الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
حميد عقبي.... بغداد الخطوة الأولى في تكويني وكانت حلمي الصعب الذي وصلت له
حوار مع الكاتب اليمني حميد عقبي - حاوره قاسم وداي الربيعي
الساعة 14:16 (الرأي برس - أدب وثقافة)

    

   

حميد عقبي  شاعر وكاتب وسينمائي من القطر اليمني درس في بغداد وغادر إلى فرنسا ليستقر هناك تناول المشهد الثقافي العراقي في مناسبات عدة وأصدر كتابة (  المشهد العراقي ما بعد التغير ) وقدم الحوارات مع بعض مثقفي العراق . هو متخصص في عالم السينما لكن ذلك لم يمنعه من كتابة الشعر فكتب العديد من النصوص وقد نشرها في صحف ومواقع عدة .. لكنه ما زال يقول أنا لست بشاعر .. حاورته عن بعد فكان يعطي أجوبته وهي مثخنة بالحزن والألم ..كانت بدايتي معه حول السينما والشعر وهموم أخرى .فكان لي معه الحوار التالي
 

ـ العقبي يكتب الشعر والدراسات السينمائية فهل وجدت نفسك وسط هذا الكم من الإبداع؟
ــ دراستي السينمائية تركزت حول السينما الشعرية، موضوع خصب ومعقد للغاية دفعني للخوض في تفاصيل متشعبة ومتنوعة في مجالات مختلفة فنية وأدبية وهكذا تقربت أكثر إلى الشعر وأنا لا أزعم أني شاعر وما أكتبه هو ضجيج داخلي قد يتشكل في نص نثري أو قصة أو ربما قصيدة وهذا الأشكال عبارة عن هلوسات خيال الطفل المجنون في داخلي والذي قد لا أفهمه، النص يولد دون مناسبة ولا أبحث عنه وعندما يأتي لا أسعى لزخرفته ولا تهذيبه ..نشرت ما يقرب 50 نص قصصي و50 نص شعري وأكثر من 200 مقالة سينمائية ومستمر في النشر وخلال هذا العام حاولت جمع ما ينشر لي في كتب إليكترونية مجانية وصدر لي 17 كتابا إليكترونيا متوفر للتصفح والتحميل المجاني بالتعاون مع دار كتابات جديدة للنشر الإليكتروني ودار حروف منثورة ودار شجن الحروف الأدبية للنشر والتوزيع، وهناك ثلاثة كتب ستنشر قريبا، الفنان يجد نفسه دائما في خضم التنوع وهو يتشكل ويتطور مع معايشة الفنون والأدب ولا يجب أن يزعم أي شخص أنه كامل أو مبدع ولا أقول أن ما أكتبه جيد وكل ما يهمني الشعور بلذة التعايش والحياة مع الفن والجمال.
 

 

ـ البداية والمشروع السينمائي الثقافي؟
ــ بغداد كانت الخطوة الأولى في تكويني وكانت حلمي الصعب الذي وصلت له في نهاية أكتوبر 1993، وهكذا في أكاديمية الفنون الجميلة ببغداد ــ قسم السمعية والمرئية وعلى يد أساتذة كبار أمثال جعفر علي وسامي عبد الحميد وفاضل خليل وغيرهم، في بغداد تعرفت على زملاء من الأردن والعراق منهم رياض طملية وصلاح أبو عون وشيلان ناصر وياسر السوداني وعملنا فرقة أهل الكهف المسرحية وقدمنا أكثر من عشر مسرحيات ساخرة من أفكار الكاتب الأردني محمد طملية.
 

في نيسان 1997 أنجزت فيلمي الأول “محاولة للكتابة بدم المقالح” وهو معالجة درامية لقصيدة “محاولة للكتابة بدم الخوارج” للشاعر اليمني الرائع عبد العزيز المقالح، وكان فيلم التخرج ونقطة البداية السينمائية، ثم عدت إلى اليمن  وشاركت في تأسيس كلية الفنون الجميلة بجامعة الحديدة، ثم سافرت إلى فرنسا في نهاية عام 2001، هنا نضجت أفكاري أكثر حيث البيئة الثقافية والفنية مفتوحة على العالم ولا يحدها حزب ولا سلطة ولا دين، كونها إنسانية بالدرجة الأولى ومبنية على محاولة المعرفة والفهم والتسامح.  
 

 

ـ أنت درست في بغداد . الفنون الجميلة ما هو تقيمك للفن العراقي والدراما العراقية؟
علاقتي مستمرة مع بعض الزملاء والأساتذة ولي أصدقاء يخوضون مغامرات فنية رغم الظروف الصعبة، العراق بلد عظيم وحضارة عريقة ورغم ما يحدث من بشاعة مرعبة بسبب الإرهاب والتخبط السياسي وتدخلات الغير، لكن العراق سينتصر ويستعيد مكانته، ما يحدث الآن سحابة سوداء لذلك فقد أفرز هذا الواقع شيئا من الإحباط والخلل في المسار الدرامي ولكن هناك من يخوض تجارب شجاعة فمثلا العيادة المسرحية للدكتور جبار خماط وجهود الصديق حاتم عودة ومنبر موقع الخشبة المتخصص بالمسرح ونسمع عن نشاطات للرائع سامي عبد الحميد وكذلك الجميل الدكتور فاضل خليل وغيرهم يعني شمعة الإبداع تظل متوهجة ويجب أن تستمر رغم قسوة ورعب العواصف التي تستهدف قلب العراق النابض بالجمال.
 

 

ـ هل تعيش الاغتراب أم صوت الوطن يلامس خطواتك كل يوم؟
ــ الغربة كربة ولا يمكن نسيان بلدي اليمن، لكن الظروف القاهرة تجعلنا خارج اليمن ويظل الحنين إلى الوطن هاجسا وحلما وسيأتي يوم لقاء الأحبة.
 

 

ـ كيف تم اختيارك للأسماء التي جمعتها في كتابك الأخير ( المشهد العراقي ما بعد التغير)؟
ـ تربطني علاقة وطيدة مع المشهد الأدبي العراقي منذ كنت في بغداد وكنت متابع جيد لمهرجان المربد الشعري وعدد من الأندية الثقافية وبعدها بقيت العلاقة وخلال بعض مشاركاتي في مهرجانات أدبية أو فنية تزداد علاقة التواصل وكذلك تعرفت على البعض من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وهذا الكتاب الصادر عن دار حروف منثورة يقع  في 154 صفحة جمع فيها الكاتب 16 حوارا صحفيا مع 16 شخصية أدبية (الشاعر أحمد ضياء، الشاعر وسام علي، الشاعر علي تاج الدين، الروائي د. فوزي الطائي، الشاعر سعد عودة، الكاتب ضمير عزيز فالح، الشاعر قاسم وداي الربيعي، القاص والناقد فيصل عبد الوهاب حيدر، القاص فلاح العيساوي، القاص رحيم الجبوري، القاص عادل المعموري، الناقد عدي العبادي، الشاعر والناقد أنور غني الموسوي، القاصة هدى الغراوي، الشاعر علاء الأديب مدير جمعية البيت الثقافي العراقي التونسي والقاص ياسين خضر القيسي) وهو يضم مجموعة  تصرخ وتحلم وتضحك وتبكي لتكشف لنا بعبارات بليغة وساحرة ملامح وإشكاليات وواقع مشهدهم.
 

 

ـ الواقع السينمائي العربي كيف يراه العقبي؟
ــ أود دعوة القراء لتصفح كتابي “السينما العربية..البحث عن الهوية والأسلوب” ويتكون الكتاب من 105صفحة محتوياً على ما يقرب من عشرين موضوعا، لنفهم هذه النقطة، هناك عثرات وعوائق في مسيرة السينما العربية منذ ظهورها وخصوصاً في مصر، مع ذلك هناك تجارب رائعة، الحال اليوم شبه محبط يشاهد أغلب ما ينتج اليوم يصاب بالسكتة القلبية كون ما ينتج حاليا تشويها لمعنى سينما وفن، قد نجد القليل جدا من الأفلام التي تحترم المتفرج وتحاول تقديم فرجة سينمائية ممتعة والأفلام الجيدة القليلة جدا قد لا تجد الدعم الإنتاجي أو الدعم بعد الإنتاج، ما تعيشه اليوم السينما العربية من أزمات جعل البعض يصاب بالإحباط ورغم وجود عشرات المهرجانات السينمائية الفخمة إلا أنها لا تضع في برامجها تقديم دعما لإنتاج أعمال وتجارب جيدة وجديدة، السينما العربية تعيش مأزقا صعبا حيث ترتفع أصوات متطرفة تنادي بقتل وغلق كل منافذ الإبداع وهذه الهجمة الشرسة يجب الوقوف ضدها عمليا لكن للأسف الفساد يعصف بالهيئات الثقافية والفنية الرسمية في وطننا العربي.
 

 

ـ أنت كثير النشر في الصحف والمواقع الالكترونية لماذا لم تفكر بجمع نصوصك النثرية في ديوان خاص بك وأنت تمتلك أدواتك الجيدة؟
ــ نعم أفكر ولحسن الحظ هذه النصوص منشورة في منابر مهمة ومتعددة وسيحدث قريبا إن شاء الله.
 

ـ ما بين فرنسا وصنعاء مسافات هل فكرت بنقل تجاربك للوطن الأم؟
ـ سبق وأن حاولت في عام 2007 وتقدمت بمشروع مهرجان صنعاء السينمائي وبرنامج تطوير السينما اليمنية وزرت خمس مرات اليمن لهذا الغرض، وجدت في البداية ترحيب من وزارة الثقافة اليمنية ثم حدث كالمعتاد الدخول في دوامة صراعات وخاف الوزير أن أخذ كرسيه ثم تعددت وسائل التطفيش ونشر الوزارة بيان يتهمني أني أشوه العلاقات الخارجية بين اليمن وأصدقائها.

 

منقول من صحيفة المستقبل العراقي .. 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً