الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
كوريدا" عيسى ناصري برؤية سعدية بلكارح
قراءة نقدية مقتضبة عن الومضة الفائزة في غاليري الأدب - سعدية بلكارح
الساعة 13:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 

كوريدا

أشهر الرئيس منديله الأخضر، نطحته الثورة

قراءة 

يقول هارفي ستابرو: (القصة الومضة) جنس أدبي ممتع، ولكن يصعب تأليفه .
ومن هذا التعريف الذي يبدو بسيطا في ظاهره عسيرا في متناوَله، نؤثث للدخول إلى موضوعنا الذي هو قراءة تمهيدية لنص ومضة من الومضات المبهرة التي تصادفنا بسرعة البرق مخلّفة في نفوسنا آثارا عميقةً لا يمكن تجاوزها أو الخلاص منها.

 

النص الذي أمامنا دقيق الحجم لكنه نافذ كالرصاصة، شديد الامتلاء، قوي الإيحاء، مربك إلى درجة توهّم الموت المحدق في دلالاته.. ذكي إلى حد الالتباس في وجود تقعيده الحقيقي..هو مناورة قوية بين العنوان و مدلول المتن.. في لعبة مجنونة مع الموت تفضي إلى مصير منهوك بسخرية لكاتبه الذي وظف حِسه الجمالي والفني في تركيب صورة درامية عنيفة بتمثلات رائعة في ربط لعبة مجنونة مع الموت للمتعة السادية بالحياة السياسية المرتبطة بمصير شعب أو شعوب لا حول لها ولا قوة إلا لمجرد إشباع نهم إلى المغامرة ورؤية الدماء وتجسيد العظمة المزعومة في قتل الآخر الضعيف..ليستعرض نازيته ووهمه المريض أمام الآخرين..
الذكاء الذي أشرت إليه والذي وظفه الكاتب بحرفية متقنة هو اللعب بالكلمات كرقعة شطرنج هذه الومضة، يدخلنا الكاتب عيسى ناصري في متاهتها حيث يستبدل اللون الأحمر المعروف في حلبة مصارعة الثيران الإيحاء الذي يعنيه العنوان القوي للومضة أو اللعب مع الموت، باللون الأخضر، لا أدري ربما يريد الكاتب إيهامنا بمخطط اللاعب (السياسي) المجنون الذي يرنو ربما إلى خدعتنا بالسلام الذي من أجله أشعل الحرب على شعبه..

 

الإيحاء السياسي المضمور هنا قوي وهو يعكس ما خلفته الثورات من هموم في العالم العربي.. ونتائج محمومة قلبت الموازين.. وانعكست سلبا على كثير من شعوب العالم حولها.
الرؤية الساخرة للكاتب هنا تجلت في طريقة صوغ النهاية الصادمة، حيث قلب النهاية المتوقّعة للعبة الكوريدا بموت الثور وصرعه يائسا مدحورا..إلى موت اللاعب الشاهر لمنديله الأخضر أو ك"كتابه الأخضر"في النهاية لتنطحه الثوره بدل الثور.. 

 

المقارنة هنا بالاسم فيها إيحاء ساخر مُسَخَّرٌ لتوظيف شائك لغباء وضعف استراتيجية الموت ومخطط القضاء على الثورات وشعوبها بالقضاء في النهاية على الطرف القوي الذي أشهر الحرب على شعبه. وخير دليل ما نراه ونشاهده ونسمع عنه من مآسي بالجوار كانت من جراء التهور باللعب مع الموت.
نص زاخر يحمل الكثير من الدلالات أتمنى أن أكون قد أمسكتُ ببعض خيوطها.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً