الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
خبر عاجل.. الرئيس استقال!! - عماد زيد
الساعة 15:07 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


(الرئيس الذي انتخبه الآباء والأجداد لا زال رئيساً
الرئيس الذي انتخبه الأموات لا زال حيا  ً
لا زال في يديه وصية أحفادهم:
هكذا دونتها المآقي.
هكذا يتذكرهم واحداً واحداً
وتلك المقابر لا زال فيها شواهده
لا زال فيها ثراها وأعمارهم 

****
 

الرئيس استقال عن الملك في نومه
فعاقب أتباعه
أودعهم بؤسه
أتدرون ماذا جرى؟
لم يأت حينٌ من الدهر منهم
       سوى رأيهم بالسجود
حتى بأحلامهم ساجدين!!
إذاً.. وافقوه التنحي بأحلامه
   فحق عليهم عذاب

***
 

الرئيس بطائرة لا نراها تفقد أحوالنا
صب أنبوب زيت على دارنا
وفي الأمس صوتٌ:
الرئيس بطائرة الميج وال( (f
تفقد شعبه
أسمعهم صوت تلك الزيارة
وما أسقطته من النار حقاً لهم
كي يضاءون ليلاً
 يضيئون تلك القرى الـ غادرتها الشموع
وغادرها الوقت.

***
 

الرئيس استقال
خبرٌ في الشوارع يحمله صبيةٌ فوق أكتافهم خلسةً
عجوز بقارعة الوقت قلّب كفيهِ 
أطفأ نوارة العمر متجهاً نحو سرب من الظل 
ليس بوسع السحائب أن تتواجد كيما تكفر ذاك الضلال
" الرئيث اثتقال لثت أدري ربما حين يو(ث)ي بأن نثتقيل"

*****
 

ليس يدري ...
....
يمر الجدار بكفٍ 
تلامس تلك الشقوق التي غار فيها صداه.
خيوط من الليل فيها تكدس مر السنين
وفي كل خيطٍ ترى الريح حبلى
 تُزاحم أبناءها في اصطفاء الوميض.
-    نوارة الجد فيها زجاج عليه رماد اللهيب..
يمسكه بقنوط. 
وفيه صفير لأبنائها حين تقصد إغماض جفنيه كيما ينام. 
وذاك الذي في يديه سواد
ً ونافذة للسماء –

*******
 

في صبيحة ذاك المساء
 الجرائد في السوق سالت بكاءً وهي تكذب تلك الوشاية..
ملامحها حقل ملحٍ على وجنة الشعب
طيلة اليوم.. تمسك صفحاتها وتزمجر في مقلة الناظرين:
يا للخيانات
من قال إن الرئيس سيطفئ ضوء البلاد ويمضي
من قال إن الرئيس استقال

***
 

أممٌ في بلاط الذي قيل أطفأ وجهه ،
فحلَّ السواد
سجودٌ طويلٌ؛ وصوت نساء؛ وقيل وقال:
الرئيس سيظهر بعد ثوانٍ ليُلقي بصيرته
حشودٌ من الصمت
صمتٌ طويل
أخيراً تجلى
 خشعت أعين الساجدين:
"مغرضون.. مغرضون"
صفقت أممٌ
" من قال إن الرئيس استقال..
كيف لي أن أغادر ما دام في الأرض منكم"
"أيها الخلق.. 
وحدكم صفوة للإله.. سأبقى حفيظاً عليكم"
الصفيرُ وأيدي النساء وتصفيق أزواجهن؛ صورة في الصباح الأخير يضيء بها الجد رحلته في الشتاء
ممسكاً بالجرائد..
     يقلب كفيه 
يبحث عن صبية.. قيل يوماً:
 خبرٌ في الشوارع يحمله صبية فوق أعناقهم
"الرئيس استقال"

****
 

ليس ندري
كيف لي أن أرى خبراً في النزاهة
يا للتي غادرتنا
نحن حمقى إذا جد أمرٌ
نحن حمقى إذا جدنا جاده العمر بحثاً علينا..
سنذهب حتى يرانا كسنبلة أنبتت نبله
أين جدي؟ 
أين شاهد قبرٍ؟
وأين التي قيل يوما بكتنا كثيراً..
أينُنا؟
ما كل تلك التي سورتنا بأحجارها
ما الذي ساقنا نحو تلك النهايات
من نبتدي في سواعدها
عقدة عقدة.
نتذكر آخر عمرٍ حملنَا عليه:
-    خبرٌ باذخ الشك.. ابن الرئيس استقال!

****
 

ابن الرئيس استقال
صغر العمر في وجهنا
أحفادنا الآن في الطود يستلهمون النهار مجيئاً
أحدٌ طال حاجبه قالهم:
 مر من هاهنا نحو ذاك الشتاء وميضٌ 
وفي خطوهِ ألف خيطٍ من الريح 
     يرجوا لقاءً لنا في الربيع.

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً