً ؛ كانوا يؤدون فريضة 14 فبراير .
تذكر قول أحد المسنين القروي : "البخيل ما يعشق"، أخرج كل ما بحوزته من النقود،كانوا هم آخر من  خرج  من المقهى  متقابلين  كغيرهما من الزملاء .
أين زميلك علي؟
من المؤكد أنه عاد إلى منزلة و هو لايبالي،  هذه ميزه يمتاز بها .
التقابل استمر حتى النقطة التي وقفا بها ساعتين جوار الرصيف و المركبات تمر من جانبهما منها من تقف أمامهما و منها من تزعجهما بأصواتها  الحادة، وبعضها تهدى السرعة . الهواتف تخرج المكالمات، والمكالمات التي لم يرد عليها تتجاوز الخمسين،  الأعين تحدق باتجاهات لاحصر لها . 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً