الاثنين 03 فبراير 2025 آخر تحديث: السبت 1 فبراير 2025
للحرية ..ثمن.. !! قراءة في قصة " ثمن " للقاص عبد النور محمد - بهيجة البقالي القاسمي
الساعة 00:02 (الرأي برس - أدب وثقافة)

أولاً النص:

 

ثمن:

"اعتلى منبره ، ركب حماسه ،
أطلق لجامه ، صعد و لم يعد ،..."

 

ثانياً القراءة:

للحرية .. ثمن .. !!

حين يلاحق النص الأدبي حالة سياسية متلبّسة بجريرة الموقف، يكون بين خيارين: 
-    إمّا أن يسقط في فخ المباشرة العقيمة.
-    أو يرقى إلى التلميح الخلاَّق.
" ثمن " عبد النور محمد ، ينتمي إلى الحالة الثانية. لأنّه قبض على حالة سياسية مع سبق إصرار على الإدانةِ و ترصّد للفن. و صعد بها إلى علياء الفن الموحي و الذكي .
إنَّنا أمام نص بلغ الغاية في أمرين:

 

-    الرّمز الذي يحيلنا على نضال متلبِّسٍ بالاعتقال. و رأي آمن بالحرية ناسيا ثمن نقيضها.
-    التكثيف الذي يحيلنا على موقف لمبدعٍ اختزل واقعا سياسياً معطوباً في تسع كلمات.
عبد النور محمد، هذا المبدع اليمني الوارف السّرد : أفرغ الربيع العربي من مضمون (الأمل) . ليملأ أوهامه بحقيقة (اليأس) . موظفاً في ذلك كلماتٍ / مفاتيح أساسية لإدراك ما فيه من ضفاف: 

 

أ‌-    الاعتلاء : ركوب موجة الحرية يؤدي إلى شاطئ النزول !
ب‌-     الحماس : الجهرُ بالرَّأي يقود إلى صمتِ الاعتقال !
ت‌-    اللجام : الألسنة المتوارية سمة للنجاة من غياهب " لم يعد " !
إنه نص تتعدَّد فيه التأويلات. لأنه مشرع على كل القراءات . و قابل لكل الرؤى. و تلك صفة النصوص المؤثرة البارعة.

 

المعجم اللغوي الذي وظفه مبدعنا عبد النور محمد، جاء حاملا كل سمات السرد رفيع المستوى .. السرد الذي تكتمل في منعطفاته و شواطئه كل عناصر الإبحار العميق.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص