الاثنين 23 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
للحرية ..ثمن.. !! قراءة في قصة " ثمن " للقاص عبد النور محمد - بهيجة البقالي القاسمي
الساعة 00:02 (الرأي برس - أدب وثقافة)

أولاً النص:

 

ثمن:

"اعتلى منبره ، ركب حماسه ،
أطلق لجامه ، صعد و لم يعد ،..."

 

ثانياً القراءة:

للحرية .. ثمن .. !!

حين يلاحق النص الأدبي حالة سياسية متلبّسة بجريرة الموقف، يكون بين خيارين: 
-    إمّا أن يسقط في فخ المباشرة العقيمة.
-    أو يرقى إلى التلميح الخلاَّق.
" ثمن " عبد النور محمد ، ينتمي إلى الحالة الثانية. لأنّه قبض على حالة سياسية مع سبق إصرار على الإدانةِ و ترصّد للفن. و صعد بها إلى علياء الفن الموحي و الذكي .
إنَّنا أمام نص بلغ الغاية في أمرين:

 

-    الرّمز الذي يحيلنا على نضال متلبِّسٍ بالاعتقال. و رأي آمن بالحرية ناسيا ثمن نقيضها.
-    التكثيف الذي يحيلنا على موقف لمبدعٍ اختزل واقعا سياسياً معطوباً في تسع كلمات.
عبد النور محمد، هذا المبدع اليمني الوارف السّرد : أفرغ الربيع العربي من مضمون (الأمل) . ليملأ أوهامه بحقيقة (اليأس) . موظفاً في ذلك كلماتٍ / مفاتيح أساسية لإدراك ما فيه من ضفاف: 

 

أ‌-    الاعتلاء : ركوب موجة الحرية يؤدي إلى شاطئ النزول !
ب‌-     الحماس : الجهرُ بالرَّأي يقود إلى صمتِ الاعتقال !
ت‌-    اللجام : الألسنة المتوارية سمة للنجاة من غياهب " لم يعد " !
إنه نص تتعدَّد فيه التأويلات. لأنه مشرع على كل القراءات . و قابل لكل الرؤى. و تلك صفة النصوص المؤثرة البارعة.

 

المعجم اللغوي الذي وظفه مبدعنا عبد النور محمد، جاء حاملا كل سمات السرد رفيع المستوى .. السرد الذي تكتمل في منعطفاته و شواطئه كل عناصر الإبحار العميق.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً