الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
جــلــجـامـش! - جبر البعداني
الساعة 09:45 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



 

عـنـيدٌ  بـمـا يـكـفي لـتجرحَ مـاءكْ
وتــغـري بـأحـلام الـخـلود دمــاءكْ
 
وحيدًا تجوب الأرض حلمك عشبةٌ
أرادت بـأسباب الـوصول سـماءكْ
 
ونـصفك حظّ الموت جاهدتَ مؤمناً
بـما كـان مـن حـظّ الـحياة فـناءكْ
 
وأنت عـلى وعـدٍ مـع الـموت تتقي
لـقـاء الــذي -حـبًّـا- يــروم لـقاءكْ
 
ترآت لعينيك الحياة بدايةً
تدوم فخلّفت الختام وراءكْ
 
وحين استبحت الأرْز ثمّة أرزةٌ
تخفّت عليها أن تصوغ رثاءكْ
 
وبالفعل قد شبّت وما عادت أسىً
تشدّ إليها إن رحلت رداءكْ
 
كأمٍّ إذا ما جاع ذئبك أسرعت
تواري / وتنسى أن تفرّ/ ظباءكْ
 
وأفـعى مـن الـمجهول (لاءُ) يقينها
سـتـغتال يـــا كِـبْـر الـمُـعانِد لاءكْ
 
و( أوروككَ) اللغز القديم حكايةٌ
سـتبقى اسْـتفزّ الـمعتمون ضياءَكْ
 
فـسافرتَ بحثاً عن خلودكَ شاعراً
إلــى حـائـهِ الـمـوعود تـحمل بـاءكْ
 
وليس الـخلود الـشعر إلّا قصيدةً
كـعـينيك أغــوتْ بـالـدموع بـكـاءكْ
 
فأعطيتَ واستجدى الأنام عطاءكْ
وأبليت فاستغبى الزمان بلاءكْ
 
وكلّ الذي في الأمر أنَّك لم تكن
ذكيّاً فتبدي للجميع غباءكْ
 
وقاومتَ حتّى النوم أيّه رغبةٍ
أرادتْكَ صبحاً أن تحيل مساءكْ؟!
 
ستسألك النجمات كيف حجبتَها
وأورثتَ عشَّاق السماء شقاءكْ ؟!
 
رميتَ بمرمى الغيب سهماً أضعتهُ
فهل خطأ التقدير كان عزاءكْ ؟!
 
وهل تبصر الآن الذي متّ دونهُ
وقد كشف الرحمٰن عنك غطاءكْ؟!
 
أجبني ألست القائل : الموت هاجسٌ
يراود من عابوا عليك ثراءكْ ؟!
 
وكأس المنايا قد يكون مقدّراً
لغيركَ لكن لن يكون سِقاءكْ
 
فكيف إذن سلّمتَ بالأمر قانعاً
ونكّستَ / يا تبّتْ يداك/ لواءكْ ؟!
 
وخلّفتَ من ظنوا جنونك ملهماً
فنالوا ككلّ الحالمين هباءكْ
 
فما فكرة اللاموت إِلَّا حماقةٌ
ستفضح للعقل السليم غُثاءكْ
 
وبعد الذي قد كان ما أنت فاعلٌ
صديقي إذا طال اللصوص وعاءكْ
 
فإن فرغوا من أكل ما قد حملتهُ
من الزاد ألقوا في الفلاة إناءكْ
 
وما فكّروا في من تكون ؟! للحظةٍ
فنم هانئاً فالموت كان دواءكْ

 

الخميس 26 يناير 2017

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص