الاربعاء 27 نوفمبر 2024 آخر تحديث: الخميس 21 نوفمبر 2024
طال الطريقُ - زين العابدين الضبيبي
الساعة 15:13 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)



طالَ الطريقُ 
ولم يزلْ جلجامش المخذولُ، في أعماقِنا, يهفو إلى شجرِ البعيدِ، يَهُشُّ أسرابَ الحقيقةِ، والحقيقةُ كانت امرأةً تَزَوَّجَها السرابُ، فأنجَبَا بالحظِّ سِردَابَاً يقودُ من الترابِ إلى التراب..

 

طالَ الطريقُ
ولم يزلْ بوذا يُرَوِّضُ فِكرَةَ المجهولِ بالأَبَدِ المُخَاتِلِ،
يَصطَفِي حَجَرَاً يُعَلِّمُه الكلامَ، يقولُ للنهرِ انتظرْ،
فمعي الدليلُ إلى النهايةِ، إنَّها حَجَرٌ، فَخُذْ منها الحكايةَ كلَّها
وأدِرْ خُطاك..

 

طالَ الطريقُ
ولمْ تزلْ في الكهفِ سبعُ حقائقٍ غَيبِيَّةٍ، لا الشمسُ حالَفَها الضياءُ، ولا استفاقَ الفِتيةُ النُبَلاءُ كيما يُدرِكُوا وَردَ البَداوةِ، من مؤامرةِ الهوى العصريِّ، والحبِّ المُعَلَّبِ في زجاجاتِ العطور.

 

طالَ الطريقُ
ولمْ يَزَلْ عيسى ابنُ مريمَ في الصليبِ
مُشَبَّهاً / ومُعَلَّقاً، ويداهُ مُشرَعَتَينِ للنَّفَرِ الحَوَارِيِّين، والدينِ الجديدِ، وهاجسِ الوعدِ المُؤَجِّلِ في خيالِ الآدمية.

 

طالَ الطريقُ
ولم يَزَلْ ختمُ النبوءةِ طائراً مُتَغَرِّبَاً 
ما بين مكةَ والعراق،
ومُهدَرَاً كدمِ الصحابيِّ القتيلِ، وضائعاً ما بينَ مَن عَادَى "معاويةً" ومَن قَتَلَ "الحسين".

 

طالَ الطريقُ
ولمْ يَزَلْ في الغيبِ ما يُغرِي الثرى، 
حورٌ، وغلمانٌ، وحفلٌ صاخبٌ، وشريطُ أنباءٍ مُفاجِئةٍ،
ولكنَّ السؤالَ:
أثَمَّ تبغٌ فاخرٌ، يومَ القيامةِ، سوفَ يكفينا إلى أن يُطرَدَ الإنسانُ ثانيةً إلى الأرضِ الخراب؟

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص