الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
باب اليمن - صالح بحرق
الساعة 15:10 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

وقف قبالة باب اليمن يراقب بفرح بائعة الملوح، ما ان تأتي حتى يكون للصباح لون جديد كلون المطر
تهطل عليه الفرح، ينسى اتعاب المساء والكد، يتمنى ان يأكل من يديها ويشبع من نظرات عينيها.
يتعمد ان يطل عليها من محل بائع الفل على تلة من قصدير صدأة واخشاب ندية متآكلة والغيم يزحف على صنعاء من كل جانب يرسم على محياها فرحة لاتزول، يدنو قليلا منها اذا خلا المكان يسلم عليها يشم رائحتها التي باتت تسكره تلك الرائحة المتصاعدة من ملابسها ونكهتها واهجتها الجميلة المنسابة في شرايينه انسياب الماء في الجدول، وهي تفرح بوجوده لانه يشتري كمية كبيرة منها يفعل ذلك بقصد.


ذات صباح والضباب يكتنف صنعاء ويمنح اطيافها بريقا ومتعة نزل قليلا من التلة كان يشعر بشء من الاعياء لعله من التبغ الفاسد الذي يتناوله نزل قليلا لكي يكون قريبا منها من عينيها العسليتين ومن شكل الرداء المزركش على رأسها ومن حيويتها وحيائها، لكنه قبل ان يصل إليها كان هناك ثمة شاب وسيم قد احتل مقعده منها وراح يحدثها حديثا ناعما تتفتح له اساريرها ويضحك كل شيء فيها حتى ليخيل إليه انها ستطير، شعر بالضيق والقرف ولأول مرة يعرف ان هناك شيء يقال حب، وقرر طرد هذا الشاب بطريقة ما، كان المارة قد تكاثروا والشمس قد نجحت في اختراق الضباب فيما كان الشاب الوسيم يضع يديه في يدي الفتاة ويهمس لها بالحب، تراجع إلى الخلف، حاملا بضع حبات من الملوح، ولم ينس ان يشتري بعض حبات من الفل يهديه إليها... ودهشة المكان وباب اليمن، تحتضن ولادة حبه..

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً