الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
قرار - عبدالعظيم جازم الصلوي
الساعة 15:18 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

عندما قررت الدخول إلى مقهى الإنترنت، كانت المقاعد مملوءة بالجالسين، وكل جالس يرافقه صديق؛ لم تكن تعلم أنها ستقف كثيراً تنتظر من سيخرج أولاً .
دخل جلال وزميله علي بجانبه ؛ ابتعد كلٌ منهما عن الآخر،   تطفل كل ٌ منهما على من يعرفه ؛ خرج من الجانب الأيسر شخصٌ رمقته بعينيها جرت مسرعة إلى مكانه، تلفتت تكراراً إليه، جلست في المكان الذي كان فيه . رمت جلال بنظرات حادة، تستدير وتنظر إليه بحنية أكثر وتقول :جلال البحث بعنوان ماذا؟

 

وثب أمامها قائلاً : البحث أٌفلتره أنا عندي خبرة أكثر ؛ كانت يدها على فارة الجهاز وضع يدهٌ فوقها وحركها ؛ ألوان البشرة مختلفة، نظراتهما على وجه الشاشة تنعكس مع  الخلفية الخضراء  للشاشة.
علي مستغرباً :اليدان تحركان الفارة، الوجهان مقابل الشاشة، ينادي من الخلف هاي .....هاي .....هاي.....!
لفت انتباههما بعد أن تغير صوته ومل ؛ نتج عن ذلك تقوس للأعين على الأرض .
يهدد : أنا خارج، العمل زاد على أوانه، الوقت متأخر، بقيت القلوب الخجلة منه في المقهى . 
فقالت إحدى  الفتيات: يا أٌستاذ جلال أنت وكما سمعت ٌمنك أنك صاحب خبره إبحث لي عن هذا الموضوع، تجمعت خلف ظهره الفتيات؛ جهاز المراقبة في الأعلى يلتقط الصور،كان الهدف في الوسط .
زميلته تناديه : هاي ....جلال .....جلال .....
التفت إليها مبرراً : الفتا ة مسكينة سأكمل لها وسأستدير، رحمتها .
ما أجمل ما رأت عيني ؛ خرجت الفتاة المرحومة بعد تطاير الحشد،  بقى في جهازها  لايبتعد عنه، الحديث يدور حول  دوران الكرة الأرضية ـ  بحث مشترك ـ.
عاد زميلهما علي إليهما يكرر الكلمات نفسها دون تغيير، تغيرت نبرات صوته فقط.
رد المقرب :سألحق بك إذهب الكلمات هادئة كمياه النهر .
الشاشات تتغير إلى ورودٌ حمراء وجوهٌ تعلوها ابتسامات وردية ؛الأكسدة والاختزال في الحديث بينهما.
تسأله : ماهو اللون المفضل عندك؟ 
ألوان عيونك ........ جمالك ...ذوقك....... صراحتك .
شكراً أنت من يعرف هذا جيداً، قلتٌ لك منذٌ أشهر: أعجبت بك لمواقفك وتحدثك مع الآخرين بلباقة  .......و.......
الأجهزة تعمل، الأيدي على الفارات، الوجهان متقابلان، الشاشتان مستويتان، الورود مختلفة ؛ الوقت تجاوز الساعات الأربع.
انتهى الدوام الرسمي والحديث لم ينتهِ أي قرص ٍهذا DVD؟؛وقف أمام المحاسب يدخل يدهٌ في جيبيه  ويخرجهما، وقفت هي تحرك سحاب حقيبتها ذهاباً وإياباً ؛ كانوا يؤدون فريضة 14 فبراير .
تذكر قول أحد المسنين القروي : "البخيل ما يعشق"، أخرج كل ما بحوزته من النقود،كانوا هم آخر من  خرج  من المقهى  متقابلين  كغيرهما من الزملاء .
أين زميلك علي؟
من المؤكد أنه عاد إلى منزلة و هو لايبالي،  هذه ميزه يمتاز بها .
التقابل استمر حتى النقطة التي وقفا بها ساعتين جوار الرصيف و المركبات تمر من جانبهما منها من تقف أمامهما و منها من تزعجهما بأصواتها  الحادة، وبعضها تهدى السرعة . الهواتف تخرج المكالمات، والمكالمات التي لم يرد عليها تتجاوز الخمسين،  الأعين تحدق باتجاهات لاحصر لها . 

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص