السبت 23 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
إعلام "الشرعية"... "شاهد ما شافش حاجة"!
الساعة 19:07


لا يزال الإعلام الرسمي الخاضع لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي الغائب الأبرز على الساحة، حيث تعيش مؤسساته التي توقفت عن العمل خلال الحرب الأخيرة واقعاً صعباً في المناطق "المحررة"، التي ما زالت تواجه تحديات أمنية واقتصادية كبيرة رغم إعلان "تحريرها"، باستثناء صحيفة "14 أكتوبر" الرسمية، التي عاودت الصدور للمرة الثالثة بعد أشهر من الإحتجاب، والتي باتت مهددة بالتوقف نتيجة غياب الموازنة التشغيلية.


الإعلام لم "يتحرر" بعد
وتأتي المطالبة بتفعيل الإعلام الرسمي الذي يتمثل في قناة "عدن" العريقة، والتي تعد أول تلفزيون تأسس في الجزيرة العربية عام 1964م، والإذاعات المحلية المتوقفة في عدن، لحج وأبين، بالإضافة إلى وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" في عدن، بعد مرور ما يقارب عاماً ونصف العام على إعلان "تحرير" المدينة من "أنصار الله" وحلفائها. ومع استمرار وسائل الإعلام التي سيطر عليها "الحوثيون" في العمل من صنعاء، وتوجيهها ضد حكومة الرئيس هادي، لم تحرك السلطة "الشرعية" ساكناً في إعادة نشاط مؤسسات الإعلام الرسمية في عدن، بدعمها مالياً للتغلب على أزمة النفقات والمرتبات، رغم إعادة إصدار صحيفة "14 أكتوبر" الرسمية التي مازالت مهددة بالتوقف في أي لحظة.


"أكتوبر" مهددة بالتوقف
ويقول الحامد عوض الحامد، نائب رئيس مجلس إدارة وتحرير صحيفة "14 أكتوبر" الحكومية، "واجهت صحيفة 14 أكتوبر في بداية عودتها للصدور معوقات عديدة، أبرزها انعدام الموازنة التشغيلية، فرغم شح الإمكانيات استمر إصدارها، بدعم تشغيلي مؤقت من السلطة المحلية في عدن". وأضاف "وجه وزير الإعلام، معمر الإرياني، بصرف مكافأة مالية للعمال، الذين لم يتسلموا رواتبهم منذ ثلاثة أشهر، ومع ذلك تبقى الموازنة التشغيلية عائقاً أمامنا فقد تنفذ في أي لحظة ونضطر إلى إيقاف الإصدار، لذا نناشد الحكومة ووزارة الإعلام تحديداً توفير موازنة مالية ثابتة للمؤسسة".


قناتان لعدن من خارجها! لم تحرك "الشرعية" ساكناً لإعادة نشاط الإعلام الرسمي في عدن
وأطلقت الحكومة "الشرعية" قناة "عدن" بتردد جديد٬ وأصبحت هناك قناتان بنفس الإسم والشعار٬ الأولى يديرها "الحوثيون" من صنعاء٬ والثانية في عدن التي أصبحت الفضائية الرسمية الوحيدة التي تنقل أخبار وأنشطة هادي٬ والأخبار المتعلقة بـ"الشرعية""، ولكن تدار من العاصمة السعودية الرياض. ويقول وكيل وزارة الإعلام، أيمن محمد ناصر، "كلّفت من قبل وزير الإعلام بالاشراف على الفريق الهندسي المسؤول عن تقييم جاهزية قناة عدن الفضائية، ونحن بصدد التوقيع النهائي على تقرير بالاحتياجات الضرورية ورفعه للوزير لإعادة بث القناة، وقد وعد معالي الوزير بإعادة البث تدريجياً، واحتمال بحلول سبتمبر وأكتوبر2017م سيكون البث 100% من محافظة عدن". وعن جاهزية القناة، يشير ناصر إلى أن "بإمكاننا القول إن قناة عدن جاهزة للبث من الناحية الفنية والتقنية متى ما توفر لها التردد الفضائي، حيث تم تجهيز استيديوهين، لكن قد لا يكون البث بنفس مستوى ما قبل الحرب ما لم تتوفر المتطلبات العاجلة لاستكمال بعض النقص، إضافة إلى ترميم مبنى القناة الذي تعرض للنهب والسرقة والتخريب أثناء الحرب وشراء المعدات وهذا يتطلب ميزانية، أتمنى من الحكومة أن توفرها".


تفاقم معاناة الإعلاميين
وعن وضع موظفي قناة وإذاعة "عدن"، تقول المذيعة، منى المجيدي، "حال موظفي التلفزيون والإذاعة صعب جداً، فرواتبهم ضئيلة جداً مقارنة برواتب موظفي صنعاء، فلا يساوي شي أمام ارتفاع الأسعار وإيجارات المنازل واحتياجات الأطفال وطلاب المدارس، حاولنا التأقلم مع الوضع والبعض الآخر خرج للعمل في أماكن أخرى للحاجة". وتضيف المجيدي "كنا نعتمد خلال عمل القناة قبل الحرب على مبدأ المساهمات، وهو البند الثاني بالنسبة للقطاعات الأخرى، ويسمى الإضافي كونه أعلى من الراتب، لكن انقطع هذا البند وتوقف البث خلال الحرب، كما تم قطع رواتب العاملين المتعاقدين وضلينا دون رواتب حتى أغسطس 2015م، تم بعدها صرف راتب أغسطس وسبتمبر، ومن ثم انقطع حتى يناير 2016 واستمرينا على هذه الحال في الانقطاعات. طبعاً هذا بالنسبة للمتقاعدين، نأمل أن تتحسن الأوضاع ويعود بث قناة وإذاعة عدن".


لا يختلف الحال بالنسبة لوكالة الأنباء الرسمية "سبأ" التي تدار من العاصمة السعودية الرياض، حيث يعكس استمرار اغتراب الإعلام الرسمي صورة قاتمة عن تطبيع الحياة داخل هذه المدن، التي عاودت عدد من الصحف ووسائل الإعلام الخاصة نشاطها فيها، ما يعني أن صوت السلطة الرسمية أصبح مفقوداً، بينما الصوت الآخر هو الحصري كمادة يومية للناس، وهذا يُعدّ، بحسب مراقبين، عاملاً إضافياً من عوامل هشاشة السلطة المدعومة من "التحالف" في الجنوب.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص