الأحد 22 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
القصة النسوية في اليمن .. شفيقة زوقري أنموذجا - حسن الدبعي
الساعة 13:44 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

         


1 - مسارات وعثرات القصة النسوية في اليمن.
     أبدأ مساهمتي هذه بالعبارة التقليدية  التي تفيد بأن " المرأة هي شقيقة الرجل وأمه وأخته وزوجته ، وأضيف أنا إليها كلمة و(عدوته أيضا ) وهي عبارة متداولة في مجتمعنا إذ لا تستقيم أمور الحياة إلى بتعاونهما معا .. لأن من مسلمات العقل واستقراء ما دونه التاريخ وخصوصا التاريخ اليمني يعطينا انطباعا أن فترات الازدهار والانحطاط في بلادنا تلقي بظلالها على الجميع رجالا ونساء دون تمييز.. فإذا كانت مكانة المرأة الاجتماعية والثقافية والسياسية محمية ومقدسة  فإن ذلك ينعكس على حالة الرجل  والعكس صحيح أيضا.
 

      ومنذ سنوات طويلة من  عمر الثورة اليمنية في الشمال والجنوب تحاول المرأة أن تضطلع بدورها وتشارك أخاها الرجل في محاولات ثقافية متنوعة لا سيما في الجوانب الصحفية والأدبية والروائية وكتابة الشعر والتعليق السياسي، غير أن هذه المشاركة مازالت دون المستوى المطلوب منها بسبب كثرة المعوقات الثقافية والموروثات الاجتماعية الثقيلة التي تكاد في مجملها تنصب على نشاط المرأة وتحبط تطلعاتها المنشودة.
 

       ويحكي لنا تاريخ الأدب العربي الوقائع المنظورة المليئة بالظلم والاضطهاد التي واجهتها المرأة من خلال النماذج التالية :
 

1 – عائشة التيمورية، تلك المرأة المهضومة التي ارتأت التعرض لمظالم النساء في عصرها والانتصار لقضاياها في عصر يمر بفترة انتقال صعبة، حيث برزت بقوة مطالبة من خلال الكلمة والشعر أن تنتصر لمكانة المرأة وإخراجها من شرنقة التخلف والتهميش والاستماع لطموحاتها حتى أنها طالبت مجتمع محمد علي باشا  أن تختار الجارية على الأقل الرجل الذي ستنضوي تحت عبوديته ناهيك عن وضعيتها المزرية التي جعلتها مجرد تابعة لسطوة الرجل ، لكنها جوبهت بتعسف المتنفذين في سرايا محمد علي باشا الذين أجبروا والدها على تزويجها من أحد رجال السرايا من أجل إخماد صوتها للأبد.
 

2- الدكتورة عائشة عبد الرحمن – بنت الشاطىء- التي واجهت حملات شعواء بسبب كتاباتها التاريخية التي استهدفت وأد المرأة حتى في التاريخ في الإسلامي، وكذا تعرضها للمسألة الغريزية والغيرة في نساء النبي كونهن نساء مثل غيرهن  مستشهدة بحادثة العسل التي أثارت نساء النبي الأخريات ضد السيدة زينب بنت جحش, وأجبرن رسول الله على مقاطعة شرب العسل وقضية ماريا القبطية مع السيدة حفصة رضي الله عنها مما استدعى النبي عليه السلام إلى طلاق ماريا وهو ما تعرض لها القرأن الكريم في سورة التحريم , حيث لاقت بسبب هذه الأطروحات للكثير من المضايقات لا سيما من طرف رجال الدين والوجاهات التقليدية في مصر بالإضافة إلى دفاعها المستميت عن المرأة المصرية وضرورة تقلدها المناصب العليا في الدولة مثلها مثل أخيها الرجل . 
 

3 – فدوى طوقان ، الشاعرة الفلسطينية المعروفة بدواوينها الملهبة للمشاعر والوجدان العربي, وصاحبة الأعمال الشعرية  التالية : ( وحدي مع الأيام ) و ديوان ( وجدناها دار ) وديوان ( أمام الباب المغلق )  وديـوان ( الليل والفرسان) وديوان ( على قمة الدنيا وحيدا ) وذاقت هذه الشاعرة الويلات إما من طرف الاحتلال وإما من قبل الفصائل الفلسطينية المتناحرة ، مما اضطرها إلى الغربة  وماتت عام 2003 . 
 

 4 – غادة السمان التي تعتبر من كاتبات ( جيل الظاهرة الجديدة) من تخطي الأسوار والعقبات وتركت ما يسمى بـ ( الحريم الأدبي) يحكي ثرثراته واشيائه الخاصة ودخلت في غمار القضايا الانسانية الحية ودفعت  بمجموعة كبيرة من الأديبات العربيات إلى الحديث عن ضرورة التمرد الذي أوقعهن في تلك المقولة التي تقول بأن المرأة لا تكون أديبة إلى إذا تمردت ، لكن هذا التمرد أصابهن بصدمة عنيفة دفعتهن قسرا إلى الصمت وانقطع بهن الطريق.
 

5 – ليلي بعلبكي الأديبة اللبنانية التي أصدرت رواية  "أنا أحيا " التي اختيرت كواحدة من أفضل مائة رواية عربية  ورواية " الألهة المنسوخة" اتهمت فيهما بالترويج للفكر الوجودي والإباحية ، كما دافعت من خلال كتاباتها الصحفية عن الزواج الطائفي ورأت أنه من ضمن حريات الفرد ذكرا أو انثى ،  وامتنعت دور النشر من طباعة أي موضوع لها وتعرضت لحرب إعلامية شعواء وضغوط نفسية خاصة من الطائفة  المسيحية والطائفة الشيعية التي تنتمي إليها.
 

6 – كوليت خوري ، الأديبة السورية حفيدة  رئيس وزراء سوريا الأسبق فارس خوري صاحبة الروايات الرائعة  الموسومة بـ" أيام معه"  و  ليلة واحدة"  و " أيام مع الأيام " و " كيان " التي خرجت فيها عن دائرة الطاعة العمياء لسلطة حزب البعث السوري  ، وتعرضت للتعسف والسجن والنفي ..
 

7 – نازك الملائكة  الشاعرة المتمردة رفيقة السياب والبياتي ،صاحبة دواوين : عاشقة الليل ، شظايا ورماد، شجرة القمر ، مأساة الحياة , واغنية للإنسان، للصلاة والثورة اضطرت بعدها إلى الهروب من العراق إلى مصر عام 1990 نجاة من مضايقة حزب البعث العراقي لها ، وظلت منسية حتى وفاتها عام 2007 .
 

 

        والحقيقية في نظري أن المشكلة ليست أن تتمرد المرأة ولكن أن تكتب بصدق وتعبر عن نفسها بصدق وإلا فلن ترى أمامها إلى طريق واحدة وهي الأكثر شهرة في عالمنا العربي – الطريق المسدود - .
 

         لكن هذا الصدق في التعبير مع الأسف لم ينفع مع الأديبة المصرية عنايات الزيات التي كتبت قناعتها الحقيقية وسعت من خلال روايتها " الحب والصمت " الصادرة عام 1967بأسلوب راق وشديد الجدية والصراحة مراجعة القيم والمفاهيم المتعلقة بالمرأة ودورها في المجتمع وطرحت العلاقة بين الرجل والمرأة على طاولة البحث الجاد متناولة التمييز ضد المرأة وحقها في العمل وضرورة اختيارها بنفسها لشريك حياتها، ساردة بالوقائع الظلم الجاثم على المرأة المصرية لا سيما في الريف المصري حيث تساق كالنعجة إلى فراش الزوجية والعيش مع رجل لا تعرف عنه شيء , فحكم عليها المجتمع بالإعدام لا سيما وأن هذه الرواية صدرت في وقت كان المجتمع المصري يعيش احباطا على خلفية نكسة 05 حزيران 1967، فانتحرت هذه الكاتبة وهي في الثلاثين من عمرها منهية حياتها بهذه العبارة المؤثرة مخاطبة الرجال " لقد قلتم كل ما عندكم وتمنعوني أن أقول بعض ما عندي، متسائلة لماذا خصومتكم للمرأة وصلت حد الخساسة؟ معشر الرجال كم أنتم أنذال"
 

             ونفس الشيء حصل عندنا مع الشاعرة اليمنية ياسمين راجح التي منعت من طبع ديوانها الشعري ( قيد وانعتاق ) بسبب جرأتها عن الإفصاح عما تعتقد به  عاطفيا وسياسيا في مجتمع لا يقبل مثل هكذا طرح رغم أن الجنوب كان آنذاك تحت حكم حزب يساري طليعي ظل يدندن في كل مناسبة عن حقوق المرأة ومساواتها بالرجل  مما دفع بالشاعرة ياسمين إلى تسفير ديوانها إلى بيروت للطباعة.
 

           إذن فالقصة القصيرة  فن حديث في الأدب العربي عامة وهو في اليمن أحدث وعلى كثرة ما كتب في بلادنا تحت مسمى " قصة قصيرة"  فإن القليل فحسب يمكن أن يندرج تحت هذا المسمى علما بأن الجيد من هذه الكتابات قليل، كما أن أصحاب الأساليب المتميزة نادرون أيضا .. والأسباب الأخرى كثيرة بل تكون أبعد مما هو معقول ما دام في مستطاع القهر أن يعبث بمقدرات المجتمع مما يؤدي إلى إحباط المرأة والرجل معا.
 

           ومع هذا لم تسكت المرأة عن حقها والحق يقال، وعملت جاهدة على الإسهام في بناء سمعتها الأدبية والفكرية والسياسية، ولا غرو أن يكون هذا الشأن شأن الأصوات النسائية في القصة اليمنية المعاصرة والتي حظيت باعتراف النقاد لبعضها، واذكر في هذا السياق شفيقة أحمد زوقري ورمزية عباس الإرياني ولمياء الإرياني لمعظم أعمالهن الصادرة في مجموعات قصصية.
 

           غير أن ما يلفت النظر في غياب ابداعات بعض الأسماء التي أخذت بالفعل تبرز خلال السنوات الماضية مثل زهرة رحمة الله ونورا زيلع ، شفاء منصر أفراح سليمان، ابتسام القاسمي ، فوزية عبد السلام ، سامية الأغبري، هدى علوي ، اعتدال ديرية،  مما يثير التساؤل لماذا لم تطبع أعمال المذكورات وفي أوصافها من المحاسن ما لا تحصيه الذاكرة خاصة وقد ساعدن في الكشف عن هموم المرأة التي دامت 129 عاما وانتزعن مكاناتها من بين مخلفات الإمامة في الشمال وخطأ سياسية حرق المراحل ما بعد 1967 في الجنوب وما تلاها من أحداث سياسية واجتماعية في اليمن بشطريه كانت المرأة أول ضحاياها..
 

       فإذا  كانت ظروف التشطير السابقة قد حالت دون معرفة نتاجات  أدبية كثير فإن تلمس المحاولات قد يساعد على نفض الغبار الذي تراكم على ثمار الإبداعات الخلاقة ومحاولة انتشالها في إطار الغياب اللازم للإبداع والمبدعين في بلادنا .. وكم هي كثيرة الأصوات النسائية التي أسهمت في التعبير عن مجمل التجارب المثيرة والفاعلة في حياتنا ودفعت بها إلى حيز الوجود في الزمان والمكان، وربما كانت حصيلتها متواضعة قياسا مع عددها ولكن هذا لا يعني أبدا أن المواضيع تقاس الكم وإنما بالمضامين والمواقف .. وحين تكتب المرأة فإنها تقصد التعبير عن همومها، ورغم قسوة الهموم الجاثمة على أنفاسها لم تقو على قمع رغبة الكتابة عندها والتي أصبحت الاستجابة لها أمر لا بد منه.
 

           وفي هذه الخاصيات تكمن مميزات التجارب في أصوات الأديبات التي نتناولهن في هذه المناسبة لا سيما الرعيل الأول اللاتي قدمن معالجات لهموم المراحل التي عشنها وتختلف مع طبيعة همومنا اليوم، ولكنها عبرت بشكل نقدي عن  جملة من القضايا المتوارثة والمستنكرة كما هو الحال عند القاصة ف. أحمد صاحبة القصة المشهورة " ظالم يا مجتمع" التي أحدت بلبلة وردود فعل كبيرة في الوسط الاجتماعي والثقافي في عدن آنذاك.
 

       لقد كان للقاصات اليمنيات المعاصرات دور بارز في تصوير الواقع القديم المؤلم والصارخ بأناته وآلامه وإبراز الصراعات والتناقضات بين الواقعين، وتحديد مساوىء الماضي الذي ما زال يسحب نفسه على واقعنا الاجتماعي حتى الساعة من خلال ما نرى من تواري الكثير من كاتبات القصة والرواية والشعر والمقالة، إما بسبب سطوة الزوج وحسده من نجاح زوجته وشهرتها أو بسبب تعسف الأنظمة والسياسات الرعناء أو بسبب التقاليد البالية في مجتمع ما زال يتدفأ بالأمية في كل لحظة ويتبادل الجهل، أو الموروث الاجتماعي الذي يلجم كاتبات القصة.
 

 

2 -  نماذج من القاصات اليمنيات :
 

         وتوثيقا لم يريد أن يستند إلى خلفية أدبية , فإنني سأسرد في هذه التناولة  عدد من النماذج النسائية التي تركت لهن بصمات  في مجال القصة والرواية من خلال الشخصيات التالية :
-    الآنسة ف. أحمد كاتبة قصة " ظالم يا مجتمع" المنشورة عام 1961 وقصة أخرى بعنوان " هل ابتعد عن " المنشورة عام 1966.
-    السيدة سميرة عزام، ولها مجموعة تحت عنوان " هل كان رمزي" المطبوعة ببيروت عام 1963 .
-    السيدة وفاء حسين ناشر ، صاحبة قصة " الذئب " المنشورة في صحيفة الأيام عام 1963 .
-    السيدة فوزية عبد الرزاق ، ومجموعتها القصصية بعنوان " العيش في القمة" الصادرة عام 1965 .
-    السيدة سامية محمود محمد، ومجموعتها القصصية بعنوان " حزن صديقة" المنشورة في صحيفة اليقظة العدية عام 1967 ، ومجموعة أخرى بعنــوان " غدا سيعرف كل شيء".
-     السيدة  زهرة رحمة الله ومجموعتها القصصية " لا للرجال"  المنشورة عام 1969 وروايتها " بداية أخرى".
-    السيدة فوزة عبد الرزاق وهو اسمها الأدبي أما اسمها الحقيق فهو نبيهة عبد الحميد ومجموعتها القصصية بعنوان " أمي " الفائزة بجائزة اسبوع الشباب عام 1968 .
-    السيدة رمزية عباس الإرياني  ومجموعتها  الأولى " عله يعود " ولها أيضا مجموعة أخرى بعنوان " القات يقتلنا " ورواية بعنوان " ضحية الجشع".
-    السيدة لمياء الإرياني، وروايتها الموسومة بـ " امرأة ولكن ".
-    السيدة أفراح محمد سلمان التي نشرت لها مجلة الحكمة عددا من القصص الرائعة نذكر منها قصة " السلم" وقصة " حالة ضعف".
-    السيدة هدى عل علوي وقصتها  بعنوان " الطعن في لا شرعة قرار" التي انتقدت فيها بعض القرارات الصادرة عن السلطات في الجنوب بعد الاستقلال ،وكذلك قصة " مقهى العم علي".
-    السيدة سلوى يحي الإرياني، ومجموعتها المعروفة بــ"" بيوت بلا أبواب" المنشورة في تعز عام 1987 .
-    السيدة فوزية عبد السلام طالب الشميري ومجموعتها القصصية " يوميات زوج متعب" ولها أيضا مجموعة من القصص القصيرة نشرت في عدد من الصحف الحكومية والمستقلة .    
-    السيدة أمل عبد الله، وظهرت هذه القاصة في بداية الثمانينات وهي على روعة ما تطرحه مقلة في قصصها، إذ لم تتعدى اربع قصص نشرت اثنتان منها عام 1982 واثنتان عام 1983 تحت عناوين " وانفرط العقد ، الغنيمة، خلايا ميتة، وهذا الحلم الرمادي.
-    السيدة ثريا منقوش، ومجموعتها " متى تفتح الأبواب" وهذه المذكورة  تحمل شهادة دكتوراه في فلسفة التاريخ، وكتبت عن سيرة سيف بن ذي يزن، لكنها اصطدمت بمتاعب وانتقادات لاذعة لأفكارها غير المتوائمة مع الواقع اليمني كما يرى في ذلك خصومها، وقعت على أثرها ضحية الهلوسة وادعائها بأنها تتلقى الوحي من السماء، ثم مغادرتها للبلاد إلى الخارج ، علما بأن السيدة منقوش كانت زوجة للأديب اليمني الرائع عمر الجاوي.
-    السيدة اعتدال ديرية، ومجموعتها القصصية " صوت من الماضي" ومجموعة قصصية للأطفال بعنوان " عازف الناي" ، والسيدة المذكورة إلى جانب ما ذكرناه تعتبر شخصية سياسية واجتماعية بارزة .
-    السيدة شفاء منصر ، وتعتبر من الكاتبات الطليعيات في  اليمن وعضوة اتحاد نساء اليمن، لها العديد من القصص مثل : الشهيد , الوعد,  , الهدية ,   النافورة,  نقطة تفتيش , الدرس الأول وقصة عفوا هل أنت الطالبة فلانة ,  بالإضافة مجموعة قصص متعلقة بالإطفال.
-    السيدة أروى عثمان، هذه السيدة المتخصصة بثقافة الموروث الشعبي ولها كتابات في هذا المجال أشهرها رواية ( وريقة الحنا ) ومجموعتها القصصية ( ليلة خميس ) بالإضافة إلى روايتها المشهورة ( يحدث في تنكة بلاد النامس ) المطبوعـة عام 2003 وحازت على جائزة الإبداع العربي بالشارقة .
-    السيدة هدى العطاس ولها مجموعتين ( هاجس الروح .. هاجس الجسد )  و ( لأنها) وهي أديبة شيقة جدا لو لم تنشغل بالسياسة.
-    السيدة ريا أحمد، ومجموعتها القصصية ( قطرات من فضة ) المطبوعة عام 2003 وروايتها ( يوم كان السرد أنثى ) عام 2008 .
-    السيدة نبيلة الزبير، ولها ثلاث روايات  ( إنه جسدي ) عام 2000 و ( زوج حذا لعائشة ) عام 2012 و ( وقع ليس سهوا ) . 
-    السيدة أفراح الصديق ومجموعتها القصصية ( عرش البنات ) المطبوعة عام 1999 .   
-    السيدة آمال البشيري وروايتها الموسومة بـ ( العالم ليس بخير) وهي الرواية الوحيدة التي كتبتها ثم توارت عن الأنظار .
                أما كاتبات القصة  المعروفات بأديبات الألفية الثالثة، فيمكن لنا أن نتطرق إلى الشخصيات التالية :
-    الاستاذة  سهير السمان ، ومجموعتها القصصية "موعد آخر" .
-    الاستاذة نجاة باحكيــم، في روايتها " حكاية جهينة "  وكذا روايتها " ذات ليلة " .
-    الاستاذة انتصارالسري ومجموعاتها القصصية الثلاث "  الرقص على سيمفونية الألم " و  " المحرقة " و " لحرب واحدة ".
-    الاستاذة اسماء المصري واذكر عنها المجموعة القصصية " مجرور بالحسرة" .
-    أما الاستاذة سيرين حســــن العديني ، فقد اتحفتنا بروايتين رائعتين  بعنوان " فنجان قهوة " و " في تابوت امرأة  ولها رواية ثالثة تحت الطبع .

 

             وهناك أديبات أخريات لهن إصدارات لم تسعفني الذاكرة بتسميتها حرفيا  لعدم توفر المعلومات لدي بشأنهن وبعضهن غائبات عن المشهد الأدبي  امثال نورا زيلع ،  حفصة مجلي،  جليلة الأضرعي، وسماح الشغدري.
 

             ولا ننسى في هذا المقام أن ننسى القامة الأدبية السامقة  الت اتحفت المكتبة اليمنية بروائعها الأدبية الجميلة مثل :  حب ليس إلا.. صنعائي.. عقيلات .. وعادة ليست سرية.
 

 

 3 -  شفيقة أحمد زوقري أنموذجا :
 

-    من مواليد مدينة كريتر عام 1942 .
-    تلقت تعليمها في مدرسة البنات بكريتر وحصلت على الشهادة الثانوية .
-    انتقلت إلى كلية البنات بالشيخ عثمان وحصلت على دبلوم تربية .
-    التحقت بسلك التدريس كمدرسة ثم موجهة ثم وكيلة مدرسة في عدة مدارس لمدة سبع سنوات ثم منصب مديرة مدرسة كان آخرها مديرة المدرسة الموحدة بمديرية التواهي, وهي شخصية بيداغوجية مشهود لها في عدن.
-    مارست شفيقة زوقري كتابة القصة منذ بداية الستينات ونشرت لها الصحافة العدنية لا سيما صحيفتي الأيام وفتاة شمسان(1) العديد من القصص المتنوعة وساهمت في مسابقات القصة القصيرة كان منها مسابقة القصة القصيرة عام 1975 بعدن وحازت على المرتبة الأولى في هذه المسابقة عن قصتها بعنوان ( الثائر الصغير ) وتم نشرها آنذاك في وسائل الإعلام المختلفة, كما كتبت أيضا عددا كثيرا من المقالات ذات الصلة بمشاكل المرأة في المجتمع اليمني بالإضافة إلى مقالات وقصص متصلة بثقافة الطفل.
-     تعتبر شفيقة زوقري من أولى القاصات اليمنيات المعاصرات في فترة الستينات والسبعينات, ولها مجموعتان قصصيتان الأولى بعنوان ( نبضات قلب ) طبعت في بيروت عام 1970, ومن أهم قصص هذه المجموعة قصة ( أرملة شهيد )، وقصة أخرى بعنوان ( انتصرنا ). أما المجموعة الثانية فكانت بعنوان ( حرمان .. ضالة أخرى ) طبعت بدار الفارابي ببيروت عام 1977، وقد طبعت هذه المجموعة ضمن الكتب التي طبعت للذكرى العاشرة للاستقلال الوطني في الجنوب. 

 

           وتضم هذه المجموعة الأخيرة حرمان .. ضالة أخرى قصتين الأولى ضالة أخرى والثانية حرمان والبارز من أسمي القصتين الضياع والحرمان وهما صفتان للعسف والقهر اللذين كانت المرأة اليمنية تتلقاهما من الرجل والبيئة ومن السلطة في مجتمع هيمنت عليه التقاليد التي أعطت كل الفرص للرجل كان زوجا أو أبا أو أخا وحتى إبنا وحرمت منها المرأة. 
-  إلى جانب ذلك عرفت شفيقة زوقري بنشاطها النضالي إبان حرب التحرير من خلال عضويتها في القطاع النسائي لجبهة التحرير التي كانت تقوده المناضلة المعروفة السيدة رضية إحسان الله التي تتمتع بكارزمية قيادية منظورة من خلال تحريكها للشارع وقيادة العديد من المظاهرات المناهضة للاستعمار، وكان جزاؤها التشريد والنفي خارج الوطن.

 

 

هامش
 

(1)    صحيفة فتاة شمسان أسستها عام 1960 الإعلامية الراحلة ماهية نجيب واسمها الحقيقي ماهية محمد عمر جرجرة شقيقة السياسي العدني عبد الرحمن جرجرة وسميت باسم زوجها نجيب احمد علي سعد حسب قانون الأسرة البريطاني المعمول به آنذاك في الجنوب، وتعنى هذه الصحيفة بمشاكل المرأة وهمومها وطموحاتها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، وكانت تنشر بدون استثناء كل ما يورد إليها من مواضيع متجاوزة كل الخطوط  وخصصت صفحة كاملة من أعدادهــا لمناقشة المشاكل العاطفية بين الجنسين ، وقد عرفت هذه الصحيفة شهرة واسعة وتصدر مرتين في الأسبوع ووصلت  مبيعاتها إلى مستويات عالية جدا ، غير أن المواضيع التي كانت تتطرق إليها هذه الصحيفة أزعجت رجال الدين وأعيان عدن الذين اتهموها بأنها تسوق لمواضيع لا يعرفها المجتمع وتعمل على الدعوة للتفسخ والانحلال بين الشباب  ، ومارسوا ضغوطا على أخيها عبد الرحمن جرجرة من أجل إيقافها، وتم إغلاق الصحيفة نهاية عام 1965 ، وبعد استقلال الجنوب عام 1967 غادرت ماهية نجيب عدن متوجهة إلى السعودية والاستقرار بها حيث توفت بمكة المكرة عام 1982 ودفنت فبها .  

 

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً