الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
داعشي - مروان الشريفي
الساعة 12:41 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


(1)
كانت الشمس ترتفع رويدًا رويدا فوق المدينة، دخان كثيف يتصاعد من تنانير وضعَت فوق أسطح بعض البنايات، سحاب أبيض شفاف يعانق جبل (صبِر)، بائعة الورود تنزل حمولتها عند نقطة عسكرية، يتضاءل عدد المنازل كلمّا قطعت الحافلة المسافات بينما كانت (منى) تنظر من خلف نافذة زجاجية آخر صباح لها في (تعز) عائدةً إلى العاصمة (صنعاء) بعد صدور قرار تعليق الدراسة الجامعية بسبب الحرب.
 

(2)
بعد سفر طويل وصلت الحافلة مشارف صنعاء، شاهدت منى وجوه غريبة لرجال مبندقين، بين فينة وأخرى يوقفون الحافلة، يتفحصون المسافرين، وبإشارة من أحدهم يتحرك السائق ليقف عند جماعة أخرى. اعتلَت شفتي منى ابتسامة فقدتها طوال الطريق عندما لمحَت أباها منتظرًا وصولها إلى جانب سيارته القديمة، نهض المسافرون من مقاعدهم، دلفت منى بصورة كانت تتأملها طوال الطريق، وبعض الرسائل في حقيبة اليد، التقطَت أشياءها وغادرت الحافلة.
 

(3)
في الطريق إلى منزلهما أبكاها خبر إرسال شقيقها مع مجموعة من الأولاد للقتال، شاهدت على جانبي الطريق شعارات غريبة، منظر الحارة وقد صارت شبه خالية، مسحت دموعها، ترجلت من على السيارة، احتضنت أمها، صافحت صديقاتها، لم تستطع حبس دموعها ثانيةً، التقطت حقيبتها مسرعة نحو غرفتها، أوصدت الباب، ثم استلقت على سريرها وغطّت في نومٍ عميق.
صوت الكلب المتكرر قرب النافذة أيقض منى، مسحت عينيها المرهقتين، حاولت أن تسكته بإصدار صوت اعتادت عليه، ذهب بعيدًا، ابتسمت مرددةً: يا له من كلب مطيع. عادت لتسند ظهرها، تفحصت الساعة المصلوبة على الجدار، كان عقرب الساعة الصغير يزحف ببطء نحو الواحدة بعد منتصف الليل، فتحت هاتفها، طار بقايا النعاس العالق في جفنيها حين رأت رسالة واردة، فتحتها على عجل، قرأت.

 

(منى آآآه لو تعرفي بأنك أخذتِ جمال المدينة وبهاءها، .الأماكن التي جلسنا فيها معًا بعد رحيلك بلا ملامح، الورود التي في شرفة شقتك باهتة، بعد جولة صباحية أيقنت بأنني لست وحدي من يشتاقك)
أكملت منى قراءة الرسالة، أخذت نفسًا عميقًا، ، أغمضَت عينيها، ذرفت دمعتين حزينتين انحدرتا إلى أسفل عنقها، بعد بضع ثواني راحت تتأكد من إملاء (رسالة الصادرة):
(لعنتي على الحرب..
لعنتي على الحرب..
أحبك فؤاد)

 

تركت منى الهاتف تحت مخدتها، عادت لتبحث عن أمل لمجيء النوم، أغمضت عينيها، فجأة قفزت من على السرير خجلى، العرق يعتلي بشرتها الحنطية، أخرجت هاتفها بسرعة تتأكد هل كتبت شيء عن الحب في رسالتها؟ أم راودها حلمٌ دون أن تدري بذلك؟!
راحت تذرع الغرفة جيئة و ذهابًا ،شعرت بالذنب عندما وجدت فؤادًا قد تأخر في الرد كغير العادة، أي جنون أقدمت عليه، بدأتها بلعنة وختمتها بحب، كيف تجرأت وهي التي كانت لا تفتأ أن تجيب بطلاقة عند حديثهما، خجلت أن تنظر لنفسها بالمرآة عندما راحت تبرر بأن البعد والفراق سببا ذلك الجنون، وأنه ليس ذلك الحب الذي حكت لها عنه زميلتها، عادت لتجلس أمام النافذة، تراقب القمر، محتارة لماذا تشاهده جميلًا لأول مرة؟
تمر الأيام ، كانت منى تتردد على منزل صديقتها (منال)، تحكي لها عن الجامعة، والزملاء، رسائل فؤاد ،وصورته ،وهديته التي تحتفظ بهنّ في دولابها بعيدًا عن الأنظار ، توسّعت حدقتا منال حين صارت منى تحدثها عن موضوع الرسالة، وكيف أنها كتبتها دون وعيٍ في حالة من الجنون، لم تنس أن تخبرها عن القلادة التي صنعتها بيدها والتي يتدلى طرفها المنتهي بحرفين هما الحرفان الأولان من اسم فؤاد ووالده محمد، نظرت منال نحو السماء وراحت تردد:
(ف. م) فؤاد و محمد
(ف.م) فؤاد ومنى
أصدرت ضحكة خافتة، قائلةً:
يا لكم من متحابَّين غامضَين، ولكن لن تفلحا أمام الحب، سيفضحكما كل يوم حتى تعترفا لبعضكما، 
وحدها المشاعر حين نكتمها تقودنا إلى الجنون.
- منى متسائلة؟ وهل ما أقدمت عليه من جنون في رسالتي كان سببه كتماني لمشاعري؟
لم تكمل منال الإجابة، حين تركتها منى عائدةً إلى المنزل، عند وصولها وجدت الحزن مخيمًا، أختها الصغرى تبكي، والدتها لم ترفع رأسها من الأرض حتى بعد أن تحرّكت منى عدة خطوات أمامها، أحسّت بالوجل، وقفت أخيرًا خلف باب غرفة والدها الموارب، صوت يجهش بالبكاء من داخلها، نظرت شزرًا، كان صوت والدها وبيده صورة شقيقها الذي أخذوه للقتال، تسمّرت منى في مكانها، تتذكر آخر مرة شاهدت وجه أخيها الذي كان يساعدها في صناعة بعض الحرف اليدوية، والتي من ضمنها تلك التي أهدتها فؤاد، تحركت بخطوات ثكلى نحو والدتها، ضمتها إلى صدرها، مرددة:
سيعود إلينا، سيعود لدراسته، سيذهب أبوكِ غدًا ولا يعود إلا به.

 

صباحًا كانت منى تودع والدها الذي لم ينبس بكلمة منذ جاءه خبر مقتل صديق ابنه (صبحي) الذين أُخذا معًا للقتال، اختفي بين أزقة الحارة، أوصدت الباب خلفها عائدة، في الداخل وجدت أختها منهمكة فوق رسمتها التي بدت ملامحها شبيهة بملامح صديقتها (روان) ضحية قصف الطيران ، أمها تتنقل بين غرف المنزل ممسكة بيدها (المبخرة) يتصاعد منها البخور متفرقًا في أرجاء المنزل، دخلت غرفتها، شعرت بالأرض تتحرك من تحت قدميها، دوى انفجار، أطلقت سيارات الإسعاف صفاراتها متجهة إلى وسط المدينة، بينما راح صوت الطائرة يبتعد.
بعد يومٍ دامي طوت منى سجاد الصلاة، لتجد نفسها وحيدةً كتلك النجمة الباهت ضوؤها، حزينة كليل صنعاء، حائرة كتلك الحمامة التي ظلت الطريق إلى وكرها، تلعن الحرب في السراء والضراء، متلهفة لرسالة تطمئنها عن فؤاد الذي غاب دون إذن؛ كتلهف تلك المرأة المتلصّصة إلى مكب القمامة لتحوز على قطعة رغيف. ينتابها الحنين لصخب كان يزعجها خلف باب غرفتها، إدمانها لرائحة سجائر والدها الذي خرج ولم يعد، توصد نافذتها في وجه المساء، أمام صندوقها الخشبي الذي يحتوي بعض الكتب ظلت محتارة ماذا تقرأ؟
صوت الهاتف ينبهها بوصول رسالة إليها، تطير فرحًا، تلتقطه من فوق سريرها، تردد: 
أخيرًا يا فؤاد حن قلبك، هدك الشوق إليّ، تجيئني حروفك لتضرمَ بي حرائق الوجد، تقتحم وحدتي، دون موعد، ولا حسبان.
تضيق حدقتا منى عندما شاهدت رقمًا غريبًا، نظرت أسفل الشاشة تقرأ:
(رسالة واردة)
(مساء الخير
كذلك أنا يا منى، أحبك، وأعشقك 
أعرف أنك مستغربة عن سر غيابي لهذه الفترة
لكنني على ثقة بأنه ولأجلك لم أغب للأبد،عندما سقطت قذيفة بالقرب مني بينما كنت عائدًا إلى المنزل، نجوت من بين خمسة أشخاص. الحرب يا منى لم تبقِ لنا شيئًا .مدينة محاصرة تنهال عليها القذائف من كل الجهات، جماعات تنتهج أعمالًا عكس أحلامنا وتطلعاتنا، . كل يوم أخرج فيه لا أثق بالعودة ، ورؤية أُمي التي تسوء حالتها بسبب عدم وجود الدواء الذي كان متوفرًا في مشافي المدينة).

 

أغلقت منى هاتفها، تذكرت تلك الأيام التي كان يتأخر فيها فؤاد عن المحاضرة، حين تسأله عن السبب.. هل ينام متأخرًا؟ لكنه أكد لها بأنه يتأخره بداية كل أسبوع بسبب مواعيد أمه المتكررة إلى العيادة.
بعد برهة ظلت فيها منى تتأمل حروف (الرسالة) ، توقفت قليلًا قبل أن تكتب، مسحت دموعها، ثم راحت تقرأ:
(رسالة صادرة)
(حبيبي فؤاد..
بإمكاني البحث عن الدواء الذي تتعاطاه (والدتك) فقط أحتاج اسم العلاج وتفاصيله، وسأرسله بأي طريقة.. لا تهتم).
حدقت منى بعينيها المرهقتين نحو الهاتف، كانت تنتظر الرد ليخبرها (باسم الدواء) ، تمنت لو كان شقيقها موجودًا، ستخرج معه ولن تعود إلا بالدواء، وفي الصباح تكون في أقرب فرزة لتبحث عن مسافر.
صوت الهاتف من جديد
رسالة واردة
( أحقًا لا تريدين رؤيتي؟)
رسالة صادرة
(لاااا 
ولكنني أخاف أن يصيبك مكروهٌ في طريقك(

رسالة واردة
(ستحرسني ملائكة الحب طوال الطريق،
حين أصل صنعاء سأبيت في أحد الفنادق 
صباح السبت القادم انتظريني في المقهى)
رسالة صادرة
(ستنتظرك وردتك الآيلة للذبول
وحده وصولك سيروي عطشها)
تركت منى الهاتف جانبا، وراحت تبحث عن إجابة لأسئلة كثيرة تملأ رأسها، بأي صفة سأستقبل فؤادًا في مجتمع لا يعترف بأي صفة من هاته الصفات التي نسميها (بالحب، الزمالة، الصداقة؟)
_ هل ستكفي تلك الدقائق التي سيتركني بعدها ذاهبًا للبحث عن دواء لوالدته؟
_ هل سيأتي لأجلي، أم كبرياؤه يرفض مساعدتي الإنسانية لتعفي عنه عناء السفر؟
حين وجدت نفسها لا تملك إجابة مقنعة، وضعت خدها على الوسادة، تتأمل صورته الموضوعة أمامها، بينما كان الهدوء يغشى صنعاء رويدًا رويدا.

 

(4)
بعد طول انتظار، كانت منى تقف صباح السبت أمام مرآتها، ارتدت عباءتها السوداء، رسمت حاجبيها، لونت شفتيها، وضعت الكحل، التقطت (البرقع) أخفت ذلك الجمال وتلك الدهشة تحته، أستأذنت أمها بعد أن حاكت لها عذرا قبلته دون تردد. 
في الشارع كانت عينا منى تقعان على كل شيء، وبين فينة وأخرى تطلق لعناتها على من كان سببا في تشويه صنعاء، اسرعت الخطى، بعد أن ركن السائق الباص جانب الطريق منتظرا وصولها، دلفت بنفسها إلى المقعد الخلفي، أصوات جدلٍ سياسي تقترب من المقاعد الأمامية، سب ، ولعن ،وإشهار للسلاح، أوقف السائق الباص محتجًا؛ تعهّد الجميع بالهدوء، استأنف السائق السير، بعد لحظات كانت منى تترجّل، دفعت الحساب على عجل، على عتبة المقهى ظلت تتأمل الوجوه الحاضرة، كانت تتمنى لو وصل هو أولاً، تحركت بين الكراسي، اختارت مقعدين شاغرين في أقصى المكان، أخرجت كتابًا من حقيبة اليد، حاولت أن تشغل نفسها بالقراءة، علّها تخفي شوقها الذي كاد يفضحها. قرأت عددًا من الصفحات، تأملت منى ساعةً تطوق معصمها، اعتذرت للنادل عن طلب أي مشروب حتى يصل من هي بانتظاره، لمحت بطرف عينيها عاشقين متشابكي الأيدي يغادران المقهى، ابتسمت كما لو أنها ستفعل ذلك مع فؤاد بعد أن يتحدثا ويشربا القهوة ثم تعيد معه ذلك المشهد الذي مسح من ذاكرتها كل مشاهد الطريق الدامية. بدأ بعض المتواجدين ينظرون نحو منى بشقفه، فقد وقعت أعينهم عليها أكثر من مرة وهي تنظر للساعة، التقطت هاتفها، كتبت الرقم الذي تحفظه غيبًا، أنزلته من على أذنها بعد محاولة باءت بالفشل، رددت منى: سيعاقب، سأحرمه من رؤيتي ؛ ساعتان من الانتظار .
لن أقبل منه أعذار الدنيا، جمعت حاجاتها، دلفت بهن داخل حقيبة اليد، وغادرت المقهى والحزن يملأ عينيها.

 

من خلف زجاج الحافلة كانت منى تنظر إلى البعيد، ترفع بين فينة وأخرى يدها لمهاتفة فؤاد لكن دون أمل، سحبت منديلًا مسحت دموعها وقد امتزجت بالكحل الاسود ، ذهلت حين لاحظت بأن السائق قد قطع مسافة كبيرة من المكان الذي تسكنه، لم تنتبه لذلك، استأذنته بالرجوع، بعد لحظات كانت منى تقف خلف باب منزلها، محتارة ماذا ستقول لها والدتها عندما تلاحظ بإنها عادت بوجه غير الذي خرجت به، ماذا عن فرحتها.. جمالها.. بهائها؟ دعت للرّب عندما وجدت والدتها منشغلة بعمل المطبخ، تسلّلت خلسةً إلى غرفتها، أقفلت الباب بهدوء، وقبل أن تستسلم للنوم كانت تقرأ رسالة صادرة فيها عتاب وغضب شديدين.
أيقظ منى صوت الطفل الذي يمر قبل الغروب من تحت نافذتها عائدًا من بيع الورود مختلفة الألون ليهديها ما تبقى منهن كالعادة، لم تفتح نافذتها، اكتفت بمراقبته عندما راح يعلو بصوته نحو شرفة صديقتها منال المطلّة على الشارع، صوت هاتفها من مكان ما أعاد إلى قلبها الأمل، راحت تتوعد بعدم الرد عليه، أخذته بين يديها، كان اسم والدها أعلى الشاشة من اليمين، ردت عليه متلهفة لسماع خبر عن أخيها، بعد حديث دار بينهما، عاد بهاء وجهها، اعتلَت شفتيها الضامرتين ابتسامة ، أغلقت الهاتف بعد توديع أباها، انطلقت في حجرة البيت وصوتها يردد:
(سيعود أبي غدًا ومعه أخي يا أمي).
مع طلوع الصباح كانت منى تفتح نوافذ المنزل، بعثر شعرها هواء خفيف، أشعة حمراء باهتة تسللت إلى الداخل، في الحجرة كانت قد جهزت طاولة الطعام فيها كلما جادت بها يداها، تحركت بنهم إلى غرفة شقيقها، أخرجت من دولابه الخشبي ثوب أبيض، وجنبية كان قد ورثها عن جدها، ليرتديهما حين وصوله، شعرت بالفراغ ككل مرة تنتظر فيها شخص ما، لم تفقد الأمل بمجئ فؤاد حين أخذت تهاتفه المرة تلو الأخرى، تركت الهاتف جانبًا، غلبها إرهاق السهر، صوت الأطفال من الخارج مرحّبين بالعم (محفوظ) اغتال السكون، نزل وبيده الحلوى يوزعها عليهم بعد مصافحتهم له، حملق الأطفال فجأة نحو النازل من السيارة، كان شعره متدلي إلى كتفيه، عيناه غائرتان في وجهه، جسمه ضعيف، ثيابه رثة، اعتلت ضحكات العم (محفوظ) موجها كلامه للحضور:
(سلموا عليه، هذا ابني صبحي)

 

بالكاد صافحته أخته الصغيرة، أما والدته فظلت واقفة خلف الباب تبكي، بخطوات سريعة ودون أن ينبس بحرف دخل البيت، حضنته أمه إلى صدرها، حرك شفتيه متسائلا عن منى، أشارت أصابعهم نحو غرفته، تركهم ذاهبا لرؤية منى، كانت غارقة في نومها، ربت على كتفها، دنى منها هامسًا في أذنها:
_ جلبت لك هدية هيا قومي خذيها!
فتحت عينيها، ابتسمت مرحبة بعودته وسلامته، مسكت بشعره الأجعد ممازحة:
_ لن تخرج من البيت بعد اليوم إلا بأذني، أفهمت؟
حرك رأسه مطيعًا، طلبت منه أن يسترخي حتى تجهز له حمام دافئ، أوقفها صوته على عتبة الغرفة.
_ ألا تريدي هديتك التي جلبتها معي؟
ردت:
_ بل متشوقة لرؤيتها فمنذ سنين لم أجد منك شيئًا يا بخيل.
يتابع كلامه:
_ هي ليست هدية بالمعنى الحقيقي، هي شيئًا ملكك وسيعود إليك؟
لوت شفتيها مستغربة، لبرهة ظلت تتذكر ما الذي سيكون قد ضاع منها وسيعود اللحظة، حملقت نحو جيبه، حاول أن يوترها قدر المستطاع بإخراج يده ببطء، تملكتها الدهشة حين شاهدتها بوضوح، خطفت القلادة من يده كالبرق، كادت أن تنطق بإنها أهدتها لفؤاد، لكنها تراجعت في آخر لحظة، ضمتها إلى صدرها، تذكرت بأن قميص يوسف وصل إلى يعقوب أولًا، وهذه القلادة بين يديها وسيتبعها فؤاد، أخذت نفسًا عميقًا، سألته:
_ هل سقطت عليه في مكان قريب؟
توسّعت حدقتاه، قائلًا:
_ على من سقطت؟
أدركت منى بحجم خطئها الذي تفوهت به، تابعت لتتفادى الأمر قالت:
أعني هل وجدتها قريبًا، قد تكون سقطت عليّ؟ 
أجاب:
(شاهدتها في عنق واحد من الدواعش، وحين أخبرت من كانوا معي في نقطة التفتيش بأنها لكِ، وأنه قد يكون حصل عليها عن طريق سرقة الشقة التي كنتِ تسكنينها في تعزأثناء دراستك هناك، أخذناها منه بعد أن أرديناه قتيلًا).
أُغمي على منى بعد سماعها ذلك، وبعد ساعات عاد وعيها، وجدت الجميع حولها، وحدها صديقتها منال كانت تبكي بحزن، بينما الجميع في حيرة يتساءلون من هو فؤاد الذي كانت تردد اسمه دون وعيًا منها.

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً