- الأكثر قراءة
- الأكثر تعليقاً
- تقرير بحثي يحصر الأضرار الاقتصادية للسيول في اليمن
- المبعوث الأممي يتهم الحوثي بتهديد الملاحة وإعاقة جهود السلام
- مقتل طالبتين وإصابة 14 أخريات في انفجار قاعدة عسكرية حوثية في تعز
- فساد الحوثي.. تغريم مواطن مبلغ باهض والسبب!
- طبيب الأسنان مأمون الدلالي ينال درجة الماجستير من جامعة العلوم والتكنولوجيا
- قرية "الوعل" مسلسل درامي يعرض في رمضان
- الجالية اليمنية في مصر ترفض تعيينات السفير بحاح هيئة إدارية ورقابية دون إجراء انتخابات
- سفير اليمن لدى اليابان يبحث مع مسئولي شركة ميتسوبيشي سبل تعزيز الشراكة التجارية
- مبادرة استعادة ترحب بقرارات محكمة الأموال العامة بإدانة عدد من البنوك اليمنية
- مبادرة استعادة تكشف عن عدد من شركات الصرافة الحوثية ضمن الشبكة المالية الإيرانية
القارئ سيحتاج إلى ترجمة حياة أدبائه الأثيرين بالتوازي مع التمعّن في أدبهم ليستقي ما يبقيه متأمّلاً متجاوزاً الإحباطات التي يحاول الواقع إغراقه بها، ولا سيّما في ظلّ استعار خطاب طائفيّ مقيت.
هل تترجم الكتبُ محطّات من الحياة أم أنّ الحياة تثري الكتب بمشاهد سريعة منها؟ هل يمكن للكتب أن تغيّر حياة المرء وتدفعه لسلك سبل مختلفة عمّا اعتاد عليه؟ هل تكسر الرتابة وتبدّد الكسل وتحرّض على البحث عن دروب مختلفة لعيش حياته أم أنّها تبقيه أسير عزلته ونزيل صومعته التي تزيّتها بالعناوين الجديدة باطّراد..؟
يعتمد السويسري آلان دوبوتون في كتابه “كيف يمكن لبروست أن يغير حياتك” على حياة الروائي الفرنسي الشهير مارسيل بروست (1871 – 1922) وأفكاره وأقواله لتكون مدخلاً ومرتكزاً لحض المرء على حب الحياة والسعي لتطوير ذاته والبحث عن سعادته المفترضة، وتكون رواية بروست “البحث عن الزمن المفقود” وما سبقها وتبعها من أصداء وتأثيرات حاضرة في استكمال مشاهد التغيير نحو الأفضل، ونُشدان حب الحياة.
يركز دوبوتون في كتابه على دور القراءة والفلسفة في تحسين ظروف حياة الإنسان، وكيف أن القراءة تقوده في دروب مختلفة للتعرف إلى ذاته، وقراءة داخله وأفكاره من خلال أعمال المبدعين، سواء كانت تلك الأعمال لوحات فنية أو كتباً أدبية، وواقع أن الفن والأدب وسائل لتجميل الحياة وغايات يمضي أصحابها سنوات من أعمارهم من أجل إيصالها إلى المتلقين والقراء بالصيغة الأنسب.
يستعين دوبوتون بمقولة لبروست يربط فيها بين الحياة والروايات: “في الواقع، كل قارئ، حين يقرأ، يقرأ ذاته. وتقتصر مهمة الكاتب على كونها نوعاً من الأداة البصرية التي يقدمها إلى القارئ ليمكنه من تبين ما لم يكن ليعايشه بنفسه أولاً لولا هذا الكتاب. وإن إدراك القارئ لما هو موجود في ذاته من مقولات الكتاب هو البرهان على صلاحيته”. وتراه يتساءل عن جدوى سعي القراء إلى أن يقرأوا ذواتهم سواء في الروايات أو في الأعمال الفنية. ويذكر أن إحدى الإجابات هي أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن للفن فيها أن يؤثر على نحو أمثل بدلاً من الاقتصار على إلهاء الناس عن الحياة.
إذا أردنا صياغة السؤال عربيّاً، وانطلقنا من افتراض إذا ما أراد القارئ في العالم العربيّ البحث عن كاتب عربيّ حديث أو معاصر يمكن أن يمارس دور مارسيل بروست المفترض عربيّاً، مَن يا ترى سيختار؟ أو بصيغة أخرى هل يمكن افتراض هذا الاحتمال في الحالة العربية ولا سيما في ظلّ الرغبة عن الكتاب والقراءة؟ ألا نعثر في حياة الراحلين نجيب محفوظ ويوسف إدريس وعبدالرحمن منيف وجبرا إبراهيم جبرا ومحمود درويش ما يمكن أن يشكّل علامات وأصداء وتأثيرات على درب الفنّ والحياة معاً..؟
لا يخفى أنّ القارئ سيحتاج إلى ترجمة حياة أدبائه الأثيرين بالتوازي مع التمعّن في أدبهم ليستقي ما يبقيه متأمّلاً متجاوزاً الإحباطات التي يحاول الواقع إغراقه بها، ولا سيّما في ظلّ استعار خطاب طائفيّ مقيت، وإعادة إلى عصور ظلاميّة عمادها الفتنة والطائفيّة والجهل والتخلّف.
كاتب من سوريا
منقول من صحيفة العرب.
لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا
لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا
- نصوص
- اخبار أدبية
- آراء وأفكار
- اليوم
- الأسبوع
- الشهر