الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
الغريب. - ياسين البكالي
الساعة 12:25 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)


غَرِيبَاً 
عُدتُ للبلدِ الغريبِ
أُفتّشُ في الزوايا 
عن حبيبِ
غريباً عُدتُ ، 
مِلءَ فمي سؤالٌ
تَعَثّرَ 
بينَ أجوبةِ المُجيبِ

 

غريباً 
كُلّما حاولتُ أنسى
تأرجحَ في دمي
وجعُ الغريبِ
بلادي هذهِ ؟! 
ونفضتُ قلبي
مَجازاً 
فوقَ شُبّاكِ المَغِيبِ
تَقَوّسَتِ الحقيقةُ 
صارَ صعباً
على عينَيَّ إِحصاءُ الثقوبِ
أهذا موطِني ؟! 
ورأيتُ منفىً
كبيراً 

 

جَمّعَتهُ خُطى الحروبِ
تَشَقّقَتِ المُنى 
في كلِّ وجهٍ
وما اتّسَعَت 
لغيرِ أسىً دروبي
ومِن قلقٍ إلى قلقٍ 
مَضت بي
تحايا القومِ 
حتّى يفرحوا بي !
دموعُ الأُمنياتِ 
على الضحايا
كآهةِ راهِبٍ بِيدِ الصليبِ

 

وبسمِ اللهِ 
في فمِ كلِّ طفلٍ
تُلَوّحُ ، 
أين من سَرقوا حليبي ؟

 

هَرِمنَا.. 
قالها وطنٌ بصدري
تلاشَى 
بينَ أدخنةِ الكروبِ
تَوَقّدَ 
حينَ صافحَني انكِساري
فأوقَدَني 
على جَمرِ القلوبِ
وَوَارى في فِجاجِ الروحِ 
حُلماً
أيُرجِعُهُ إلى يدِها نُشوبي ؟!

 

غريباً عُدتُ ،
كنتُ أوَدُّ أن لا
أعودَ بنصفِ رأسِكَ
يا مَشِيبي
كأنّ قصيدةً 
في القلبِ تسعى
على نَفَسِي بِمِغزلِها القَشيبِ
أُحاوِلُ 
أن أمُدَّ الآنَ رجلي
بِبُطءٍ 
في حضورِكَ يا نَسِيبِي
فأدخُلُ 
في بلاطِ الحرفِ ناياً
تَمَزَّقَ شَجوُهُ 
بينَ الخطوبِ
إلى وطنٍ 
فتحتُ لهُ ذِراعي
على عجلٍ 
فسابَقَ في الهَبوبِ
أحِنُّ وبي قُرىً للطِّيب

 

ِ أخشى
بأن تَذوِي 
وأبقى دونَ طِيبِ
أنا المَنسِيُّ 
في لُغةٍ تشَظّت
عراجِيناً 
وصارت مِن نصيبي
أُغازِلُ ريشةَ المعنى 
فتَنأى
بعيداً 
عن تَصَوُّرِيَ القريبِ
أطرتُ يمامَتَي وَلَهٍ 
ولَمّا
أزل أهذِي ، 
فهل ليَ مِن حبيبِ ؟
تطُلُّ برأسِها الشكوى 
فأرمي
بها في خاطري 
وأقولُ ذُوبِي

 

غريباً عُدتُ 
تزدَحِمُ المنافي
عليَّ 
وإن ركبتُ أبَت رُكوبي
ظَمِئتُ
ولم يزل يجري وحيداً
بأجزائي التي ذَبُلَت 
وَجِيبِي
أُخَبّئُ في دمي 
عرباتِ سَيرٍ
لطفلٍ مُولعٍ
بسقوطِ كُوبي
..
....
18/12/2016م

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص