الاثنين 25 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
على جبهات الموصل.. مقاتلو تنظيم الدولة العراقيون يقودون دفة المعركة
الجيش العراقي
الساعة 04:29 (الرأي برس - وكالات)

 مع تقدم القوات الحكومية العراقية صوب الحي الذي يقطنه أبو رامي بشرق مدينة الموصل في نوفمبر تشرين الثاني اقتحم عدد من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” منزله وصوبوا سلاحا إلى رأسه وأمروه بالخروج هو وأسرته فورا.

وكان مع المتشددين- وأحدهم عراقي يعرف أبو رامي اسمه- مقاتل ملتح يمسك ببندقية قناصة ويعتقد أبو رامي أنه روسي أو شيشاني.

وعندما عاد أبو رامي بعد 11 يوما كان القتال قد انتهى وفر المتشددون.. لكن ضربة جوية دمرت منزله بطابقيه. وتفرق أفراد أسرته بين الأقارب والأصدقاء في المدينة.

وأمام أنقاض منزله حيث تجمع عدد من الرجال حول بئر للحصول على المياه بعدما لحقت أضرار بالأنابيب قال أبو رامي “يحدث الدمار في لحظات لكن إعادة البناء تستغرق وقتا طويلا”.

وعملية الموصل أكثر المعارك تعقيدا في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 وتشارك فيها قوة قوامها مئة ألف من أفراد القوات الحكومية العراقية والشرطة العسكرية وقوات الأمن الكردية ومقاتلي جماعات مسلحة أغلبهم من الشيعة.

ومع بسط الحكومة سيطرتها على جميع أنحاء شرق الموصل تقريبا بعد مرور ثلاثة أشهر من بدء العملية المدعومة من الولايات المتحدة بقي معظم السكان في المدينة مما يعقد مهمة الجيش الذي وجد أن عليه أن يحارب وسط المدنيين في مناطق مكتظة بالمباني أمام عدو يستهدف غير المقاتلين ويختبئ بينهم.

وحكى سكان لرويترز خلال زيارة إلى حي المحاربين الجمعة عما شاهدوه في المعركة وسردوا مشاهد تكررت بشكل أو بآخر على الأرجح في أنحاء متفرقة من المدينة.

قال أبو رامي إن المتشددين علقوا ستائر على الطرق في محاولة لحجب رؤية رماة الجيش العراقي أثناء خروج مقاتلي التنظيم من المنازل مسرعين للصلاة في مسجد تمركز أحد قناصتهم في مئذنته.

وترك المتشددون سيارة ملغومة متوقفة أمام منزل أبو رامي لأكثر من أسبوع. وعندما نقلوها إلى طريق رئيسي قصفتها دبابة تابعة للجيش مما أدى إلى تدمير مبنى مجاور.

* قسم العمل

عندما شنت الحكومة العراقية هجومها في أكتوبر تشرين الأول كانت تأمل أن تستعيد بنهاية عام 2016 السيطرة على الموصل آخر معقل كبير لتنظيم الدولة الإسلامية في البلاد وأكبر مركز حضري في دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا.

لكن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قال في ديسمبر كانون الأول إن الأمر قد يمتد لثلاثة أشهر أخرى.

وكان قادة قد أشاروا إلى أن وجود ما يصل إلى 1.5 مليون مدني وإلى محاولات الحد من الأضرار التي يمكن أن تلحق بالمنازل والبنية التحتية على أنها من العوامل التي تبطئ من تقدم قواتهم. ومع هذا قتل مئات المدنيين كما لحقت أضرار بالغة بالكثير من المناطق.

ووصف أبو رامي- وهو موظف حكومي سابق يبلغ من العمر 54 عاما- قسم العمل في صفوف تنظيم الدولة الإسلامية على الخطوط الأمامية: مجموعة تزرع متفجرات ومجموعة تضم قناصة ومجموعة تتولى مهمة الإرشاد على الطرق.

وقال إن القناصة عادة من الروس أو الشيشان أو الأفغان. أما العراقيون -وكثير منهم من الموصل ومدينة تلعفر القريبة- فيجوبون بينهم على دراجات نارية ويبلغونهم بالأماكن التي يمكن أن يتمركزوا فيها.

وقال أبو رامي إنه اندهش عندما وجد القناص الذي اقتحم منزله يتحدث إليه بلغة عربية ضعيفة مطالبا إياه بالخروج من المنزل.

وأضاف أن القناصة لا يعرفون المنطقة ومن ثم فإن المرشدين على الدراجات النارية يوجهون الانتحاريين في السيارات الملغومة إلى الهدف المطلوب.

وقال اللفتنانت جنرال الأمريكي ستيف تاونسند قائد التحالف الدولي الذي يساند القوات العراقية لرويترز الأسبوع الماضي إن القيادة العراقية بتنظيم الدولة الإسلامية أثبتت فاعلية دون الالتزام بتسلسل قيادي.

لكنه قال إن خلايا منفصلة تقاتل في أحياء مختلفة تبدو عاجزة بشكل متزايد عن التنسيق في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم داخل المدينة.

وقال مسؤول آخر بالجيش الأمريكي إن المقاتلين الذين ترصد قوات التحالف تحركهم بمهارة عبر المناطق الحضرية في الموصل يكونون عادة أجانب.

وقال ساكن آخر في حي المحاربين طلب عدم نشر اسمه إن مقاتلي الدولة الإسلامية يفتحون النار من موقع ما لدقائق إلى أن يحدد الجيش الموقع. وغالبا ما يفر المتشددون إلى منزل آخر عبر فتحات شقوها من قبل في الجدران الخارجية.

وأضاف “بعد ذلك يكون هناك قصف لتدمير المنزل وتدمير موقع القناص… ولكن القناص يظهر من جديد هنا أو هناك”.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص