الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 آخر تحديث: السبت 14 سبتمبر 2024
قلب أم؛ لكنها الولعة - عبدالله الإرياني
الساعة 13:30 (الرأي برس (خاص) - أدب وثقافة)

 


اعتاد بديع' منذ وفاة والده' أن يقوم بشراء القات؛ وعند عودته إلى البيت يناوله والدته لقسمته بالتساوي بينهما؛ بيد أنه عند وقوع مناسبة فإنه يقوم بشراء كمية زائدة يخص بها نفسه؛ مستعينا بزوجته لأخفاءها ومناولته خلسة عند مغادرته البيت؛ إلا عند أن قرر الذهاب لتعزية وزير الداخلية في الصالة الكبرى القريبة من بيته؛ يناولها كعادته في كل يوم؛ وهي ترمقه بعين متوجسة' ثم قالت:
- أو أيش مخبي علي ياولد بطني!
رد مرتبكا:
- لا شيء' لا شيء.
- ومالك مرتبك!... كان احلف برأس أمك.
إلا أن يحلف برأسها؛ قال ناكسا
- أشتي اسير أعزي وزير الداخلية' وقد زيدت نفسي شوية.
- إذا كان ذيه الوزير ما عدبش معه عقل ويعمل عزاء' فيقع معك عقل أنت يا ولدي وأجلس ببيتك؛ وسير أدي القات.. يا خاين' تخون أمك وتخبي عليها القات.
- أنا ولدش يا ما ما.
- أنت ولدي' وعد أزيدك بكل شيء؛ إلا بالولعة.
- خلاص' أنا عد أسير أديه تقسميه؛ بشرط تزيديني' واسير الصالة الكبرى.
- أزيدك لا' أما السرحة فعقلك برأسك ...
رد منفعلا:
- وأيش أنتي من أم؛ خلاص ما ناش سارح' ولا أنا مخزن' وبزي القات لش.
واقفا منتظرا ردا جميلا؛ إلا أنها قالت:
- فعمرك لا خزنت' سير هات القات يا خاين أمك.
غادر أمه مهرولا؛ أرتمى على سرير نومه؛ إلا أنه لم ييأس؛ منتظرا أن يرق قلبها؛ متذكرا طفولته' إذا أضرب عن طعام تهرع إليه راجية ولدها المدلل أن يرحمها ويفك؛ سمع زوجته تقول:
- هي ولعة' وارضا بقسمتها ...
إلا أنه لم ييأس' فاتحا عين' ومغمض للأخرى. 
وعند الثالثة والنصف' وكان اليأس قد غلبه وأحاله إلى كم من مولعي محبط' دوى انفجار هز بيته؛ من شدته تناثرت أشلاء من زجاج نوافذ لم تمس أحدا منهم بأذى؛ ومن قوته أعاد روحا مفزوعة إلى مولعي محبط. روح وجدت نفسها ساجدة على رجل والدة تتعاطا القات في مكانها المفضل' بحضور اثنتان من صديقاتها. أخذت نفسا عميقا من النرجيلة؛ أعطت رأسه دخانا أبيض' ثم قالت:
- كان ما عد استحيت من صاحباتي.
ردت أحداهن:
- هو معذور.
رفع رأس معذور' ثم قال:
- شكرا يا ما ما' أنقذتي حياتي.
- الحمد لله' ومن أجل تدري كيف قلب الأم.
رد عفويا:
- والولعة يا ...
عض شفتيه ندما؛ لعله جرحها. نقرت على رأسه بطرف من نرجيلة كانت شفتيها عليه قبل لحظات' ثم قالت:
- والولعة' ومن بكرة ثلثين لي وثلث لك' تمام يا ولدي! 
قبل قدميها' ثم قال:
- تمام ...

 

ديسمبر 2016

 

لمزيد من الأخبار يرجى الإعجاب بصفحتنا على الفيس بوك : إضغط هنا

لمتابعة أخبار الرأي برس عبر التليجرام إضغط هنا

شارك برأيك
المشاركات والتعليقات المنشورة لاتمثل الرأي برس وانما تعبر عن رأي أصحابها
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص
اختيارات القراء
  • اليوم
  • الأسبوع
  • الشهر
  • الأكثر قراءة
  • الأكثر تعليقاً